صفحة الكاتب : حيدر علي الكاظمي

يوم عاشوراء شعلة لاتنطفيء
حيدر علي الكاظمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

مذ أن حط ادم (عليه السلام) على وجه البسيطة ، وفرض وجوده ككيان ذو قوة متسلحة بسلاح العقل، مدرعة بدرع الإيمان بالخالق سبحانه، والخضوع لأوامره، وتحاشي نواهيه، كان لابد من عدوه (الشيطان) أن يعمل جاهدا للإيقاع به للنيل منه وحرفه عن مبادئه، لإيقاعه في معصية الخالق واختراق درعه الذي يتحصن به، فذلك من المسلمات فــ قبال الخير نجد دائما الشر متربصا يعد العدة للظفر به ، وبالنظر لخلق الله تعالى بني البشر أطوارا، وألوانا، وأمزجة شتى، نجد أن منهم من تهاوى وسقط في شراك الشيطان سريعا، وأصبح أسيرا مقيدا لايرى الحق ليتبعه قد أعمته أوزاره وآثامه عن التمييز، وأصبح جندي من جنود إبليس، ليس له هما ولا غما سوى مقارعة أصحاب ذلك الحق وأتباعه، الذين نجدهم دوما هم المنتصرين، كونهم قد صقلوا دروعهم عزيمة وإصرار على الثبات، ليكون عصيا على عدوهم النفاذ لقلوبهم من خلاله، ومن هنا لاريب أن نرى في يوم عاشوراء فريقان يتواجهان، وبلاشك هنالك فريق منهم على حق وفريق منهم على ظلال وباطل، فنجد فريق الحسين (عليه السلام) وأنصاره جل همهم نصرة الحق والدين الإسلامي حتى وان كلف ذلك حياتهم التي هي أغلى مايملكون، حيث كانت غايتهم المثلى هي الشهادة في سبيل الله تعالى، كي تبقى راية الدين شامخة تعلوا علو السماء رفعة وسموا، ونجد قبالهم فريق يزيد (اللعين) وأعوانه، الذين قيدوا بأغلال الشيطان، وأصبحوا جنودا يحاربون الحق وأهله، وهم لايأبهون بالعاقبة، والخزي والخذلان في الدنيا والآخرة ،بيد إن من ينظر إلى الحسين (عليه السلام) وقضيته يعلم تماماً أن كل الناس تموت ولكن ليس كل الناس تعيش، فنحن كلما قلنا فرعون تبادر إلى الأذهان وبسرعة أسم موسى (عليه السلام) ، وكيف أنه قد حاكمه واسقط عرشه وحطم كبرياءه، وكلما ذكرنا طاغيةً أو ظالماً يتبادر إلى الأذهان أسماً نورانياً مرادفاً مقارعا لهذا الطاغية أو ذالك الظالم، كما في قضية الإمام الحسين (عليه السلام) ، التي أصبحت على مدى قروناً تحاكم الظالمين، وعلى مر العصور، وجيلاً بعد جيل، حيث نراها تؤجج المشاعر وتلهب النفوس، وها هي ذكراه في كل سنة تحاكم الظالمين، فكأن أيام عاشوراء قد شُحنت بالكرامة، والدم الذي أنساب على أرض كربلاء قد ذوّب قيود الخوف، وكأن الكفوف التي قطعت على رمضاء كربلاء أرادت التحليق في سماء الحرية لتمسح غبار الجهل عن عيون الناس على مر الأزمان، فكل ما مر جيلٍ بهذا اليوم عليه أن يعيش تلك الطقوس والشعائر، ليحاكم بها طواغيت عصره ليثبت ولاءه .. ويحدد انتماءه .. فهذا هو الخلود، وهذه قضية الإمام الحسين (عليه السلام) ، رايةً خفاقتا في سماء الحرية، ونور ينير درب الأحرار، وسيبقى على مر الدهور يوم عاشوراء شعلة لاتنطفيء تضيء لنا الحياة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر علي الكاظمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/10/11



كتابة تعليق لموضوع : يوم عاشوراء شعلة لاتنطفيء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net