صفحة الكاتب : زهير مهدي

لقاء مع برلماني خيالي
زهير مهدي
في حوار اجرته معي قناة محلية
 
كنت مسترسلاً في حديثي عن الفساد الاداري و السرقات الحكومية و البرلمانية
 
باغتني مقدم البرنامج بسؤال: 
هل سبق لك ان شاركتهم السرقات حين كُنت عضوا في البرلمان لاربع سنوات ؟ 
 
فاجبته بكل عفوية:
لقد سُرِقتُ و لم أسرق 
 
فضحك قائلا : و كيف ذاك ؟
فقلت:
طيلة فترة عضويتي كنت ارفض ان اتقاضى الراتب.
 
مقدم البرنامج : ! !  ولماذا ؟
 
فاجبته : لكي اقطع شك الناس باليقين و اقطع دابر القيل و القال حتى اخرج من البرلمان نظيفا كما دخلته اول مرة.
املك دكانا صغيرا نعتاش منه و منزلي القديم كما هو لم ابدله و لم ارممه.
 
مُقدم البرنامج: 
لماذا لم ترشح مرة اخرى للانتخابات البرلمانية ؟ فالبلد بحاجة الى برلماني نظيف مثلك.
 
فقلت له: 
- ان لم تسعفني ٤ سنوات في تغيير الواقع فلن تسعفني ٥٠ سنة مادامت المؤسسة السلطوية تستقطب الحمائم فتحولها الى صقور ضارية و غربان متصارعة.
فإن بقيت ، فسرعان ما ساستحيل غرابا منشغلا باقتناص قضماتٍ من فريسةٍ تناوشتها المناقير و المخالب من كل جانب  ، و لا يمكنني عندها ان اخالف سجيتي الغرابية الشرهة فافكر باصلاح حال الطيور.
 
ههههههههه
تعبير جميل "مقدم البرنامج"
والان
هل انت مرتاح في عملك ؟ 
 
نعم .. بكل تاكيد ، انا سعيد بعودتي لوظيفتي القديمة كمدرس لعلي اساهم في نثر بذور الخير في نفوس الطلبة و ترسيخ مفاهيم المواطنة الصالحة. 
فمن يدري ؟ لعل في المستقبل فُرصٌ اوفر للحمائم و صوت اوضح.
 
لكن لم افهم .. قُلت انك مسروق و لست سارق"مقدم البرنامج" 
من الذي سرقك و كيف ؟
 
هم سرقوني: 
سرقوا اربع سنوات من عمري في كذبة " الرجل المناسب في المكان المناسب" 
و سجنوني "ككبش مناسب بين الضباع و الثعالب"
 
سرقوا ارادتي و عزيمتي بصفقاتهم و مماطلاتهم و كثرة مسودات مشاريعهم على رفوف النسيان.
 
سرقوا من يدي حقيبة كنت قد رزمتُ فيها بعض آمالٍ و اماني لسكنة بيوت الطين "التجاوز"  و اكواخ الصفيح،
و بقايا اقلام تلامذتي التي عاهدت نفسي ان اوقع بها كل قرارات اصلاحية جريئة ولم يتحقق ذلك.
 
و في الحقيبة ايضا صور جميلة لولدي الشهيد  كانت تمثل لي دافعا نحو الاصلاح.
 
سرقوا كل ذلك.
 
مقدم البرنامج: 
 
كلمة اخيرة لجمهورك .. ماذا تقول؟
 
اقول ::
 
فاقد الشيء لا يعطيه
لقد جربتم كل اطراف صناعة القرار
وكلهم ساهموا بالضياع الذي نحن فيه.
 
اتركوهم جميعا و اهتموا بالطفل و بالمدرسة
لقد خسرنا الماضي و الحاضر فلا نخسرن المستقبل
.....
 
لقاء مع برلماني خيالي 
 
٣٠/٦/٢٠١٦

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زهير مهدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/07/14



كتابة تعليق لموضوع : لقاء مع برلماني خيالي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net