هل سينتحر القذافي ؟
محمد شفيق

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كلما اشتد الخناق على العقيد الليبي معمر القذافي , تعددت السيناهورات
والتكهنات التي ستواجه مصير العقيد , خصوصا اذا نجح الثوار الليبين ( وهو ما
اصبح مؤكدا ) من دخول مدينة طرابلس والاجهاز على حكمه, او تمكن الناتو من توجيه
الضربة القاضية له . خصوصا ان الناتو استطاع في الاسبوع الماضي من توجيه ضربة
نوعية بقصفه لمقره في باب العزيزية . لكن مقابل كل التطورات السلبية لحكومة
القذافي حيث التقدم المستمر لقوات المعارضة وتشديد الناتو لضرباته المكثفة بشكل
يومي , وازدياد رقعة الدول المعترفة بالمجلس الانتقالي , يبدي القذافي اصرارا
اكثر من ذي قبل حيث لايزال يوجه قواته للقتال والتصدي للجرذان !! والحملة
الصليبية , ولايزال يبث اشرطة صوتية يبدو من نبرة صوته التحدي والصلابة وصعوبة
تنازله عن الحكم او الاستسلام , وترك ارض الاجداد كما ذكر في احدى الخطب
الصوتية التي بثها التلفزيون الليبي .
ما يقوم به القذافي من فعاليات يومية يعيد بنا الذاكرة الى الايام الاخيرة
لرئيس النظام العراقي السابق " صدام حسين " حيث كان يبث تسجيلات صوتية عبر
القنوات الفضائية العربية مستخدما نفس اللكنة الخطابية , والشعارات , لذلك
اعتقد بأن سيناريوا القذافي سيكون قريب من سيناريوا صدام . ومن المحتمل ان
تكون خطط القذافي هي الاتية :
يقوم القذافي بتفخيخ مدينة طرابلس او بعض اجزائها وتفجيرها حال دخول الثوار
اليها او تجنيد انتحاريين وزجهم بين الثوار , ومن المؤكد ان يختبىء القذافي في
ملاجىء تحت الارض على غرار ما فعل صدام والذي تم العثور عليه اخيرا مختبئا في
حفرة بقريته في مدينة تكريت العراقية , ولكن احتباء القذافي سوف لن يدوم طويلا
الخطة الثانية : هروب القذافي الى خارج ليبيا كما هربت زوجته وبعض اولاده ,
وستمد الصين وروسيا يد المساعدة له في هذا الجانب وربما تستضيفه على اراضيها
سرا . لكن ذاستضافة اي دولة للقذافي سيأزم علاقتها بالمجتمع الدولي كونه مطلوب
للمحكمة الجنائية الدولية بحسب مذكرة الاعتقال التي صدرت بحقه في حزيران من
العام الحالي . لكن الصين وروسيا ستقنعان القذافي بتسليم نفسه للمحكمة الجنائية
وذلك بعد تقديم ضمانات وهمية له وهي بذلك تكون قد ضربت عصفورين بحجر .
الخطة الثالثة التي سيقدم عليها القذافي هو الانتحار , كما فعل الكثير من
القادة والرؤساء من قبله , كالقائد العثماني الذي انتحر بعد هزيمة قواته من قبل
بريطانيا في محافظة واسط العراقية , والدلائل الكثيرة التي تؤكد انتحار الزعيم
النازي " ادولف هتلر " بعد هزيمته امام الاتحاد السوفيتي . لكن القذافي لايمكن
مقارنته بأولئك القادة والزعماء , فمثل القذافي يبقى الامل قائم لديه بالعودة
الى السلطة حتى في ساعات حياته الاخيرة . فصدام حسين بعد تأسيس اول حكومة
عراقية كان يمني النفس بالعودة الى السلطة وبل وحتى بعد القاء القبض عليه وامام
المحكمة التي ادانته , كان يطلب من القاضي تسميته بالقائد العام للقوات المسلحة
, والرئيس الشرعي لجمهورية العراق . كما ان حالات الانتحار لدى الزعماء والقادة
العرب تكاد تكون منقرضة , لان مثل هذا الفعل يتطلب شجاعة , وهو ما يفتقده
قادتنا ورؤسانا لان من صنعهم زبانيتهم والمتملقين , ويتسوقفني هنا مقولة رائعة
لعملاق الادب الانكليزي وليام شكسبير ( لم تكن الذئاب ذئابا لو تكن تكن الخراف
خرافا ) لكن رغم ذلك يبقى اقدام القذافي على الانتحار خيارا قائما