صبورٌ وإنْ أدمَى الفراقُ فؤاديا
عزيزٌ وإنْ أزرَى الزمانُ بحاليا
فما شاقَني الا هديلُ حمائمٍ
فألهبنَ محزوناً عَنِ الأهلِ نائيا
تَئنُّ كما أَنَّ الغريبُ تشوّقاً
كنايٍ حزينٍ يستدرُّ المآقيا
فأذكتْ لظى التحنانِ بين جوانحي
وباحَ فؤادي بالذي كانَ خافيا
أثارَ بي الشدوُّ الحزينُ خواطراً
وطافتْ بيَ الذّكرى تُحلّقُ عاليا
إلى خيرِ ساعاتٍ وأطيبِ منزلٍ
بها عشتُ حيناً ناعمَ البالِ هانيا
ملاعبِ أترابي وملهى طفولتي
وشرخُ الصِّبا يُغري الحسانَ الغوانيا
تولّتْ سراعاً مثلَ أحلامِ نائمٍ
وعافتْ هموماً ترتعي في جَنانيا
فأمسيتُ رهنَ الذكرياتِ ملوّعاً
أُكابدُ ليلاً مُفعمَ الهمِّ داجيا
حزيناً معنّىً واجمَ الفكرِ ساهداً
أُناجي خيالاتٍ تعنُّ أماميا
وندّتْ منَ الأضلاعِ زفرةُ عاشقٍ
تكادُ لظاها أنْ تذيبَ الحوانيا
على ما مضى منها أذوبُ تحسّراً
فمَنْ ذَا يردُّ الآنساتِ الخواليا ؟
فتلكَ الليالي الوادعاتُ بقربِكُمْ
تظلُّ الى نفسي أحبَّ اللياليا
فبتُّ على جمرِ الجوى متقلّباً
أكابدُ شوقاً جاحماً في بعاديا
يشبُّ كبركانٍ هواكِ بأضلعي
وآبى حفاظاً أنْ يبوحَ لسانيا
فيا طائراً إمّا مررتَ فبلّغنْ
حبيبي و أهلي في العراقِ سلاميا
سلامٌ على النخلِ الأشمِّ وزهوهِ
على سيّدِ الأشجارِ رمزِ بلاديا
ويا وارداً عذبَ الفراتينِ شارباً
الا رشفةٌ تُشفي غليلَ أٌواميا
وجدتٌ شفائي في العراقِ ولن أرى
مكاناً سوى بغدادَ للقلبِ شافيا
إليكِ ببغدادِ الهوى رفَّ خافقي
صديّاً مشوقاً يستحثُّ التلاقيا
سيبقى هواكِ العذبُ منبعَ بهجتي
وأُنسي ودائي في الدُّنى ودوائيا
رحلتُ بجسمي عن ديارِكَ موطني
وخلّفتُ روحي والحبيبَ ورائيا
فليتَ الثرى تُطوى ويدنو بعيدُها
لأروي فؤاداً للحبيبةِ صاديا
أخطٌّ لها شوقي ودمعيَ واكفٌ
فتمحو دموعي ما يخطٌّ بنانيا
فلا تحسبوا أني تغيّرتُ بعدكم
عهودي وأشواقي بواقٍ كما هيا
ولم أسلُ يوما مُذ تغرّبتُ عنكمُ
لحى اللهُ قلباً كانَ عنكمُ ساليا
شكوتُ النوى لمّا اصطليتُ بنارِها
وما كنتُ قبلَ البعدِ أُسمَعُ شاكيا
وإنْ أنسَ لن أنسَى غداةَ وداعِها
وقد جاذبتْني في الوداعِ ردائيا
تقول وقد أدمى البكاءُ جفونَها
أ نقضي سنينَ العمرِ نشكو التنائيا
فقلتُ ودرُّ الدمع في صحنِ خدّها
كطلّ الندى فوقَ الشقائقِ غافيا
كفاكِ بكاءاً لاتزيدي مجرّحاً
تكادُ جراحي أنْ تبوحَ بما بيا
فأصمتْ فؤادي نظرةٌ فاضَ دمعُها
عتاباً كما فاضتْ أسىً وتشاكيا
فيا حبّذا تلكَ العيونُ وسحرُها
رأيتُ بها نبعَ المحبةِ صافيا
يشعُّ بريقُ الحسنِ منها تألّقاً
كما شبَّ فيها لاعجُ الوجدِ واريا
وثغرٍ تعالى اللهُ أبدعَ رسمَهُ
إذا افترّ أبدى لؤلؤاً وأقاحيا
يطيبُ لقلبي أنْ يكونَ أسيرَها
ولذَّ لروحي أنْ تشدَّ وثاقيا
لعينيكِ قد هانتْ جميعُ مواجعي
وإنْ كان قلبي بالجراحاتِ داميا
بكيتُ هواها حينَ شطّ مزارُها
وما كنتُ قبلَ البينِ أُنظرُ باكيا
أسالتْ دموعي والبكاءُ مذلّةٌ
إذا ازدادَ هجرانُ الحبيبِ تماديا
بذلتُ لها قلباً يفيضُ بحبّها
وأرخصتُ دمعاً كالجواهرِ غاليا
أُنادي على بعدِ المسافاتِ بيننا
فوالهفتي لو تسمعينَ ندائيا
أُعلّلُ نفسي باللقاءِ وبالمنى
فيضحكُ دَهري ساخراً مِنْ رجائيا
فَقَدْ نلتقي عمّا قريبٍ وترتوي
قلوبٌ تلظّتْ للقاءِ ظواميا
يرفرفُ قلبي حولَ روضكِ لهفةً
مهيضاً كعُصفورٍ على الأيكِ شاديا
لحونَ الهوى كي تسمعيه مُغرّداً
جميلَ المعاني يحملُ الشوقَ وافيا
فجودي عليهِ بالوصالِ وبدّدي
بنورِ مُحيّاكِ البهيِّ الدَّياجيا
حياتي يقيناً في اقترابكِ جنّةٌ
ستغدو جحيماً إنْ أطلتِ التجافيا
فما لي بذي الدّنيا سواكِ حبيبةٌ
فأنتِ مُنى نفسي وجُلُّ مُراديا
مَلَئْتِ عيوني غيرَ وجهكِ لا ترى
(وَإِنْ كثُرتْ حولي) الملاحَ الغوانيا
وجدتُ الهوى حلواً لذيذاً عذابُهُ
فلا خيرَ في قلبٍ من الحبِّ خاليا
أما والذي أعطاكِ فيضَ جمالِهِ
وأشقى فؤادي في هواكِ وباليا
وألقى بروحي في يديكِ رهينةً
وأعطاكِ قلباً كالحجارةِ قاسيا
وألهبَ أضلاعي جوىً وصبابةً
سأبقى على ذكراكِ أُنشي القوافيا
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
صبورٌ وإنْ أدمَى الفراقُ فؤاديا
عزيزٌ وإنْ أزرَى الزمانُ بحاليا
فما شاقَني الا هديلُ حمائمٍ
فألهبنَ محزوناً عَنِ الأهلِ نائيا
تَئنُّ كما أَنَّ الغريبُ تشوّقاً
كنايٍ حزينٍ يستدرُّ المآقيا
فأذكتْ لظى التحنانِ بين جوانحي
وباحَ فؤادي بالذي كانَ خافيا
أثارَ بي الشدوُّ الحزينُ خواطراً
وطافتْ بيَ الذّكرى تُحلّقُ عاليا
إلى خيرِ ساعاتٍ وأطيبِ منزلٍ
بها عشتُ حيناً ناعمَ البالِ هانيا
ملاعبِ أترابي وملهى طفولتي
وشرخُ الصِّبا يُغري الحسانَ الغوانيا
تولّتْ سراعاً مثلَ أحلامِ نائمٍ
وعافتْ هموماً ترتعي في جَنانيا
فأمسيتُ رهنَ الذكرياتِ ملوّعاً
أُكابدُ ليلاً مُفعمَ الهمِّ داجيا
حزيناً معنّىً واجمَ الفكرِ ساهداً
أُناجي خيالاتٍ تعنُّ أماميا
وندّتْ منَ الأضلاعِ زفرةُ عاشقٍ
تكادُ لظاها أنْ تذيبَ الحوانيا
على ما مضى منها أذوبُ تحسّراً
فمَنْ ذَا يردُّ الآنساتِ الخواليا ؟
فتلكَ الليالي الوادعاتُ بقربِكُمْ
تظلُّ الى نفسي أحبَّ اللياليا
فبتُّ على جمرِ الجوى متقلّباً
أكابدُ شوقاً جاحماً في بعاديا
يشبُّ كبركانٍ هواكِ بأضلعي
وآبى حفاظاً أنْ يبوحَ لسانيا
فيا طائراً إمّا مررتَ فبلّغنْ
حبيبي و أهلي في العراقِ سلاميا
سلامٌ على النخلِ الأشمِّ وزهوهِ
على سيّدِ الأشجارِ رمزِ بلاديا
ويا وارداً عذبَ الفراتينِ شارباً
الا رشفةٌ تُشفي غليلَ أٌواميا
وجدتٌ شفائي في العراقِ ولن أرى
مكاناً سوى بغدادَ للقلبِ شافيا
إليكِ ببغدادِ الهوى رفَّ خافقي
صديّاً مشوقاً يستحثُّ التلاقيا
سيبقى هواكِ العذبُ منبعَ بهجتي
وأُنسي ودائي في الدُّنى ودوائيا
رحلتُ بجسمي عن ديارِكَ موطني
وخلّفتُ روحي والحبيبَ ورائيا
فليتَ الثرى تُطوى ويدنو بعيدُها
لأروي فؤاداً للحبيبةِ صاديا
أخطٌّ لها شوقي ودمعيَ واكفٌ
فتمحو دموعي ما يخطٌّ بنانيا
فلا تحسبوا أني تغيّرتُ بعدكم
عهودي وأشواقي بواقٍ كما هيا
ولم أسلُ يوما مُذ تغرّبتُ عنكمُ
لحى اللهُ قلباً كانَ عنكمُ ساليا
شكوتُ النوى لمّا اصطليتُ بنارِها
وما كنتُ قبلَ البعدِ أُسمَعُ شاكيا
وإنْ أنسَ لن أنسَى غداةَ وداعِها
وقد جاذبتْني في الوداعِ ردائيا
تقول وقد أدمى البكاءُ جفونَها
أ نقضي سنينَ العمرِ نشكو التنائيا
فقلتُ ودرُّ الدمع في صحنِ خدّها
كطلّ الندى فوقَ الشقائقِ غافيا
كفاكِ بكاءاً لاتزيدي مجرّحاً
تكادُ جراحي أنْ تبوحَ بما بيا
فأصمتْ فؤادي نظرةٌ فاضَ دمعُها
عتاباً كما فاضتْ أسىً وتشاكيا
فيا حبّذا تلكَ العيونُ وسحرُها
رأيتُ بها نبعَ المحبةِ صافيا
يشعُّ بريقُ الحسنِ منها تألّقاً
كما شبَّ فيها لاعجُ الوجدِ واريا
وثغرٍ تعالى اللهُ أبدعَ رسمَهُ
إذا افترّ أبدى لؤلؤاً وأقاحيا
يطيبُ لقلبي أنْ يكونَ أسيرَها
ولذَّ لروحي أنْ تشدَّ وثاقيا
لعينيكِ قد هانتْ جميعُ مواجعي
وإنْ كان قلبي بالجراحاتِ داميا
بكيتُ هواها حينَ شطّ مزارُها
وما كنتُ قبلَ البينِ أُنظرُ باكيا
أسالتْ دموعي والبكاءُ مذلّةٌ
إذا ازدادَ هجرانُ الحبيبِ تماديا
بذلتُ لها قلباً يفيضُ بحبّها
وأرخصتُ دمعاً كالجواهرِ غاليا
أُنادي على بعدِ المسافاتِ بيننا
فوالهفتي لو تسمعينَ ندائيا
أُعلّلُ نفسي باللقاءِ وبالمنى
فيضحكُ دَهري ساخراً مِنْ رجائيا
فَقَدْ نلتقي عمّا قريبٍ وترتوي
قلوبٌ تلظّتْ للقاءِ ظواميا
يرفرفُ قلبي حولَ روضكِ لهفةً
مهيضاً كعُصفورٍ على الأيكِ شاديا
لحونَ الهوى كي تسمعيه مُغرّداً
جميلَ المعاني يحملُ الشوقَ وافيا
فجودي عليهِ بالوصالِ وبدّدي
بنورِ مُحيّاكِ البهيِّ الدَّياجيا
حياتي يقيناً في اقترابكِ جنّةٌ
ستغدو جحيماً إنْ أطلتِ التجافيا
فما لي بذي الدّنيا سواكِ حبيبةٌ
فأنتِ مُنى نفسي وجُلُّ مُراديا
مَلَئْتِ عيوني غيرَ وجهكِ لا ترى
(وَإِنْ كثُرتْ حولي) الملاحَ الغوانيا
وجدتُ الهوى حلواً لذيذاً عذابُهُ
فلا خيرَ في قلبٍ من الحبِّ خاليا
أما والذي أعطاكِ فيضَ جمالِهِ
وأشقى فؤادي في هواكِ وباليا
وألقى بروحي في يديكِ رهينةً
وأعطاكِ قلباً كالحجارةِ قاسيا
وألهبَ أضلاعي جوىً وصبابةً
سأبقى على ذكراكِ أُنشي القوافيا
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat