أم البنين والإمام المهدي
علي الخالدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
علي الخالدي

أم البنين أحد الرموز والأمثلة التاريخية، على نكران الذات والطاعة، والذوبان في إمام زمانها.
رضوان الله تعالى عليها، كانت سيرتها درس من دروس الأسرة المنتظرة، الذي تجسد في انتظارها لمهدي زمانها، الإمام الحسين "عليه السلام" إذ بدأت بإعداد معسكر المنتظرين، والمتكون من أبنائها الأربعة منذ ولادتهم، نفسياً وعقائدياً وعسكرياً، مع تربيهم على التسليم والرضا لمرجعية عصرها، أبو عبد الله "عليه السلام" حتى اشتهر مولانا العباس "عليه السلام" في مقاتل الطالبيين، إنه لم يقل للمولى الحسين يوما في حياته أخي قط! وكان لا يرد عليه بغير السمع والطاعة، سيدي – مولاي - إمامي.
أم المنتظرين (أم البنين) كانت تعد لخروج إمامها الحسين "عليه السلام" الداعي لردع الظلم والجور بنوها، لأكثر من عشرين عاما في جميع ميادين وساحات التمهيد، إذ كانت تتحسس الظهور الشريف، حتى جاءت علامات خروج سادتها نحو كربلاء، حيث مسرح ومعلم القيام، فأخرجت كنوز الهاشميين، وزبرجها المرصع بقمر العشيرة، وقدمتهم بين يدي ولي أمرها، ولم ينتهي انتظارها لصاحب زمانها في الطفوف، ولم تقطع الظن فيه، ولم يقف ترقبها للطلعة الرشيدة، حتى النفس الأخير فيها، وفي نشيد الناعي (بشر بن حذلم) الذي أخبرها بأفول البدور الأربعة، أدركت ان تكليفها الشرعي في إعداد الموطئون فاز بالفتح.
إن أم البنين "رضوان الله عليها" أم في الإخلاص، ولا تنتهي ذكرى وفاتها بالترضي والبكاء عليها، بل يكمل دورها بحضورها فينا عملا ومنهجا يترجم على أرض الواقع، فتكون ام البنين في كل امرئ يعمل على الإعداد والاستعداد للإمام المهدي المنتظر "عليه السلام" مهدي هذه الأمة، ونستحضرها عندما تضيق الدنيا فينا، ولا نندم ان أخذت الحياة عزيزا منّا فتكون "ام البنين" سلوتنا، ومصائبنا مشاركة منّا في عزائها، الذي يشعل لهيب التهيؤ والتطلع لثار المهدي.
ام البنين باب من بوابات طلب الحاجة عند الشدة والبلاء، ونحن اليوم بذكرى وفاتها نطلبها عند الله، ان تشفع لنا، بتعجيل فرج مولانا صاحب العصر والزمان.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat