صفحة الكاتب : محمد حسن الساعدي

مرحلة ما بعد داعش ... ما بين التوافقات السياسية وأدارة بوصلة الدولة ؟!!
محمد حسن الساعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مرت عملية تحرير محافطة نينوى بمراحل إيجابية مهمة ، واستطاعت القوات الأمنية الى جانب الحشد الشعبي من فرض سيطرته على كامل الجانب الأيسر للمدينة ، وفِي نفس الاتجاه خلفت معركة التحرير صراعاً سياسياً لافتاً ، فمنهم من ركب موجة الانتصارات اليومية المتحققة ، ليستفيد من هذه الانتصارات سياسياً ، ومنهم من كان ضد هذه العملية ، وعبر عن صوت داعش سياسياً ، ولكن بقي صوت البندقية هو الحاكم على الارض ، وظلت المواقف العسكرية اليومية لتقدم قطاعات الجيش العراقي هي الحاكمة ، وهي صاحبة الموقف في حسم المعركة . 
الان ومع اقتراب عملية تحرير الموصل من نهايتها يكثر الحديث عن مرحلة ما بعد داعش ، ومع التسريبات التي تتحدث عن التخوف الامريكي لمرحلة ما بعد داعش ، والظرف السياسي الراهن الذي تعيشه البلاد ، سواءً في الجانب الحكومي أو الصراعات السياسية بين المكونات ، الامر الذي يجعل الأوضاع عموماً يسودها القلق والتخوف من المستقبل ، خصوصاً وان جميع القوى السياسية تستعد لمرحلة مابعد داعش ، عبر تحالفات جديدة ، ومحاولة رسم ملامح واقع سياسي جديد ، يبرز فيه دعوات من هنا أو هناك  لإنشاء الأقاليم على أسس مذهبية ، الى جانب دعوات كردية الى الاستقلال ، كما ان تعدد المكونات في الموصل عقد المشهد اكثر ، وجعله يدخل مرحلة التخوف لما بعد تحرير المدينة ، وان الأمور مابعد داعش لن تكون اقل خطورة من تنظيم داعش نفسه ، وان هناك داعش آخر سيظهر متمثلاً بتحديات جديدة ، وستكون اخطر وأعقد من تنظيم داعش . 
ما يعقد البوصلة السياسية في البلاد ، هو بقاء المناطق التي دخلتها البيشمركة تحت سلطة أقليم كردستان ، عقب دخول داعش الى المناطق السنية في الموصل ، وان مصير تلك المناطق يثير تعقيدات كثيرة وكبيرة ، كما ان اشكالية " التمثيل السني " ، والصراعات والازمات التي رافقت المناطق السنية ، وحالة الفوضى التي سادت تلك المناطق جعلتها تبدوا ارض خصبة لاحتلال داعش لها وسقوط ثلث البلاد ، وهنا لابد من طرح التساؤل والذي يشغل بال المحلليين السياسيين ، وهو في حال فشل المبادرات والمساعي في لملمة الموقف السني تجاه القضايا المهمة والحساسة في البلاد ، ومحاولة كسب موقف السنة لصالح الدولة في حربها ضد داعش . كيف ستكون المناطق السنية بعد داعش ؟! 
حتى لو سلمنا ان هناك مشروعاً سنياً يتمثل بالإقليم ، فان اهم العراقيل تتمثل بالتنافس بين القوى السنية نفسها ، كما ان طبيعة تلك الأقاليم فيها ضبابية ، وغير واضحة المعالم ، وان التنافس والصراع (السني -السني ) كلن عاملاً مهماً في الفشل ، وان وجود طرف سني قوي قادر على المشاركة في تحديد مستقبل البلاد ما بعد داعش يمثل حلقة مهمة في حسم الملف . 
في المقابل الأطراف الشيعية الاخرى ، والحاكمة لا تملك اجابات على هذه التساؤلات ، مع الخلافات المزمنة ما بين المكون السياسي (السني -الشيعي ) حول الأقاليم ، ومصير المؤسسة العسكرية ، ومستقبل الحشد الشعبي ، وقانون الحرس الوطني ، كل هذه الأسباب وأسباب اخرى جعلت المواقف تتذبذب بينهما ، وتتقاطع في  بعض المواقف وتقف حائلاً امام أي حسم ، ومع هذا التراكم نتيجة الخلافات بين القوى السياسية ما بعد ٢٠٠٣ ، وعدم حسم كل من التحديين (الأمني والسياسي ) ، يضع البلاد امام احدي الانزلاق في هاوية الصراعات السياسية والمذهبية ، خصوصاً مع بروز التحدي الاقوى الا وهو التحدي الاقتصادي ، وارتفاع تكاليف الحرب ، والذي يجعل جميع الخيارات مفتوحة لما بعد التحرير . 
خلاصة القول اعتقد وكما يراه الكثير من المحلليين ان داعش ليس هو النهاية ووضع العراق الذي يواجه هذه المرة عوامل الاقتصاد والامن والسياسة ، وهي الأكثر قساوة ، يتوقع ان تكون أياما صعبة أمامه ، وضرورة الإقرار بان خيار تقسيم العراق (سنة وشيعة واكراد) هو الارجح قوة على غيره، مما يعني بداية لطريق يبدو معقدا ايضا ، لا يتوقف عند قصة الحدود الفاصلة بين " الأقاليم الثلاث"  ولا ينتهي عند التنافس او الصراع داخل كل واحد من المكونات الرئيسية.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد حسن الساعدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/01/22



كتابة تعليق لموضوع : مرحلة ما بعد داعش ... ما بين التوافقات السياسية وأدارة بوصلة الدولة ؟!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net