صفحة الكاتب : اسعد عبدالله عبدعلي

كاميرات سرية لابتزاز الفتيات
اسعد عبدالله عبدعلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تفاجئت سارة برسالة يهتز لها الموبايل, رسالة مصورة من رقم مجهول! فتحت الرسالة وذهلت من هول الصدمة, فكانت الرسالة عبارة عن صور خاصة لها, ومع الرسالة سطور الابتزاز والمطالبة بالخضوع, أو أن يقوم بنشر صورها, حاولت أن تعرف من الشخص وكيف صورها, فأعطته الوعود أنها ستحقق كل طلباته, واتفقت مع أخوتها أن يحضروا لكن من بعيد, وفي الموعد ذهلت فقد تبين أن المجهول لم يكن الا ابن خالتها, وكان يضع كآمرة سرية في بدلته, على شكل قلم, وقام بتصويرها من دون أن تنتبه, وكل رغبته أن تخضع لرغباته, وتم حل الموضوع عائليا. 

قضية الكاميرات السرية والخفية, من المظاهر التي انتشرت في العقد الأخير, نتيجة الطفرات التكنولوجية الكبيرة التي تحققت, بالإضافة لسهولة الحصول عليها بسبب انفتاح الأسواق, وغياب التشريعات والقوانين التي تصعب الحصول عليها, أو تحضر تداول أنواع معينة مخصصة للتجسس, وهنا يجب أن نوضح أن المشكلة ليست بالتكنولوجيا, لكن المشكلة تنطلق من بعض الفئات التي تجعل من التكنولوجيا, مجرد قضية للتسلية واللهو والشهوات النفسانية, وصولا بالبعض لاستخدامها لغرض ابتزاز النساء! 

حاولنا أن نفكك القضية لفهم أسباب ما يجري.

أغراض استخدامها 

الطلب على الكاميرات  الخفية  لم يقتصر على الكاميرات العلنية بل حتى السرية, حيث يتم نصبها في أبواب البيوت وفي الكراجات والغرف, وأنا أجد سببين لنصب الكاميرات أولهما السبب الأمني خصوصا في بعض الإحياء التي تنتشر بها جرائم السرقة, والظرف الأمني يجيز استخدام كاميرات المراقبة, خوفا من الجريمة, والسبب الأخر اجتماعي ويتعلق بمراقبة الرجل لزوجته أو أبنائه حرصا منه أو بدوافع الشك. فهناك حالة غريبة ظهرت أخير, وهي طلبات البعض بنصب كإمرة مراقبة داخل السيارة أو لغرفة النوم, لكن الأغرب هو طلبات البعض كاميرات صغيرة جدا تحمل بالملابس, أي أن بعض الأغراض الاستخدام تتبع أمور مريبة وغير قانونية.

الهوس الجنسي هو السبب

اعتقد أن الهوس الجنسي هو احد الدوافع الكبيرة لاستخدام الكاميرات السرية, فالبعض يعاني من الكبت الجنسي, وآخرون الهوس الجنسي مسيطر عليهم, فهم يجدون متعتهم في جريمة التجسس وتصوير النساء من دون علمهن, نقل لي احد أصحاب مكاتب بيع الكاميرات انه قبل شهر جاءه شخص يملك معرض ملابس نسائية, ويريد أن ننصب له كاميرات متعددة, وذات مواصفات عالية من حركة وزوم, في منزع النساء, فقام صاحب المحل بطرده, وهنا يظهر أهمية تشريع قوانين تنظم عمل بيع ونصب الكاميرات, مثل هذه القصة كنا نشاهدها فقط بالأفلام العربية والأجنبية. 

المشكلة في المستوردين عديمي الضمير

المشكلة بالمستوردين حيث تغيب القوانين التي تنظم عملية استيراد التكنولوجيا, فلا ضوابط ولا شروط ولا ممنوعات, انه سوق مفتوح بالكامل لكل شي ممكن, لذلك دخلت كاميرات مثل القلم أو تعلق بالملابس أو زر قميص, والصناعة الصينية سهلت الأمر وجعلت كل شي ممكن وبأسعار رخيصة جدا, وهي واضحة من شكل صنعها تستخدم للتجسس والتصوير السري, فلو كانت هناك قوانين فعالة لاعتبرت استيرادها جريمة, لخطورة استخدامها.  

الابتزاز نوع من العنف ضد المرأة

قضية التصوير والابتزاز نوع من أنواع العنف المسلط على النساء بالخصوص, في عالم لا يعرف الرحمة , فنسمع عن قصص مرعبة تعرضت لها النساء بسبب كاميرات خفية تصورهن, ويتعرضن لابتزاز ممن قام بتصويرهن سرا, وتتسرب أحيانا تلك الصور, مما دفع بعضهن للتعرض لعقوبات عشائرية شديد, تصل لحد القتل في بعض الأحيان, بل أن بعض قضايا الطلاق حصلت بسبب تصوير مشهد عبر موبايل او كامرات خاصة, وحصل ذات مرة أن اكتشفت الزوجة قيام زوجها بنصب كاميرات في غرفة نومه, لكي يكتشف أي خيانة ممكن أن تحصل, فقامت الزوجة برفع دعوة قضائية للانفصال, اعتقد أن الأهم أن نفهم كيفية استخدام التكنلوجيا بوعي. 

حل المشكلة يكمن في 

 القضية شائكة تحتاج الى حلول من قبل السلطة التشريعية والتنفيذية, فالذي يتعرض للضرر هو المواطن وخصوصا النساء, نحتاج لتشريعات تنظم الاستيراد, وكذلك تنظم نصب الكاميرات, بالإضافة لمحاسبة من يقوم بالتجاوز على الآخرين, والقيام بفعل التصوير من دون أذن الشخص الذي تم تصويره. مع الإشارة لأهمية المنبر والأعلام, في رفع الوعي وتوضيح مدى ضحالة الشخص الذي يقوم بهكذا أفعال. 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اسعد عبدالله عبدعلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/08/07



كتابة تعليق لموضوع : كاميرات سرية لابتزاز الفتيات
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net