صفحة الكاتب : واثق الجابري

تجيك البهائم وأنت نائم
واثق الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
  سبب واحد من بين عشرات الأسباب؛ يكاد يكون الأبرز في إنحراف السياسة وتدني المستوى القيمي لدى مُتعاطي السياسة والإعلام، دون التفكير بمردودات ومضامين أفعالهم وتصريحاتهم، ومن العيب السياسي مخادعة الإعلام، ولكن المخزي ان يأتي السياسي راكضاً في وَحَل تشويه يصنعه إعلام، ويتدنى بالألفاظ الى سوقية كلام، فهل يعني أن التشويه والتسقيط من صنع سياسي، او سياسي ساقه الإعلام كدابة تجتر العظام.
 كثيرة من الأفعال لا تحتاج الى قوانين لتقيدها، وفي القيم والضرورة حاجة لصيانة وتدقيق الفعل والمنطق.
أحياناً نتجاوز قانوناً للحفاظ على قيم تنتهك؛ كعابر من مكان غير مخصص لإنقاذ مستغيث، وكالصابر على ألم من أجل إسعاف غيره، وكمن ينام بلا طعام لأجل فقراء، ونسكت في أحيان كثيرة عن تجاوز الساسة على القانون المروري؛ لإعتقادنا أن لا وقت لهم وهم مستعجلون لقضاء حوائج الناس ومتلهفون للوصول الى محل العمل، والواقع أنهم لتجاوز الحقوق العامة، وإعتقادهم أفضليتهم على عامة الناس، وبعض منا يعتقد أن حديثهم الإعلامي بذكاء والواقع أنهم اغبياء يحركهم الإعلام المدسوس لأجندات لا وطنية؛ في برامج أستنسخت برامج قناة الجزيرة المعروفة بتوجهاتها وبرنامجها المشهور " الإتجاه المعاكس".
تصر بعض القنوات العراقية؛ على جعل منابرها حلبة صراع بهائم، والحقيقة لا بحث عن حلول لحقيقة الخلافات السياسية؛ وإنما لإثارة الألفاظ السوقية في برامج مكرسة لإشاعة الفرقة، والتدني بالخطاب السياسي، وإفشال التجربة الديموقراطية، وإعطاء إنطباع سيء عن من يُمثل الشعب، وإختيار ساسة بمنتهى التسافل الأخلاقي والإنحطاط بالخطاب الإعلامي.
 إن ما يؤسف هو بعض ساسة يستهويهم الظهور الإعلامي للمخالفة، وتختارهم قنوات لإثارة الفتنة، وصاروا أشبه بالضيوف الدائمين في قنوات معرفة بتوجهاتها الشاذة، وما سبب استضافة الفلاني والعلاني؛ ليس لإطروحة او فكر ممنهج، وإنما لقباحة الصوت والإلفاظ، والإنحدار بالخطاب الإعلامي والسياسي، والتأثير على شريحة من المجتمع لتفريقها، وكأن المجتمع وممثليه بهذا المستوى الأخلاقي، وتعامل هذه القنوات بعيداً عن المهنية، وكان بإمكانها إستضافة وسماع رأي العقلاء؛ بدل التركيز على السفهاء.
 الإلتزام الأخلاقي والقيمي؛ لا يُعطيه مركز سياسي او تشريعي؛ أن لم يكن غرض الوصول للسلطة خدمة للمجتمع؛ في عقلية من يرومها.
 الخطاب الإعلامي واحد من أهم المسؤوليات؛ في ظل تطور التكنلوجيا وحتميات المرحلة، وتدني الخطاب سبب في تفشي الفساد وإنتشار الإرهاب؛ لطبيعة تبني بعض الساسة لدور المتباكي والمتجار بالقضايا الطائفية ومعاناة الجمهور، وخضوعهم لأجندات وسائل إعلام محترفة في تشويه الحقائق، ومحرضة على الفتنة والإرهاب؛ بتهئة أرضية الخلافات الإعلامية، وكأنها دلالة على خلافات سياسية وإجتماعية كبيرة؛ فيما يقف بعضهم يستجدي الظهور والإعتياش على الأزمات، وفي العراق معركة تحتاج الى خطاب موحد، وأطروحات تناسب المرحلة الحاضرة والمستقبلية، وخلاف ذلك من جانب العدو، ويدخل في كل بيت صوت البهائم السياسية، وبعضنا نائم يعتقد أنهم خير من يمثله ( تجيك البهائم وأنت نائم).
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


واثق الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/12/27



كتابة تعليق لموضوع : تجيك البهائم وأنت نائم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net