صفحة الكاتب : عباس الكتبي

الصراع بين حزب البعث وزيارة الحسين!
عباس الكتبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بعد أربعين يوماً أو أكثر من قمع الأنتفاضة الشعبانية،في المحافظات الثائرة من قبل جلاوزة الحكم البعثي البائد المجرم. 
ذهبت الى كربلاء لزيارة سيدي ومولاي الإمام الحسين عليه السلام، ركبت في سيارة نقل كبيرة،الطريق طويل،يلزمني قضاء خمس ساعات لكي أصل،السيطرات المشتركة من الجيش والحزب والأمن والشرطة، منتشرة على طول الطريق،في المفارق والتقاطعات،ومداخل كل مدينة نمرّ بها.
عند مرورنا بأي سيطرة،كنا نخضع للتفتيش الدقيق،يقوم رجال الأمن بإنزال الركاب وتحديداً الرجال،ثم نقف على شكل طابور،مع أبراز هوية كل شخص تباعاً،ثم ينظر رجل الأمن لأسم الشخص مع قوائم الأسماء التي عنده، وهي أسماء متهمة بالمشاركة في الأنتفاضة،مشهد تراه في كل سيطرة، تبلغ فيه القلوب الحناجر،خوفاً أن يكون أسمك في تلك القوائم!  
لما وصلت كربلاء بسلامة،رأيت آثار الدمار والخراب على المدينة، من أثر القصف المدفعي والطيران،وخاصة المنطقة المحيطة بالحرمين الشريفين، وعندما أقتربت من المرقد المطهر لمولاي الإمام الحسين عليه السلام، شاهدت ما يدمي القلوب،فالجدران والأبواب الخارجية قد نالها نصيب من القصف والإعتداء من قبل القوات الصداميّة الإجرامية،وعندي دخولي للحرم المقدس،رأيت شباك الضريح، والجدران تحت القبة الشريفة قد أصابها الرصاص،ولليوم بعض آثارها موجودة. 
هناك شيء أريد أن أقوله للتاريخ،وهو أني شاهدت بأمّ عيني مكتوب على الأبواب والجدران الخارجية للحرم المقدس للإمام الحسين"ع"،بالصبغ الأحمر:(لا شيعة بعد اليوم)!! وكذا مرقد أخيه أبي الفضل العباس،عليهما السلام،وقد عمد النظام البعثي المجرم،على تطويق الحرمين المطهرين بسياج كونكريتي على شكل"بسطال"!! لإهانتيهما وإهانة الشيعة. 
هذه الأفعال الشنيعة ليست بجديدة على صدام والبعثيين،فلهم سوابق عديدة،كأنتفاضة صفر في أواخر عقد السبعينات،فقاموا بقتل زوّار أربعينية الإمام الحسين عليه السلام،عندما لاحقوهم في منتصف طريق نجف-كربلاء، بالدبابات والطائرات،وإعتقال المئات من الشباب وزجهم في السجون،هذا غير الإعتقال الذي طال بعض العلماء،ومن أبرزهم أنذاك شهيد المحراب،السيد محمد باقر الحكيم"قدس سره".
القتل والتنكيل والتعذيب ضد زوّار الإمام الحسين"ع"،ومنع الناس من زيارته،ليس وليد في حكومة البعث الإجرامي،وإنمّا هو سلوك توارثه الحكام الظلمه على إمتداد التاريخ الأسود،منذ اليوم الذي قُتل فيه الإمام عليه السلام، وخاصة في عهدي الأمويين والعباسيين،وأخص بالذكر منهم: هارون السفيه العباسي، الذي أقتلع حتى السدرة التي يستظل بها الزائرين،والمتوكل على الشيطان، الذي قطّع أيادي وأرجل الزوار،وكلاهما عمدا لمحو القبر الشريف،ولكن خسرا وخابا سعيهما،فهلكا قبل ان يحققا ذلك المراد،وان ربك لبالمرصاد! 
الإمام الحسين،سبط النبي وريحانته، عليهما وعلى آل النبي الصلاة والسلام،وهو يحمل المبادئ السامية والنبيلة للقرآن،وللرسالة المحمدية، مبادئ:(الرحمة،والرفق،والتسامح، والعدل،والإنصاف،والحرية،والمساواة،والأخاء والتعاون بين الناس)،وهذه المفاهيم لا تنسجم مع هوى الفكر الأستبدادي والتسلطي للحاكمين،لذا يحاربون الإمام الحسين عليه السلام، ويحاربون زوّاره. 
شهدت زيارة الإمام عليه السلام- الأربعينية-بعد سقوط حزب البعث الغاشم،أكبر تجمع جماهيري سنوي في العالم،ووصلت الزيارة في بعض السنين الى 20 مليون زائرٍ،أذهلت العالم،وعقول البشرية،تنظيما،ً وجوداً، وكرماً،وتعاون،وتكاتف،ومساواة،واخآءً بين المسلمين الزائرين،وهذا ما بُعث من أجله نبينا محمد صلى الله عليه وآله. 
نشدتكم الله! أيها العراقيون المؤمنون،أليست هذه الزيارة أكبر نصراً على الدكتاتوريات،وأعضم تغييراً في التاريخ على مستوى الحكومات!؟ومن المؤكد أنّ هذه العناية الإلهية بالزائرين كانت تكريماً لسيد الشهداء عليه السلام،وللذين سالت دمائهم من أجل الحسين!؟ فما بال بعض المرجفين في العراق،يقذف بالأكاذيب بأن الأنظمة السابقة كانت أفضل، ليشوه من صورة النظام الديمقراطي الحديث في العراق؟!  

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس الكتبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/01/27



كتابة تعليق لموضوع : الصراع بين حزب البعث وزيارة الحسين!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net