في شهر شعبان المعظّم ١٤٣٧ صدر كتاب " نفحات الذات " في ثلاثة مجلّدات .. وهو عبارة عن مجموع مقالات جاوزت المائتين والخمسين في موضوعات متنوعات .
رغم مراجعاتي المتكرّرة لها قبل الطبع لكنّي وجدت فيها بعده الكثير من الأخطاء والنواقص والهفوات ، سواء المطبعية منها أو التي زاغ عنها البصر من إملائيات ونحويات وبلاغيات .. قادني لها الجهل والغفلة والنسيان ، أُحاول حالياً تقليصها بالمراجعة قدر الإمكان ؛ تهيّوءاً لطبعةٍ جديدةٍ أقلّ خطأٍ ونقصان .
طائفة المقالات النقدية المبثوثة في المجلّدات الثلاثة كنت أنا الشخصي أوضح مصاديقها الخارجية الذي ناله قلمي بالنقد الشفّاف الصريح .. نعم ، تعرّضت لهذه الحالة وذاك الواقع أو الكيان مثلما تناولت تلك المشاهدة أوالملاحظة ، بعناوينها الكلّية لا الجزئية .. فأنا النوعي قد أكون " كياناً " من حيث إنّي كيانٌ إنساني ، مثلما أكون بنوعي موضوعَ واقعٍ ومشاهدة وملاحظة عامّة ..
بعض الفضلاء فهم أو سعى إلى تطبيق العناوين العامّة الكلّية الآنفة الذكر على هذا المصداق أو ذاك الفرد الخاصّ من تلك الطبيعة ؛ لغرضٍ أو دون غرض .. هذا رأيٌ أحترمه لكنّي لا أتّفق معه من حيث إنّ هدفي الأساسي هو التعرّض لِما هو حاصلٌ وموجودٌ فينا من حالات وسلوكيات وأفكار عامّة كلّية تستدعي الخوض فيها بالنقد البنّاء ؛ روماً لمعالجاتٍ قد تساهم في التغيير نحو المقامات الشمّاء .. فليس هدفي أبداً المساس بالأفراد والمصاديق والجزئيات بقدر ما أحثّ الجهد على بيان ونقد الحالات العامّة الكلّية التي توجد داعي الدراسة والبحث بآليّاتٍ غرّاء .
ولانختلف في كون منشأ الحالات العامّة الكلّية هذا الفرد الخاصّ أوذاك لكنّا نتداولها على عموميّتها دون تخصيص وعلى كلّيتها دون تفكيك .
وكما ذكرتُ فإنّ قلم النفحات قد نالني أنا الشخصي بالنقد القاسي الصريح دون سواي ؛ كوني أرى استحقاقي إيّاه بلا أيّة مجاملةٍ وتبرير .. أمّا نقلي لآراء الآخرين بحقّ هذا وذاك فليس بالضرورة موافقتي له أو الاختلاف معه في النقض أو التبريم ..
إلى ذلك : طلبي ألّا يُقرأ هذا المقال دون ذاك .. بل الحصيلة الكافية المناسبة من مطالعة الفضلاء الكرام هي التي تجعلني مستعدّاً للحوار والنقاش الجادّ .
لاأعتني كثيراً بمن نالني بالنقد المتسرّع أو الألفاظ التي لاتناسب الخلق الديني والإنساني .. إنّما أنا بشوقٍ لذاك النقد المنهجيّ العلمي الذي يعينني على تصحيح الأخطاء قدر الإمكان .
بكلّ جرأةٍ وفخرٍ أصدح بها : لستُ حربائياً ولاببغائياً ولاصنمياً ولاتزلّفياً ، فما عندي من نقدٍ وملاحظةٍ أُبديهما عبر التحرير المباشر أو المشافهة الواضحة دون لفٍّ ودوران ، إذ نعلم أنّ الغيبة والنميمة والبهتان والتهامز والتلامز في الدهاليز المظلمات ليس من شيم الرجال المؤمنين الأتقياء .
والله المستعان وله الشكر وعليه التكلان ، والصلاة والسلام على الرسول الخاتم وعلى آله أئمّة الهدي والإيمان .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat