هل تصح محبة العراق نسلنا الشيطان في مجتمع فظيع
عمار طلال
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عمار طلال

مشاعر الانسان تظل حيادية ما لم تنعطف بها قوة ما نحو الحب او الكره، تتنوع هذه القوة بين سطوة المعنى القيمي او الاثر المادي المباشر، وكلاهما مبرران يعطيان للحب والكره رصانة تؤيد حامل الدراما في ما ذهب اليه.
فالانسان ثلثاه ماء كالارض التي نبع منها وثلثه الباقي مشاعر، هذه المشاعر تتاثر مباشرة بعلاقته مع المحيط من حوله، تاثرا يظهر بشكل مباشر على الثلثين الاخرين.. الماء.
والمشاعر بركة راكدة .. ساكنة لا تتحرك الا حين الانفعالات الدرامية (الضحك والبكاء) وكل ما هو ايجابا يدخل في خانة الضحك والسعادة والسرور والتفاؤل وفق التقسيم السايكلوجي لنفسية الانسان، يناظره السلب.. بكاء، من كره وحقد وعدوان.
وكلاهما مرتبط بوجود مؤثر خارجي يرجح كفة الحب على الكره او العكس خلال دراما السلوك اليومي في التعاطي مع المحيط بشرا وحاجات، وفي اتخاذ المواقف والذهاب الى هذا الخيار من دون ذاك وفق مبدأ الحب والكره.. التزم هذا الشخص وانبذ ذاك انطلاقا من محبتي لهذا وكرهي لذاك في منهج شعوري مبني على موقف واع او على هوى اجوف خال من الوعي.
وكلاهما.. الوعي والهوى يتأسسان ويقومان ويتشكلان تاثرا بانعطافة ما يحدثها مؤثر صادر عن الشخص ذاته؛ بما يؤيد حبي او كرهي له واتخاذي موقفا ايجابيا منه اؤمن بانني اقف في موضع الايجاب من خلاله او اتخاذي موقفا سلبيا منه يجعلني اؤمن بانني اقف موقفا ايجابيا مع الحق بسلبية موقفي من هذا الشخص.
تخصيصا للعام اقول: اللا كرامة ارث جيني تناقله العراقيون على هذه البقعة الملعونة.. ارض السواد والعتمة والشيطان.. جيلا عن جيل، فلماذا نحبه ما دام ليس فيه ما يستحق الحب منذ نبوخذ نصر وحمورابي مرورا بالحجاج وصدام حسين وليس انتهاء بالمالكي فالقادم العن.
ولكى اخصص اكثر هاجر اهلنا من ضيم الاقطاع الى مهانة الحواضر، وتحديدا بقغداد بالدرجة الاولى والبصرة والموصل بالدرجة الثانية فضلا عن نسب قليلة شهدتها مراكز المحافظات من هجرة المضيومين في الزراعة تحت سوط الاقطاع الى المدن هربا، في قصص ماساوية اغفلها تاريخ الدراما مع الاسف فضاع معظمها او انحصر تداوله على الاحفاد الذين غادر معظمهم هذا التاريخ البشع الى عيش رغيد بحكم وضع شخصي وفروه لذواتهم وليس العراق هو الذي وفره لهم فالعراق لا يوفر لابنائه وضعا حسنا انما يستلهب اي فرصة يؤمنونها ويشتتهم عنها الا من اوتي قوة قاهرة في التصدي لبشاعة العراق.
لا شتيمة؛ فالعراق بشع منذ السبي البابلي لليهود ضمن الهيمنة العراقية على الفراعنة التي يتنكر لها الباحثون المصريون الان .. تاخذهم العزة بالنفس عن الاعتراف بان الحضارة الفرعونية.. بقضها وقضيضها كانت مجرد مستعمرة تابعة للملك البابلي.
هذا ليس موضوعنا الان.
الموضوع هو هل يستحق العراق ان نحبه؟
اجاب الشاعر والاعلامي عبد الحميد كاظم الصائح في العام 1990 على هذا السؤال وكنا جالسين في مقهى (حسن عجمي) بشارع الرشيد عندما حقق معجزة الحصول على جواز سفر قبل وقوع نكتة غزو صدام لصديقه الصباح في مزاح تحول الى جد بعد ان ناصروه ضد شعبه ثم انقلب عليهم واسقطوه مطالبين بدمه من الشعب تماما كلعبة (قميص عثمان).
الصائح قال: ساسافر ولكي لا يحدث عندي (هوم سك) يجعلني احن اليكم وانتم في لعنة العراق ساتذكر ما يعانيه المواطن خلال مراجعته دائرة لانجاز معاملة ما وما يلقاه عندما يدخل مطعما لياكل فيواجهه صاحب المطعم وعماله بوجه مستفز يسد النفس كما لو جاء يستجدي منهم وليس لينفعهم وكذا الحال بالنسبة لسائق البص او التاكسي وسابلة الطريق الذين يعدون ضربك باكتافهم شجاعة مع التفاتة من عين حمراء تهددك بالويل والثبور اذا عبرت عن تالم كتفك.
قس حب العراق على انجاز معاملة رسمية بمعجزة مع مسخ لكرامة الانسان، فهل تجد من العقل حب هذه المهانة التي ولدنا فيها فاسمونا عراقيين وصرنا ملزمين بالعراق لان العالم ضيق مثل خرم ابرة لا يستقبل ابناء الدول المتحضرة بسهولة فكيف بوافد من مجتمع فظيع كالعراق.
والفظاعة ندرسها في مناهج التعليم ووسائل الاعلام منذ فطرنا الشيطان ولم ينسلنا الرحمن في العراق، فالدراسة في هذا البلد تشعرك بان طالب الاعدادية واقع تحت سوط الاقطاعي الذي كان يهين اباه الفلاح فالمنهج وضعه مؤلفه بخباثة تعقد الدراسة ولا تمنح الطالب علما حقيقيا والامتحان يجرى للتنكيل بالطالب وليس لجس استعداداته لدخول الكلية التي تمكنه من خدمة المجتمع،
فهل ابقى العراق عقلا لمن يحبه!؟
Ammar.tallal@yahoo.com
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat