صفحة الكاتب : علي البحراني

الاصلاح عكس الفساد
علي البحراني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

مفتاح معرفة الصلاح والصالحون والمصلحون والإصلاح 

 

 

هي هذه الآية المباركة 

وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (*) [ سورة الأعراف] الآية 56 

الخطاب هنا للعالمين وليس للمؤمنين او المسلمين فالسنن الكونية تنطبق على الجميع وليس على فئة او معتقد بل على كل من في الكون وهو خطاب عام لذلك جاءت رحمت مفتوحة غير مقفلة على غير عادة كتابتها لانها الرحمة العامة المفتوحة للكون كله 

في الآية المباركة محل الفتح في البحث جاء الإفساد مقابل الإصلاح وهو مقرون بالأرض وعمارتها والبناء فيها وإقامة العدل عليها والحكم المراعي لحقوق البشر عليها فقد سلمها الله لنا جميعا مصلحة متوازنة متوافقة للحياة المثالية للبشر فلا تفسدوا هذا الاصلاح ولا تستخدموا الإفساد فيها من بعد الاصلاح أي كلما وصلم لنظام يزيد من اصلاحها ويعمرها ويجعل كل شيء فيها مسخر من أجل خدمة الانسان فلا تعتدوا عليه لافساده او لإرباك ذاك الاصلاح فما ان تصلون إلى أي ما يعمر فلا تهدموه فذلك افساد في الارض وعليه فكل ما يؤثر على صلاح الارض من رمي او ردم او قطع او تصحير او قتل او انتهاك او احتكار او تسوير او تشبيك او حجر هو من انواع الفساد لمصلح وهو ما نهى الله عنه وعليه 

 

 

وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (*) [ سورة الأعراف] الآية 85 

 فالآية المباركة أردفت الإفساد في الارض في المعاملات بين البشر من غش في التجارة او العقود او الصفقات او التحايل عليها وبخس حقوق الناس المادية او المعنوية الفكرية فالإيمان يتحقق من المعاملات وليس بالعبادات فالعبادات التي لا تنعكس على المعاملات وحفظ الكون من الاعتداء الله لم يذكره هنا ولم يقل ان تلك الممارسات العبادية هي من الإيمان بل الإيمان هو كل ما من شأنه إسعاد الناس وتوفير الحقوق لهم والحفاظ على ممتلكاتهم وعدم الغش بينهم أو بخسهم أشياءهم  

 

 

لسنا فاسدون عندما :-

نعطيه ٢٠٠ ريال لكي يجتاز السائق اختبار القيادة 

 

 

نضع في يد ه ٢٠٠ ريال لكي نتخطى الدور الطويل ويأتي ونأخذ التصريح للسفر  للزيارة 

 

 

نضع في يد المسئول عن تصاريح الحج ٢٠٠ ريال ليعطينا تصريح شخص آخر أو فرصة لمن لم يحج 

 

 

تضع في يده ٢٠٠٠ ريال ليعطينا شهادة الدفاع المدني

 

 

نضع في جيبه ٣٠٠٠ ريال لكي نجتاز الرقم الذي علينا من الزكاه 

 

 

نقول له اننا جئناك من طرف فلان الذي يغدق عليه بالعطايا لنتخطى الرقاب ونخلص قضايانا قبل الآخرين 

 

 

دخلت عليه المكتب فعرفني من أقرباءه فخلص معاملتي عن بقية المنتظرين

 

 

قلت له أني قادم لك من الشيخ الفلاني وقرني وقضى حاجتي متخطيا كل الدور والأكثر احتياجا 

 

 

أضع بين الأوراق التي اقدمها له ٤٠٠٠ ريال فيمنعني رخصة النظافة للمبنى المليء مخالفات 

 

 

يرمم بيتي ويؤثثه لأستلم منه المشروع الألماني بمواد صينية لا تدوم أكثر من شهر .

 

 

يقول لي لك ٤٠٪‏ من قيمة المشروع الذي لن ننفذه وعليك التوقيع أنك استلمته كاملا بالمواصفات المذكورة 

 

 

إبني لا يستحق أن يدخل كلية الطب وهو بليد ومستهتر لكن الاتصال الذي جاء لمدير الجامعة جعله يقبله ويقول لي ( خله يشد حيله ) 

 

 

إبنتي المتفوقة والحاصلة على جوائز التفوق من جهات عدة لم تجد مقعدا لها في الصف الجامعي من كثرة الموافدات ومن زحمة الواسطات فدرست على حسابي وتفوقت ولما تقدمت للوظيفة كانت الأرقام قد نفدت للبلداء والواسطات 

 

 

يلعب معي بلوت في الليل وفي النهار يقدمني على جميع المرضى الذين قد يموتون انتظارا من أجل علاجي من زكام 

 

 

يتصل بي شاكيا : هل تعرف أحدا في الشركة الفلانية  يقدم إبني على المتقدمين فلديهم وظيفتين شاغرتين والمتقدمون خمسة آلاف متفوق وانت تعرف الولد راسب ست مرات بس نعتبر أن كل هذه خدمات وأننا مضطرون لها من أجل تخليص معاملاتنا المعطلة 

والحقيقة أننا صناع الفساد الذي ما إن نجتمع جميعنا نحن المسئولين والمواطنين إلا ونشتكي من ذاك الوحش الذي ندعي أنه الفساد متغافلين أنه في ذواتنا وأنفسنا ونحن من نغذيه ونرعاه ونكبره وندربه ليكون متمرسا في الفساد والإفساد كلنا نمارس الفساد بشكل أو بآخر ثم نئن منه وأحيانا نموت من أجل أننا ساهمنا في انتشار الفساد وتفشيه واستشرائه ثم نقول ما أقبح الفساد وما أمضه وأشنعه 

يا صديقي كلنا فاسدون 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي البحراني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/10/29



كتابة تعليق لموضوع : الاصلاح عكس الفساد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net