صفحة الكاتب : عمار العامري

حياة النبي محمد تعاد بالعراق اليوم
عمار العامري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
   أن ولادة النبي الأكرم والرسول الأعظم ص تعتبر نقطة تحول في العالم بأسره، ليس فقط في الجوانب الطبيعية والعلامات التاريخية, التي رافقت الولادة، إنما حتى فيما تلاها من تحولات اجتماعية والتي برزت الدور السياسي والعسكري والاجتماعي لشخصية النبي المصطفى ص. 
   جاءت ولادته بأعظم رسالة عرفتها البشرية، واكبر مهمة، ألا وأن يكون بني محمد خاتم للأنبياء والمرسلين، وهذه (الخاتمية) ليس بالأمر السهل، أنما حملت دستور كاملاً وشاملاً للأمم، جاءت بالإسلام ديناً حنيفاً يحمل بين طياته إحكام وثوابت بناء الدولة، ومبادئ وقيم للشعوب كافة، فالإسلام منهاجاً، والقران دستوراً، ومحمد رسولاً، ومكة منطلقاً. 
   ورغم معرفة الجميع أن رسالة السماء هي امتداد لرسالات ونبوءات الإسلاف، وذكرت في الكتب المعتبرة ألا أن أعداء الدولة وأهل الباطل وقفوا بوجه أقامة أسس بناءها، واخذوا يحرضون الناس بالتصدي لعدم لانتشار الدين الجديد، وأنفقوا الأموال وضربوا طبول الحرب دون اتساع تلك الرسالة، ألا أن الحق دائماً منتصر، والباطل مندحر.
   فلم يكن السيف السلاح الوحيد الذي انتصر فيه الإسلام، فأن منهج الحق ومساره المستقيم الذي سارت عليه المنظومة الأخلاقية والتربوية للدين الإسلامي جعلت الدين الجديد يعم البلاد ويصل لأقصى البقاع, فالفكر الجديد والعقيدة الناصحة التي نشرها المصطفى, انتصرت على لغة التنكيل والتظليل التي مورست ضد الرسول الأعظم وأهل بيته ع.
   فرغم الحصار الذي فرضته قريش على المسلمين لم تستطيع أن تثني عزائمهم، ورغم ضخامة الماكينة الإعلامية, والمبالغ التي أنفقت لم تستطيع الوقوف بوجه المد الهادر لصوت الحق، فلا الحصار يقيد الفكر، ولا الإعلام يطوق العقيدة، ورغم ما ينقله التاريخ عن معاناة الرسول, ألا انه استطاع إرساء دعائم بناء دولته الجديدة.
   وأي دولة؟؟ فأنها دولة الحق والإيمان والعدالة، ورغم مؤامرات أعداء الدين من الداخل والخارج, والانقلابات التي جرت عليه في سنتي11 و41 للهجرة، ألا أن منهج التغيير بقى مستمر بفضل وجود القيادات المؤمنة والمخلصة من اجل الاستمرار بإصلاح المجتمع، الذي طالما حاول المفسدين النيل منه، بالسيف تارة وتارة بالتظليل وأخرى بالمؤامرات.
   ويبقى التنويه؛ إلى أن في نشر أي رسالة وإقامة أي دولة، هناك ثوابت وتوجد متغيرات، فالثوابت لا يمكن أن نحيد عنها، ولا نخرج عن مسارها، وكلما تقلبت الظروف عملنا بمتغيرات جديدة، بشرط لا تؤثر على ثوابتنا، وما نعيشه بالعراق حالياً ليس بعيداً عن ما عانى منه النبي الأكرم ص، ولكن رغم البُعد الزمني، يبقى المنهج واحد والثوابت هي نفس الثوابت.
   حيث لم نبتعد عن ذكرى المناسبة؛ لأننا نستلهم منها الدروس والعبر، وحياة النبي محمد حافل بذلك, والتاريخ دائماً يعيد نفسه، فهناك خط محمدي يتبنى الإصلاح, وأخر خط أموي داخل الإسلام يعمل بالضد منه، وليس بالضرورة أن أعداء بناء الدولة من خارجها، فاغلب محاولات ركوب الموجه تكون من الداخل بدعمٍ خارجي.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عمار العامري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/12/17



كتابة تعليق لموضوع : حياة النبي محمد تعاد بالعراق اليوم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net