صفحة الكاتب : علي الخالدي

أهل العراق لم يخونوا الامام الحسن "ع"
علي الخالدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

   نجد دائماً في ذكر سيرة الامام الحسن "ع" , التطرق لاهم حدث في حياته عليه السلام وهو الصلح مع معاوية , وفعلا هو الحدث الاهم في تاريخ مسيرة حياته , التي غيرت مجرى السياسة والحكومات وتبادلها , ولكن ان يركز التاريخ على جزء فيها ويصب جام غضبه عليه ويترك جوانب  اخرى الا وهو اهل العراق ، مدعاة للتساؤل. ؟

       لماذا يقص الينا التاريخ ان اهل العراق خانوا الامام الحسن عليه السلام وهم اهل غدر ومكر ولايقبلوا بولاية ال علي "ع" , هل اهل العراق كانوا فعلا كانوا امويي الهوى , اذا كانوا كذالك لماذا اقام امير المؤمنين علي ابن ابي طالب "ع" في العراق , ولماذا بقي ابنه الامام الحسن "ع" فيها , واذا كان فعلا قد خانه قادة جيشه لمعاوية ووضعوا الاف الجيوش تحت امرة معاوية ,  وتنفذت عيون معاوية بين رجالات الامام , وتعرض الامام للاغتيال وطعنه في فخذه وتسليبه رداءه , لماذا لم يرحل الى المدينة , ليأمن على نفسه فيها , هل هو كان طالباً للحكم وبقاءه في العراق حفاظاً للحكم , ام ان رسالته  لايمكن ايصالها الا عبر بوابة انصاره من رجالات اهل العراق , الا يحتاج تركيز اعلام التيار الاموي والعباسي على وضع اهل العراق موضع التهمة والشك دائماً موضع تساؤلات كثيرة  .
نعود لنسأل هل أهل العراق فعلاً خانوا الامام الحسن "ع" ..؟ و سلموه على طبق من ذهب لمعاوية , اذا كان الجواب نعم , لماذا لم يقدم معاوية على  اجبار الامام الحسن عليه السلام على بيعته او قتله او اسره على اقل التقادير بعد ان تركوه اهل العراق , وحيداً فريدً يلوذ بعياله , لماذا جنح معاوية للسلم وطرح وثيقة الصلح  وهو من بدأ به وكان مراده الحفاظ فقط على ملك الشام ولا حاجة له بالعراق , ولماذا فتح معاوية افاق الشام امام انصار الحسن لنشر فضائل علي فيها طيلة فترة الهدنة ال10سنوات من (41 ه _ 51 ه)  , ان  الاجابة على ماتقدم من استفهامات هي ,  ان الحسن عليه السلام امام معصوم وحينما يقدم الى شيء يقدم من باب تقدير مصلحة الامة وليس من باب ظغوط الرجال , ومايظهر هذا ان  الامام كان في موضع القوة وموضع السيطرة على امور العراق والحكومة والجيش ويملك القوة الكبيرة القادرة على ردع العدو الشامي , وهي التي اخافت معاوية واوقفت حملاته على العراق , ولكن موافقة الحسن (عليه السلام ) لمصالحة معاوية لامور عدة يجهلها المجتمع حينها والتي كانت ثورة سياسية بديلة عن الثورة العسكرية  , منها ايقاف انشقاق الامة الاسلامة الى دولتين شامية وعراقية , وايقاف سيرة الشيخين وبدعهم كصلاة التراويح والطلاق بطلقة واحدة بدل الثلاث وايقافهم لزواج المتعة الذي هو حصانة من الزنى وايقاف حج المتاع , وفتح افاتق للسياسة الجديدة وهو باب التبادل السلمي للسلطة من معاوية للحسن "ع" وبعدها الى ماينتخبه المسلمين خليفة لهم , عبر وثيقة الصلح التي وافق عليها اعيان المسلين وجمهورها , وايقاف سب علي في الامصار الذي استمر 30عام طيلة حكم معاوية للشام ,وعدم التعرض لشيعة علي وحتى من حاربوا معاوية , ان جهل بعض المسلمين الذين لم يستطيعوا صبرا مع الحسن كانوا يصفونه بمذل المؤمنين , لم يعرفوا نتائج هذا الصلح الا بعد عشر سنوات , بعد خيانة معاوية للصلح بنفسه وابتدا بسم الامام الحسن "ع" وتمزيق الوثيقة وتحويل الحكم لابنه يزيد . 
    نعم اهل الشام لم يلتزموا بوثيقة الصلح كما لم يلتزم اسلافهم ببيعة الغدير ولكنها حجة عليهم  دامغة ، تكشف غدرهم باهل البيت وليس اهل العراق , الذين قاعدة ومنطلق لثورات المعصموين , ومصنع كانوا ولازالوا للشهادة والحفاظ على الاسلام المحمدي من بدع الاسلام الاموي .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي الخالدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/11/10



كتابة تعليق لموضوع : أهل العراق لم يخونوا الامام الحسن "ع"
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net