اجتهادات السيد كمال الحيدري في الميزان
مؤمن الطاق
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يَعتبِر السيد كمال أنه يتميّز في مبانيه الأصولية بأمرين :
الأول :
إن الاستظهار من النصوص الشرعية في كل زمان حجة ! ولا يجب علينا الالتزام بالظهور في عصر النص .
بمعنى : أنك لو فهمت من نصٍ شرعي معنى ما بحسب التفاهم العرفي اليوم ، فإن فهمك هذا حجة وإن كان مخالفاً للتفاهم العرفي في زمن المعصوم (ع) !
وهذا👆- مع الأسف في غاية الوهن والضعف - ويؤدي الى مخالفة عِدْل الكتاب الذين أُمرنا بموافقتهم ومُنعنا من مخالفتهم ...
لماذا ؟
وذلك لأن المعصوم (ع) شخصٌ يتحاور مع الناس بأدواتهم العرفية وبحسب ماعندهم في قوانين التفاهم الموجودة عندهم ، فإذا أطلق (ع) نصاً من النصوص فإنه يريدُ إيصال مراده الجدّي إليهم ، ولا يصل ذلك المراد إلا باستعمال أدواتهم العرفية نفسها وقوانينهم في التفاهم والمحاورة ، ولو استخدم غير أدواتهم العرفية في التحاور لكان ذلك نقضاً لغرضه والعاقل لا ينقض غرضه ...
وعليه ... فمراد المعصوم (ع) هو ذلك المفهوم الذي يُفهم بحسب عرف وأدوات عصر النص لا بحسب عرف وأدوات كل عصر "لو فُرض الخلاف في الفهم" .
ولعلّ قائلٍ يقول :
ولماذا حَصْرُ مراد المعصوم بما هو مفهوم في عصر النص ؟ لماذا لا نوسّع الدائرة ونعتبر أنّ المعصوم (ع) أراد عدّة معاني حين أطلق النص - المعنى في زمن النص والمعنى في زمن الطوسي والمعنى في زمن الخوئي والمعنى في زمننا - ؟
والجواب :
أولا : هذه الدعوى لا دليل عليها أبداً وتبقى حجية هذه الإستظهارات مشكوكة ، وكما قالوا في القاعدة الأصولية ( الشك في الحجية مساوقٌ لعدم الحجية ) ، بمعنى أننا لو شككنا بحجية أمرٍ ما ، فإننا لا يمكننا التعويل عليه ، حاله في ذلك حال من ليس حجة اصلاً .
ثانياً : لا يمكن "عقلاً " أن يراد من لفظٍ واحد معنيان في " آنٍ " واحد ( وهذا ما نص عليه صاحب الكفاية أيضا) ، فإنّ المعصوم (ع) حين أطلق النص لا يمكنه أبداً أن يريدَ معنَيَيْن في آنٍ واحد ( لحظة إطلاق النص) فكيف إذا ادعينا أن لكل عصر معنى !!! بل مراده (ع) هو واحد لا يتعدد .
وعليه :
فإذا أخذنا بما نستظهره اليوم بأدواتنا الحوارية ، وافترضنا الخلاف مع استظهار عصر النص ، نكون قد أخذنا بغير مراد المعصوم (ع) وهو مخالفة صريحة لأهل البيت (ع) وللقرآن الكريم الذي أمرنا بالأخذ منهم وبمرادهم (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) .
الثاني مما امتاز به السيد الحيدري :
عدم توقيفية المفاهيم الشرعية كالصلاة وأنها قابلة للاجتهادات حتى لو فُرض الخلاف مع رسول الله (ص) بحيث نعلم أن صلاته كانت كذا ، فإنه يمكن أن نخالفه ونصلي بغير طريقته عملاً بالاجتهاد !!! .
وهذا ما سنفرد له حلقةً خاصة انتظرونا .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
مؤمن الطاق

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat