بعد ايام وفي أول ايام عيدا لفطر المبارك ستحين الذكرى الرابعة ليوم زواجنا وعلينا ان نأخذ ابنتنا أزهار الى المكان الذي تم لقائنا به أول مرة ومنه نبتت زهرة حبنا وتنفيذا للقرار الذي اتخذناه ان يكون تواجدنا فيه قبل كل عيد..توقفت أزهار تبكي بصوتها الحنون قائلة
-ما...ما..أريد ان البس هذا....
كانت تسحب أطراف فستانها الأصفر ذارفة أدمعها بحرقة احتضنتها بشوق وقلت
-هيا..البسيه.لها.يا زوجتي مها...
كنت أريد العودة من مجمع الملابس حتي نهيئ مستلزمات السحور فقد تذوقت عطش هذا اليوم بمقاتلته المستمرة طوال سعاته الكثيرة وكدت أوشك الإفطار لولا تمسكي بإرادة قوية منعتي وصبرتني على ما عانيت به، توقفت إزهار ابنتي بعدنا أدهشتني صورتها وشكلها الرائع الجميل و تبادر لذهني لو لبست فستانها لاحمر الذي يعطيها جمالا أروع،وبالتأكيد ستتعبني مثل المرة السابقة عندما يراها الناس المجتمعين في مجمع الألبسة و تعجبا لجمالها مكررين السؤال نفسه
-ما اسمك..مات اسمها...؟
لعدم مقدرتها علي النطق باسمها أجيب بدلا عنها
-إزهار..إزهار......
ولما نقلت معاناتي لامي قررت ان تصبغ لها قطعة ذهب منقوش عليها اسمها انها ستختزن وتقلل من تعبي من الأجوبة المتكررة ما علي إلا ان أشير بإصبعي لتلك القلادة المثبتة علي صدرها انها زادتها رونقه وجمال ,تجمعنا أربعتنا إنا ومها وأزهار ووالدتي التي أصرت الخروج معنا تطبيقا لوصية الطبيب عندما قال لها
-يا حاجة عليك المشي انه صحة لك..
عندها قلت لها
-أسمعتي.... المشي ....صحة لك
حاولت ان تجد مبررا للتهرب من الوصية.. ان تخطي خطاها الأولي علي إسفلت الشارع لتردد بالكلام
-الم يفكر هذا الطبيب بثقل جسدي..
قلت لها لتوكيد تنفيذ للأمر الذي صدر
-تعليمات الطبيب..
،تجمعت أنظارنا جميعا الى صورة بيتنا وازدحام الأشجار عند واجهته كنا بحاجة ان نلقي بأعيننا نظرة برغبة ممزوجة بخوف مبهم كأننا غارقين بإحساس وشعور مخيف حتى وجدت أمي تتوقف بالتمام لتقول
-اشعر أنني مخنوقة ..لنعد للبيت..روحي تستغيث..كأن بانتظارها مجهول مريب..
قفزت من مكاني لأكن بجواها قائلا
-أرجوك يا أمي ستكون ليلة جميلة..أين وعدك لي .
قالت بلطف
-أنا علي عهدي سأعيش معكم ليلتكم الرائعة
فرحت كثيرا عندما ابتعدنا عن البيت حتى داخل السيارة كنت أري شيئا ما علي وجه أمي أجدها انها بالفعل لأول مرة تستغيث وتطلب مني ان أعود لكني قلت لها
-هيا يا أمي انزلي سأفتش عن مكان بين الأزقة لأوقف بها سيارتي...
شعرت ان قدماها تتحرك في بطيء وتسحبها بتعب،احتظتت ابنتي بقوة وقلت لها
-ابق معي وسنعود لنلتقي يهما عند المكان المتفق عليه..؟
وجدتها لأول مرة تلتصق بحسد أمي وتحتضنها قائلة
-ما..ما...ما ..ما..
لم اصدق نفسي وما سمعته منها بل حاولت إقناعها بأنها متعلقة بهآ أكثر مني ومن أمها التي تركت ابتسامتها مرسومة علي وجهها قائلة
-لا تتأخر موعد لقائنا بالمكان الذي التقينا عنده لأول مرة..
حقا أنا بشوق للمكان الذي يحمل ذكرياتنا الجميلة ،أري عيني يرتد طرفها بسرعة فلم تعد تركز علي إيجاد مكان أمن لوقوف سيارتي أكثر الأزقة مزدحمة فشعرت أنني ابتعدت كثيرا عن المجمع حتي تمكنت من إيجاد مكانا اركن به سيارتي الملعونة،أصبحت من السائرين في الشارع المزدحم بالناس كنت أسرع بالخطي لكن المسافة تكبر حتي أحسست باليأس من تحقيق فكرتي نظرت عبر مدي بصري لأحدد إنني بعيدا عن مكان اللقاء ما ان أنزلت نظري للأسفل حتي سمعت دويا هائلا وان انفجار حدث،كل من حولي هرولوا باتجاه المكان بينما فقدت أنا المقدرة علي التحرك خطوة واحدة،ان شيئا من فقدان الشعور أصابني وذهولا واستغرابا بفاجعة حلت بالمكان..أنني ما زلت أحاول التركيز ولو بشيء من الماضي القريب جدا قبل دقائق وجدت الصرخات والصيحات تدوي في أرجاء المكان وجدت الكرادة بأكملها تستغيث النيران تتعالي وتحرق الجميع ،عدت الى وعي الذي فقدته لوقت قصير وتمكنت من الوصول لم يبق من البنيات إلا هياكلها وسالت بشيء من الجنون
-هل نحى احد من كانوا في المجمع..
أجابني رجلا يلطم علي وجهه
-ماذا تقل انظر الى هيكلها المتآكل من شدة الانفجار..لم ينج احد..النار أكلت كل شئ..؟
..دموعي جفت واليوم الثالث بعد الحادث ولم أجد شيئا اقترب مني فتي سألني بسذاجة
-ماذا افعل بهذه القطعة الذهبية التي وجدتها عند جثث الثلاثة قبل نقلها الى الطب العدلي..
انتبهت اليه نظرت الى القطعة ...انها هي نفسها فصرخت بأعلى صوتي
-الله واكبر انها لابنتي أزهار..
تجمع الناس حولي مشفقين علي بنظرة الرأفة مرددين
-الله يحبه لأنه وجد من يفتش عنه ...انه مصاب بالجنون..
بينما بقيت صيحات الناس وهم يتأملون معرفة أي شيء عن أولادهم المفقودين تنفست بصعوبة وأنا أشارك أهل الكرادة التي بقت تستغيث...
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
بعد ايام وفي أول ايام عيدا لفطر المبارك ستحين الذكرى الرابعة ليوم زواجنا وعلينا ان نأخذ ابنتنا أزهار الى المكان الذي تم لقائنا به أول مرة ومنه نبتت زهرة حبنا وتنفيذا للقرار الذي اتخذناه ان يكون تواجدنا فيه قبل كل عيد..توقفت أزهار تبكي بصوتها الحنون قائلة
-ما...ما..أريد ان البس هذا....
كانت تسحب أطراف فستانها الأصفر ذارفة أدمعها بحرقة احتضنتها بشوق وقلت
-هيا..البسيه.لها.يا زوجتي مها...
كنت أريد العودة من مجمع الملابس حتي نهيئ مستلزمات السحور فقد تذوقت عطش هذا اليوم بمقاتلته المستمرة طوال سعاته الكثيرة وكدت أوشك الإفطار لولا تمسكي بإرادة قوية منعتي وصبرتني على ما عانيت به، توقفت إزهار ابنتي بعدنا أدهشتني صورتها وشكلها الرائع الجميل و تبادر لذهني لو لبست فستانها لاحمر الذي يعطيها جمالا أروع،وبالتأكيد ستتعبني مثل المرة السابقة عندما يراها الناس المجتمعين في مجمع الألبسة و تعجبا لجمالها مكررين السؤال نفسه
-ما اسمك..مات اسمها...؟
لعدم مقدرتها علي النطق باسمها أجيب بدلا عنها
-إزهار..إزهار......
ولما نقلت معاناتي لامي قررت ان تصبغ لها قطعة ذهب منقوش عليها اسمها انها ستختزن وتقلل من تعبي من الأجوبة المتكررة ما علي إلا ان أشير بإصبعي لتلك القلادة المثبتة علي صدرها انها زادتها رونقه وجمال ,تجمعنا أربعتنا إنا ومها وأزهار ووالدتي التي أصرت الخروج معنا تطبيقا لوصية الطبيب عندما قال لها
-يا حاجة عليك المشي انه صحة لك..
عندها قلت لها
-أسمعتي.... المشي ....صحة لك
حاولت ان تجد مبررا للتهرب من الوصية.. ان تخطي خطاها الأولي علي إسفلت الشارع لتردد بالكلام
-الم يفكر هذا الطبيب بثقل جسدي..
قلت لها لتوكيد تنفيذ للأمر الذي صدر
-تعليمات الطبيب..
،تجمعت أنظارنا جميعا الى صورة بيتنا وازدحام الأشجار عند واجهته كنا بحاجة ان نلقي بأعيننا نظرة برغبة ممزوجة بخوف مبهم كأننا غارقين بإحساس وشعور مخيف حتى وجدت أمي تتوقف بالتمام لتقول
-اشعر أنني مخنوقة ..لنعد للبيت..روحي تستغيث..كأن بانتظارها مجهول مريب..
قفزت من مكاني لأكن بجواها قائلا
-أرجوك يا أمي ستكون ليلة جميلة..أين وعدك لي .
قالت بلطف
-أنا علي عهدي سأعيش معكم ليلتكم الرائعة
فرحت كثيرا عندما ابتعدنا عن البيت حتى داخل السيارة كنت أري شيئا ما علي وجه أمي أجدها انها بالفعل لأول مرة تستغيث وتطلب مني ان أعود لكني قلت لها
-هيا يا أمي انزلي سأفتش عن مكان بين الأزقة لأوقف بها سيارتي...
شعرت ان قدماها تتحرك في بطيء وتسحبها بتعب،احتظتت ابنتي بقوة وقلت لها
-ابق معي وسنعود لنلتقي يهما عند المكان المتفق عليه..؟
وجدتها لأول مرة تلتصق بحسد أمي وتحتضنها قائلة
-ما..ما...ما ..ما..
لم اصدق نفسي وما سمعته منها بل حاولت إقناعها بأنها متعلقة بهآ أكثر مني ومن أمها التي تركت ابتسامتها مرسومة علي وجهها قائلة
-لا تتأخر موعد لقائنا بالمكان الذي التقينا عنده لأول مرة..
حقا أنا بشوق للمكان الذي يحمل ذكرياتنا الجميلة ،أري عيني يرتد طرفها بسرعة فلم تعد تركز علي إيجاد مكان أمن لوقوف سيارتي أكثر الأزقة مزدحمة فشعرت أنني ابتعدت كثيرا عن المجمع حتي تمكنت من إيجاد مكانا اركن به سيارتي الملعونة،أصبحت من السائرين في الشارع المزدحم بالناس كنت أسرع بالخطي لكن المسافة تكبر حتي أحسست باليأس من تحقيق فكرتي نظرت عبر مدي بصري لأحدد إنني بعيدا عن مكان اللقاء ما ان أنزلت نظري للأسفل حتي سمعت دويا هائلا وان انفجار حدث،كل من حولي هرولوا باتجاه المكان بينما فقدت أنا المقدرة علي التحرك خطوة واحدة،ان شيئا من فقدان الشعور أصابني وذهولا واستغرابا بفاجعة حلت بالمكان..أنني ما زلت أحاول التركيز ولو بشيء من الماضي القريب جدا قبل دقائق وجدت الصرخات والصيحات تدوي في أرجاء المكان وجدت الكرادة بأكملها تستغيث النيران تتعالي وتحرق الجميع ،عدت الى وعي الذي فقدته لوقت قصير وتمكنت من الوصول لم يبق من البنيات إلا هياكلها وسالت بشيء من الجنون
-هل نحى احد من كانوا في المجمع..
أجابني رجلا يلطم علي وجهه
-ماذا تقل انظر الى هيكلها المتآكل من شدة الانفجار..لم ينج احد..النار أكلت كل شئ..؟
..دموعي جفت واليوم الثالث بعد الحادث ولم أجد شيئا اقترب مني فتي سألني بسذاجة
-ماذا افعل بهذه القطعة الذهبية التي وجدتها عند جثث الثلاثة قبل نقلها الى الطب العدلي..
انتبهت اليه نظرت الى القطعة ...انها هي نفسها فصرخت بأعلى صوتي
-الله واكبر انها لابنتي أزهار..
تجمع الناس حولي مشفقين علي بنظرة الرأفة مرددين
-الله يحبه لأنه وجد من يفتش عنه ...انه مصاب بالجنون..
بينما بقيت صيحات الناس وهم يتأملون معرفة أي شيء عن أولادهم المفقودين تنفست بصعوبة وأنا أشارك أهل الكرادة التي بقت تستغيث...
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat