ماذا يعني (الاهوار تراثا عالميا)
زهير مهدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ماذا يعني
ان تنظم الاهوار لقائمة التراث العالمي لليونسكو
ذلك يعني اهتماما دوليا يساهم في تطويرها و المحافظة عليها و يساعد في استقطاب المستثمرين و السياح.
ذلك يعني ولادة النور لحقبة جديدة لعراق التعايش السلمي و الاندماج الانساني.
حين جفف نظام المقبور صدام الاهوار
لم تبكي عليها باكية و لم تحتج اليونسكو ولم ترسل لجانها لتقييم الضرر و الحد منه و الضغط باتجاه منع العبث بها
لان الاهوار ليست ضمن قائمة التراث العالمي.
بمجرد بحث بسيط في الانترنت
ستكتشف ان العراق وهو اس التراث العالمي و اساسه لم يُدرج منه اي موقع في زمن صدام سوى (مملكة الحضر عربايا) و ذلك بسبب الاهتمامات القومية العروبية المفرطة لذلك النظام على حساب الانتماء الوطني لان الحضر تعتبر اول مملكة عربية.
و حتى بعد سقوط حكم صدام
فلم يدرج من المواقع العراقية الى اللائحة العالمية سوى ثلاث مواقع للمملكة الاشورية و العباسية و التي تتمركز في محافظة صلاح الدين (الملوية سامراء، قلعة اشور) و (قلعة اربيل) في اربيل.
وذلك يشير الى اهتمام الحكومات المحلية في تلك المناطق ( حكومة اقليم كردستان و الحكومة المحلية التكريتية) بمدنهم و اقاليمهم و اهمال حكومات الوسط و الجنوب لمدنهم التي منها تتشكل جذور التاريخ و الغنى الثقافي و الانساني.
و كل ذلك بالتاكيد له ابعاد طائفية.
فلا يهم الادارة العراقية ان تُدرج مدن مثل بابل و ( نيبور) نفر و ايسن و اوروك و اهوار سومر و كربلاء و النجف و الكوفة و الكوت و الكاظمية و القشلة و سوق المتنبي و (مشية طويريج العالمية) و (قرية البو ناهض الصديقة للبيئة) و اكبر مقابر العالم في وادي السلام و غير ذلك.
كل ذلك لا يهم مادامت المواقع ذوات الطابع العروبي و المواقع و الواقعة تحت السلطة الكردية قد اُدرِجت لكي يرضى شركاء الوطن.
اعلامنا الفاشل و وزارات الثقافة المتعاقبة و هيئات الاثار و السياحة و القائمين على المراكز التراثية و الدينية لم يقوموا بواجبهم في نشر الوعي الجماهيري الثقافي الذي من شأنه المساهمة في الحفاظ على تلك المواقع و الاهتمام بالتصويت لضمها الى قائمة التراث العالمي.
ان انضمام تلك المواقع و التجمعات الانسانية الى التراث العالمي يساعد في حمايتها من اي حكومة مهملة او متقصدة الاهمال في المستقبل
و لو قُدر لكل تلك المواقع و غيرها ان تُدرج لاكتسح العراق تلك اللائحة العالمية فلا روما ولا فرنسا ولا حتى الصين يمكنهم ان ينافسوه
و لساهم ذلك بشكل كبير في زيادة واردات السياحة و لتنافست الشركات المستثمرة على تطوير البنى التحتية لتلك المواقع و التجمعات الثقافية،
تخيل ان دويلة قطر لها موقع مُدرج على اللائحة و البحرين كذلك و الامارات و للسعودية اربع مواقع و ليس للوسط و الجنوب العراقي اي موقع!
كل هذا الاهمال له بُعدٌ طائفي
فالنهتم نحن ، و ليكن اهتمامنا انسانيا و وطنيا
ولنبدا اليوم بالاهوار و غدا مواقع اخرى
زهير مهدي
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
زهير مهدي

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat