ملايين الدولارات لتغيير عقيدتي.. فهل من زيادة
غفار عفراوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
غفار عفراوي

يبدو أن المذهب الشيعي ومعتنقيه قد كتبت عليهم المسكنة والاستكانة كما كتب عليهم السكوت والانتظار لمن يقوم بالعمل الجبار والخارق في تخليصهم من الذل والهوان الذي هم فيه غارقون. ويبدو أن أعداء أهل البيت عليهم السلام ومحرفي التاريخ الإسلامي الناصع ومشوهي صورة صحابة رسول الله وأئمة الهدى عليهم السلام مازالوا يمسكون بالمبادرة ومازالت العصا بأيديهم يسوقون من يخالفهم بكل الوسائل المتاحة دون رادع أو مقاومة أو استنكار في اضعف الإيمان.
كل سنة وخصوصا في شهر رمضان المبارك، تبدأ الهجمة الإعلامية الشرسة ضد الإسلام والمسلمين عامة وضد مذهب التشيع بصورة خاصة من خلال الأعمال والمسلسلات والأفلام والبرامج التي يصرف عليها أعداء الدين والتاريخ ملايين الدولارات لا لشيء إلا ليحرفوا عقيدة المشاهد المسكين ويشوهوا صورة التاريخ الحقيقية بأساليب فنية وإمكانات تكنولوجية ودس السم بالعسل في الأحاديث التي تدور بين أبطال المسلسلات العربية التي تخصص القنوات الفضائية لها أفضل الأوقات للمشاهدة ( لحصد ) عقول السذج والضعفاء الذين لم يقرأوا التاريخ وهم الأكثر بطبيعة الحال العربي والشيعي للأسف الشديد.
لا أريد أن ادخل في تفاصيل تلك الأعمال، ولا أريد أن اشخص عملا دون آخر، لأنها مستمرة ولن تتوقف أبدا ما دمنا ساكتين وغير آبهين لما يحاك لنا من مؤامرات تكفيرية وهابية ومن خلفها أجندات صهيونية للعبث بالتاريخ وتشويهه في عيون الأجيال الجديدة التي لا همّ لها إلا كرة القدم واحدث الهواتف النقالة وآخر قصات الشعر وأفضل مطرب وراقصة !!
ليس العتب على الشباب لأنهم جبلوا على تلك الأشياء حتى يأذن الله ويهتدوا إلى طريق الصواب ليهتموا بأمور دينهم ودنياهم وبلدانهم. بل العتب كل العتب على المؤسسات الدينية المنتشرة في بلدان العالم العربي والإسلامي ( المتخمة ) خزائنها بأموال المسلمين ( الخمس ) والتي تقدر بمليارات الدولارات سنويا. فهل فكرت تلك المؤسسات بالوقوف بوجه تلك الهجمة الشرسة ( المتكررة )؟ وهل عقمت البلدان التي تعتنق مذهب الحق عن إنجاب كفاءات فنية لتكتب وتنتج لنا أعمالا توضح التاريخ الحقيقي للإسلام والمسلمين، وتبين شؤون صحابة رسول الله، الغث منهم والسمين؟
نريد إجابات حول صرف الأموال الطائلة، ونريد إجابات حول السكوت المطبق من المؤسسة الإسلامية – الشيعية – عن كل تلك الانتهاكات للتاريخ والتشويه للرسالة المحمدية السمحاء وصورة أئمة المسلمين الاثني عشر عليهم السلام.
فهل من شجاع سيستنكر العمل الأخير الذي أنتج مؤخرا ويعرض من أكثر من فضائية عربية في شهر رمضان وهو بعنوان ( الحسن والحسين ) بتشويه صارخ للأحداث الإسلامية وتفاصيلها بل وحتى شخوصها. ولا أريد الخوض في تفاصيل المسلسل فقد كتبت العديد من المقالات بذلك الشأن، لكني انتظر صرخة المراجع والفقهاء وحماة الدين والعقيدة من التشويه المتعمد بمجرد صرف ملايين الدولارات !!
كاتب عراقي
Gaffar70@gmail.com
11-8-11
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat