الفكر النقدي سلاحٌ سلمي
كريم الانصاري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قال الله تبارك وتعالى : " مايلفظ من قولٍ إلّا لديه رقيبٌ عتيد "
واهمٌ جدّاً مَن يعتقد جفاف جوهر النقد الندي وحرفه الروي ، بمحض حصارٍ أو ضغطٍ أو استفزازٍ وردّ فعلٍ عاطفي ..
الفكر النقدي فكرٌ قائمٌ على أُصول وثوابت نصّيّة عقليّة علميّة أخلاقيّة .. يهدف إلى رصد وتشخيص الخلل والخطأ والنقص والموارد الخلافيّة .. ثم العمل على طرح المعالجات والحلول الميدانية ، بمنأى عن التعصّب والتخندق والأغراض الخاصّة والأحكام غير الاستدلالية .
إنّ الفضاءات الدينية والمعرفية والأخلاقية لا يمكن أن يُحلَّق فيها بجناح الهرج والملق والتزلّف والتلوّن والتصنّم ؛ فإنّها أجنحةٌ سرعان ماتنسحق كالهشيم الذي تذروه الريح في يومٍ عاصفٍ أليم .
إنّ إقبال الدنيا لا يعني إغفال أو تناسي القيم والمبادىء التي من أجلها وقع الانتخاب علينا .. فلا نكن مصداق المثل الرائج : " لو شاعتلك ذبّ اسلاحك " ..
فأين نحن من " ذر التراب في وجوه المدّاحين "
أين نحن من " امشي وره اليبچّيك ولاتمشي وره اليضحكك " ..
ثم أين نخبنا ومحاورنا وكوادرنا من التعامل النوعي مع النقد والملاحظة والإشكال ؟
فالعجب كلّ العجب من الاصطفافات المتشنّجة والانفعالات الواضحة الملموسة ممّن نتوسّم فيهم الصبر والأناة والعقل والمداراة بمجرّد نقدٍ يدعو إلى الوقوف على الأخطاء والنواقص والغفلات ثم العمل على تجاوزها خدمةً للدين والأخلاق والإنسان .
لاشكّ أنّ الفكر النقدي سيبقى هو السلاح السلمي الأرقى ، والأنضج الأغور الأمضى في أعماق الضمير البشري ؛ إذ يسهم فاعلاً نابضاً في سوق الإنسان إلى حيث يرقى ويكون وينبغي .
إذن لابدّ للأطراف المبتلية بقيام الفكر النقدي بوظائفه المبدئية من مصالحته أو عقد اتّفاقية قائمة على بنود وتفصيلات الغرض منها تبادل وتلاقح الرؤى والأفكار الهادفة إلى ترشيد الخطأ وتقليص الخلل ومحاصرة النقص وإيجاد البدائل المرضية ..
وإلّا فإنّ " النقد" ماضٍ في مهامه التي طالما استهدفت حتى الذات بمعنييها الخاصّ والعامّ ، ولاتأخذه في الله لومة لائم ولانقمة ناقم ..
وثمن "النقد" مدفوعٌ نقداً ، بل وأكثر ، تحسّباً للضرر القادم .. ومهما تكن الأضرار فإنّها خسائر لاترقى إلى الهزائم..
" قد يخسر الإنسان لكنّه يسعى كي لايُـهزَم فالهزيمة تعني كلّ شيء " .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
كريم الانصاري

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat