صفحة الكاتب : يحيى غازي الاميري

ما مرَ عيدٌ والعراقُ سعيدُ
يحيى غازي الاميري
أنظرُ الى وجوهِ الناسِ والحزنُ يسكنُها
موشحةً بالوجعِ والسوادِ
وقلوبُها تطفحُ
ملبدةً بالهمومِ
تنشجُ بلوعةٍ زفراتِ بؤسِ حظِها
وتشتمُ كلَّ من حنثَ بالوعودِ
وخان العهودِ
يُزيدُ ألمَها شجنُ الروحِ
وأنينُ الفؤادِ
بعد أن هَجَرَ الجفونَ الرقادُ
وحلَ السهادُ
و
رحلَ الفرحُ وحطتْ
متواترة ًالنكباتُ و الويلاتُ على البلادِ
 
في كلِّ لحظةٍ
وفي كلِّ مدينةٍ شبحُ الموتِ
يطاردُ أهلَها
بفعلِ مجازرِ الأوْغادِ
بعد كلِّ مجزرةٍ يقفُ مُنتشياً
مجرمٌ وخلفه عن قربٍ وغدٌ وجلادُ
كنتُ أتابعُ بألمٍ من التلفازِ
أخباراً وتقاريرَ عن مآسي العراقِ
شاهدتُ
مشاهدَ فزعٍ ، أرتعدَ لهولِها مرعوباً خافقي
جموعٌ من الناسِ
تصرخُ وتستغيثُ بجنونٍ
وهي تتقافزُ وتركضُ
ذاتَ اليمينِ وذات الشِّمال
تلاحقُها أصواتُ الإنفجاراتِ
و ألسنةُ النيران وأعمدةُ الدُّخانِ
والأشلاءُ والأشياءُ
تتصاعدُ شظايا متطايرةً متناثرةً
بين فضاءِ المكانِ وكـبدِ السَّماءِ
مشاهدٌ
تُدمي القلوبَ، وتُنطقُ الحجر
فزعٌ لا مثيل له
ثلاثةُ رجالٍ يحاولون سحبَ إمرأةٍ من جوف سيارة
حوتها النيرانُ
وهي تحتضنُ طفلَها الرضيعَ
تستغيثُ بصراخٍ والنارُ تلتهمُ
ثيابهَا
فتحيلُها بلحظةٍ  لكتلةٍ من نارٍ و رماد
أمٌ تصرخُ بهياجٍ شديد
وهي تلوحُ بيدٍ وتتضرعُ باخرى
فرشت عباءتها على قارعةِ الطَّريقِ ؛
لتجمع أشلاءَ ولديها بين الحُطامِ
وأُخرى تلطمُ رأسَها وهي
تُقبّلُ  شلواً من الأشلاء
وشابٌ مضرج ٌ بالدماءِ
يحملُ نصف َ جسدِ ابيه وهو ينتحبُ
ويصرخُ هذا ( أبي)
وعلى جانبيه ثلاثةُ رؤوسٍ
تسبح بالدم المُراقِ في العراق
نحرتها الشظايا الشيطان
صوتٌ نسائيٌّ ملتاعٌ يرددُ دون انقطاع
(يمه أوليداتنا)
لم أنمْ ليلتي
فقد اغرقتُ وسادتي بالدموعِ
في الصباحِ شاهدتُ
في كلِّ شارعٍ
الخيامَ ضُربتْ أوتادُها
ولافتاتٍ لا حصرَ لها ولا عـد
تنعى بمرارةٍ فلذاتِ الأكباد
وتلعن الفساد
كتبت في 8 تموز 2016
مالمو / السويد
 
ملاحظات متعلقة بالنص
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*عدد شهداء العراق (ضحايا التفجيرات والأعمال الارهابية) بلغ ( 251000) مواطن عراقي خلال الفترة منذ التغير الذي حدث في العراق( 9 نيسان 2003) لغاية تموز 2016 كما ورد في برنامج( البشير شو) في حلقة (عيد - شهيد) بتاريخ( 8 تموز 2016) والذي بثته القناة الفضائية (أن أر تي ) حسب ما جاء في إحصائية منظمة :
( IRAQI BODY ACCOUNT )
*عدد شهداء(ضحايا) تفجير الكرادة /بغداد الذي حدث يوم (3 تموز2016 ) وصل الى ( 292) شهيداً و(200) مصاب، تقرير وزارة الصحة العراقية في( 7 تموز 2016)

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


يحيى غازي الاميري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/07/10



كتابة تعليق لموضوع : ما مرَ عيدٌ والعراقُ سعيدُ
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net