الليل, وغربة المكان والزمان وروح ترفرف فوق الاشجار ..
أيامٌ مضت واخرى آتية كأنها الحلم والدهر لا يرحم, ومن بين الاشجار
وزقزقة العصافير البرية اسمع اصواتها كأنها موسيقى حالمة تأتيني من مكان
بعيد, راحت قطرات المطر تبلل وجهي ورأسي والنسيم العليل يشعرني بسرور
عجيب, احسست بقشعريرة من البرد تلف جسدي رغم انّي كنت مبتهجاً من ذلك
المنظر البديع ..
اصوات النواعير وهي تعمل في آخر الليل على شاطئ الفرات تفرح القلب الحزين
الذي عاش الغربة والضياع في زمن لا يعرف السكون ..
أحلام وآمال تمر في مخيلتي تدغدغ مشاعرٍ ضلّت حبيسة الوجدان سنين طوال,
والليل هذا الجميل يذكرني دوماً بغربتي وتلاعب الاقدار بي وأنا كالمعتوه
ألفُ برأسي وأدور لا ادري إلى أين يأخذني قدري ..
تنقشع الغيوم عن سماء صافية والارض تملأ انفي برائحة زكيّة, وهذا السكون
وهدوء الاصوات إلا اصوات الريح وهي تتلاعب بالشجر, ترسل انغاماً كأنها
تأتي من وادٍ سحيق, واغفو على ذلك المنظر واحلم احلاماً تأخذني الى عالم
مجهول .
آه من غربة الروح .. روحي دائماً في بئر عميقٍ ليس له قرار, والليل وهذه
الدنيا الغريبة, فكل شيء فيها غريبٌ وعجيب ..
تمرّ الليالي مسرعة كمرور النسيم في شتاءٍ بارد, والايام تحمل كل شيء لم
يخطر على بال, تغرب روحي حينما تغرب الشمس, وعندما يبدأ الشفق الاحمر
وكأن الشمس تذبح على مذبح الحرية, وتبقى السماء صافية صفاء القلب
الولهان, تتخللها سحب متقطعة هنا وهناك .. والقمر يرسل اشعته من خلال
الغيوم, ويبقى الليل وتستمر الاحلام وتبقى الروح تسمع الهمسات
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat