صفحة الكاتب : احمد علي الشمر

لماذا يصمت العالم الإسلامي..أمام ذكرى مأساة كربلاء الحسين..؟!!
احمد علي الشمر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

   حوادث ومآسي العالم، والتى من منها لاشك، العالم الإسلامي عبرالتاريخ، حوادث ومآسي سجلتها ودونتها القواميس والموسوعات والمدونات والوثائق التاريخية عبركل العصور، وفى مختلف الأزمنة والدهور، كما تناقلتها الأجيال ووثقتها كتب العباقرة والفلاسفة، عبرمختلف العهود وحتى عصرنا الحديث، والذى تميزعن غيره، من العصوربمزاياه الهامة والعديدة التى لا حصرلها، والتى لم تتح من جهة أخرى، لغيرهم من المهتمين بتدوين وتوثيق الحوادث التاريخية من تلك الأجيال، بشكل دقيق وسليم، كما اليوم الذى نعيشه، وأصبحت فيه معظم وبل كل تلك الحوادث التاريخية واضحة وجلية ومتاحة، لكل من يريد الإطلاع والتعرف عليها والإستفادة من دروسها ومواعضها وعبرها بشكل سليم ودقيق أيضا، وهذا لا شك بفضل التطورالعلمي والثقافي والفكري، والإستفادة من مختلف العلوم التقنية والتكنلوجية التى وظفت وسخرت، من أجل تطويروتوثيق هذه المنظومات التاريخية. 

  ولعل ان التقدم الإعلامي والمعلوماتي، والذى منه أيضا عالم التوثيق التسجيلي السينمائي والإعلامي بمختلف ألوانه وأشكاله وتخصصاته، والذى منه جوانب الإعلام التلفازي والفضائي أيضا، الذى سجل ثورة ونقلة تاريخية هامة وناذرة فى حياة الإنسان، والذى أصبح اليوم دون منازع يجنيها ويستفيد منها ويتمتع وينعم بها، وتعد ايضا ودون ريب من المعجزات التاريخية، التى تحققت للإنسان اليوم بفضل تطوروتقدم تلك العلوم.

  فإذن أمامنا اليوم كل هذا الزخم الزاخروالهائل والحافل من تلك الاحداث والمنجزات التاريخية والإسلامية الهائلة الواضحة، التى أصبحت بين أيدينا وحوتها جميع هذه المنقولات التاريخية، والتى من بينها كما أوضحت، جميع وكل تلك الأحداث والوقائع التى حدثت فى تاريخ وحياة المسلمين، وبينتها تلك المجلدات والموروثات إيتداء من كتب التراث والسيروالموسوعات التاريخية منذ فجرالإسلام وحتى يومن هذا.

  أقول هذا التوضيح الإستهلالي البياني لهذه المعلومة وأنا أكاد أجن مفجوعا فى غرابة عجبي ودهشتي، من هول صدمتي بما هوموجود وما حوته تلك المدونات والوثائق التاريخية الإسلامية، والتى منها مدونات ووثائق التاريخ الإسلامي، فى  حاضرنا الحديث تحديدا، بمختلف تشكيلاته وألوانه التوثيقية والتسجيلية، التى أهملت واستبعدت وتجاهلت وبشكل واضح ومتعمد، حادثة إسلامية مأساوية وثيقة ولصيقة ومرتبطة، إرتباطا وثيقا ودقيقا بتاريخ وحياة وقداسة المسلمين أنفسهم، بل وتعد من أهم وأبرزالحوادث التاريخية الإسلامية، التى مزقت الأمة وأحدثت بهم كل هذا الشقاق والنزاع والشرخ الواسع الذى ألم بهم، منذ تلك الجريمة البشعة الآثمة التى أرتكبت، بحق شخصية عظيمة من شخصيات بيت العصمة والنبوة، وأعني بها جريمة مؤامرة مقتل الإمام الحسين بن علي بن ابي طالب، عليه السلام سبط النبي المصطفى صلى الله عليه وآله، مع ثلة من أهله وأصحابه يوم (عشوراء من سنة الواحد والستين للهجرة) فى تلك المعركة المعروفة بواقعة كربلاء أوواقعة الطف الأليمة..؟!!

 ومن ثم من هي هذه الشخصية، وإلى من تنتمي من عراقة الشأن والنسب والمنزلة والمكانة، التى شرفها الله تعالى بالقداسة والطهارة( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) وكذلك ما لشخصيته العظيمة عليه السلام من بعد لمنزلته عند الرسول الأكرم صلوات الله عليه وآله، والذى قال عنه  ( حسين مني وأنا من حسين) وكذلك ما يتصف به عليه السلام من علو وشأن كما بينت فى موقعه الديني والفقهي، علما ومنطقا ومناقب جليلة، مما أوردتها وبينتها وأوضحتها، معظم النصوص والملاحم التاريخية التى وردت في روايات المسلمين، بمختلف توجهاتهم ومذاهبهم الإسلامية، وهذا أيضا فضلا عما بينه علماء وعباقرة وعظماء الغرب والشرق من غيرالمسلمين فى تاريخنا الحديث من الإشادة والتعظيم والإجلال لمنزلته وشخصيته الفذة والعظيمة. 

   الذى أريد الإشارة إليه بعد كل هذه المقدمة الطويلة نسبيا، وليعذرني القارئ الكريم على ذلك، هوالعودة لعنوان هذا الموضوع، وهو( لماذا يصمت العالم الإسلامي..أمام مأساة كربلاء الحسين عليه السلام، برغم عظمة ومكانة هذه القامة والشخصية الإستثنائية، وكذلك بأهمية وفضاعة الجريمة الآثمة، بحق شخصيتة ومكانتة العظيمة، كشخصية من شخصيات وقامات بيت الرسالة النبوية الشريفة، ومن ثم يبرزهذا التساؤل الكبيربحق وهو..لماذا أهملتها مدوناتهم وسجلاتهم المعرفية، ومن ثم أيضا..لماذا تعرض عنها جميع وسائل ومنظومات المعرفة العامة والخاصة فى هذا العصر وحتى يومنا هذا..؟؟!!      

  فهل أن شخصية الإمام الحسين سلام الله علية، هى حكرا محصورا، لطائفة واحدة من طوائف المسلمين دون غيرها..؟!!

  وهم كما بينتها حقائق تلك المنظومات التدوينية التوثيقية المغرضة، خاصة فحسب، لمن ينتسبون للمذهب الجعفري الإمامي فقط..؟؟!!

  أنها والله لمهزلة المهازل بأن تتغاضى وبل تتعمد جميع تلك الوسائل والدوائر المعلوماتية فى العالم الإسلامي اليوم إلى تجاهل هذه الواقعة، ومحاولة تهميش وتجهيل الإنسان المسلم بتلك المأساة الأليمة، إلا من لمام متعمد من تلك الإشارات المجتزأة التى تؤشربدلالاتها التسطيحية الطائفية المقيتة، للعمل على تشويه وقلب الحقائق، وجعلها مسألة مذهبية تخص طائفة معينة دون غيرها من طوائف المسلمين..؟!!

 

  ويا للأسف أن عملية هذا التجاهل والتشويه فى معظم مايذكرحول هذه الواقعة، ليس إلا من قبيل إثارة الضغائن والعنصريات والعصبيات الطائفية، وجملة ذلك الكلام المغرض الذى يطلق على عواهنه..!!

   وملخص القول هنا فيما هوواضح، بأن شخصية الإمام الحسين ومقتله فى هذه المأساة المروعة، هووأهله وأصحابه، لاتستحق فى نظرالقائمين على إدارة دفة وسائل التعليم والإعلام، بمختلف منظوماته وهيئاته وأشكاله فى معظم بلدان العالم الإسلامي، لاتستحق لفتة ولوعابرة، للتعريف والتذكير بتلك الذكرى الخاصة بهذه الواقعة، رغم تسجيلها وتوثيقها فى مختلف النصوص والروايات المتواترة لأئمة وعلماء المسلمين وصحابتهم عبر التاريخ..!!

 = موضوع رغم أهميته الفائقة لدى ولدى معظم القائمين والمهتمين بإحياء هذا الإرث والتراث الأصيل، كتبته من على سرير المرض بين المنزل والمستشفى، وتحت تأثيررومعاناة المرض ونقل صفائح الدم إلى جسدي النحيل، أرجو أن يكون خاليا من الهنات والأخطاء المعلوماتية أوغيرها، وسائلا  المولى جل وعلا بأن يتقبله مني..إكراما لسيد الشهداء، الذى لم أستطع هذا العام للأسف بفعل دواعي المرض من الحضورلعزاء ركب محافل وفعاليات ذكراه الخالدة.

                                              ==========

  السلام عليك يا أبا عبد الله الحسين وعلى الأرواح التى حلت بفنائك، عليك مني سلام أبدا مابقيت وبقي الليل والنهارولا جعله الله بآخرالعهد مني لزيارتكم..    السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين..وعظم الله لنا ولجميع مريديه وأتباعه الأجربهذا المصاب الجلل. 

alsahafee@amail.com


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد علي الشمر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/10/11



كتابة تعليق لموضوع : لماذا يصمت العالم الإسلامي..أمام ذكرى مأساة كربلاء الحسين..؟!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net