صفحة الكاتب : اياد قاسم الزيادي

لُغَة الحوار
اياد قاسم الزيادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 يُعد الاختلاف والخلاف بين البشر ظاهرة طبيعية وفطرية ، اقتضتها حكمة الخالق عز وجل ، وهذا ما يسمى بالاختلاف المحمود ، لكن هذا الاختلاف يمكن ان يخرج عن مساره في بعض الاحيان ويتحول الى خلاف وشقاق وفرقة ، وقد يتطور ليصل الامر في بعض الاحيان الى الصدام والاقتتال ، وهذا ما لم يكن محموداً.
وحتى لا تصل الخلافات الى التنافر والعداوة ، قدم علماء الاجتماع مبادئ وأسُس ، يمكن ان تشكل في مجموعها اسلوباً راقياً لإدارة الخلافات عن طريق الحوار ، وفي الوقت نفسه  تشكل هذه المبادئ والأسُس مقومات اساسية ينبغي ان يقوم عليها الحوار الناجح والمثمر ، ولا سيما الحوار السياسي ، باعتباره وسيلة سلمية ومؤثرة ، يمكن ان تضيق رقعة الخلافات وسدها ، ومن بين هذه المبادئ المهمة للحوار السليم :
١-  أن على المتحاورين عدم دخول الحوار بمسلمات مُسبقة معادية او مناقضة لمعتقدات الاخرين ، لان متى ما بدأ الحوار بمسلمات مُسبقة ويقينية سيفشل الحوار لا محالة.
٢-  أن لا نتعصب لأهدافنا بل ان نسمح لأنفسنا بأن نتنازل عن بعض اهدافنا ، حتى يمكن ان نصل الى تسوية ، كخطوة أولية يمكن في المستقبل ان تحقق اهدافا اكبر واكثر ، وان الهدف الأسمى والأكبر هو الوصول الى اتفاق بين المتحاورين. 
 
حاولت ان اركز على هذين المبدأين لتأثيرهما المباشر على حلحلة الخلافات الداخلية والاقليمية ايضاً.
وهناك شواهد كثيرة عن الحوار الناجح والمثمر ، مثل الحوار الذي دار بين اليمن الشمالية  واليمن الجنوبية ونتج عنه توحيد جمهورية اليمن الشعبية في عام ١٩٩٠ ، وكذلك توحيد ألمانيا الشرقية مع ألمانيا الغربية من خلال  الحوار الناجح ، وأن كان توحيدهما ناتج عن آثار اقتصادية ،الا ان كلمة الفصل كانت للحوار الذي نتج عنه توقيع معاهدة، سميت بمعاهدة (الأثنين والأربع) في ١٢ سبتمبر من عام ١٩٩٠ في موسكو ، منحت من خلالها الدولة الجديدة استقلالها التام ، والتي تعرف اليوم بجمهورية ألمانيا الاتحادية. 
ان الحوار السياسي هو الوسيلة المهمة أن لم تكن الوحيدة ، التي يمكن من خلالها  ان نحصل على نظام سياسي مستقر ، تحفظ فيه الحقوق وتصان فيه الحريات.
ويُعد الاعلام دعامة من دعائم انجاح مبادرات الحوار ، باعتباره السلطة الرابعة ،لما تمتلك هذه السلطة من ادوات التأثير على الرأي العام وتعبئته بالمعلومات والافكار التي يمكن ان تساهم في انجاح مثل هكذا مبادرات للحوار الوطني الشامل لحلحلة المشكلات المتراكمة.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اياد قاسم الزيادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/12/03



كتابة تعليق لموضوع : لُغَة الحوار
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net