صفحة الكاتب : وليد فاضل العبيدي

رواية من زمن العراق ١٥ الكار ولا العار
وليد فاضل العبيدي
بالتقادم الزمني وتكرارا للممارسة اليومبة يصير كل ذي مهنة او حرفة او وظيفة جزءاً منهاومتماهيا معها الى حد الالتصاق الروحي .
ويترتب عليها تغيير طريقته في الكلام واسلوب لفظه وتركيبه للجمل والعبارات وفخامة الصوت او رقته وكأنها مستمدة من صلب عمله اليومي وروح مهنته التي يقوم بها.
اضافة الى تقمصهم لعادات حركية وايماءات ترتبط بمهنته مثل رفع الصوت بالنسبة للاعمال الصعبة او الحركة بحذر ودقة في الاعمال الخطرة والهدوء في التعبير.
ان سراج الجلود المعتق في المهنة اذا اراد التحدث عن الاوضاع العامة الراهنة للبلد وما يجري من ضغط ومصايقات على العاملين في المهن الصناعية  لكانت ردوده عبر صياغات بسيطة ومرتبطة ارتباطا شديدا بعالمه ووسطه وبيئته الحرفيه فيروي لنا مايلي:
ان الجلد والسبب هو قلة الارزاق وضعف فرص العمل والحالة الاقتصادية مضروبة ب(النعل)اجلكم الله والشعب حالته بين الدباغ والقصاب ومنقسم الى قسمين جلد غنم ناعم وجلد جاموس خشن واكثر الناس تعبانة ويختمها ان الكبار يلبسون والفقراء يصلخون والبلد طايف ..
 
كذلك الأمر, لو تحدَّث صانع حلويات عتيق, لجاء كلامه سارياً على نفس النهج وبذات المنطق, ولرأيناه يصول ويجول بتركيبات لغوية مما يُعرف بـ«الأدب اللذيذ» وذلك لحلاوتها الظاهرة والباطنة والملحوسة!
 وهكذا اذا تحدث اي صاحب مهنة مضى على عمله بها واكتسابه من رزقها اكثر من عقد تراه ينصهر في مفرداتها ويحافظ عليها ويبني لها مفردات تدل على احترامه لها وتوقيره لذاته..
الملفت للنظر اني لاارى اليوم في دوائرنا الحكومية اي اندماج او انتماء وانما تذمر وانتقاد وعدم حرفيه وكأنما اصبحت مصدر للاعاشة فقط وليست حرفة او مسلك وظيفيا متدرجا تدرجا حرفيا ومهنيا وشخصياًمع نموه العمري والعقلي وارتفاع عنوانه الوظيفي .
قد تحول الكار الوظيفي الى عار بسبب المحسوبية والمنسوبية وعدم الالتزام بالسلوكيات الوظيفية الصحيحة.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


وليد فاضل العبيدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/08/30



كتابة تعليق لموضوع : رواية من زمن العراق ١٥ الكار ولا العار
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net