ماذا يعني
ان تنظم الاهوار لقائمة التراث العالمي لليونسكو
ذلك يعني اهتماما دوليا يساهم في تطويرها و المحافظة عليها و يساعد في استقطاب المستثمرين و السياح.
ذلك يعني ولادة النور لحقبة جديدة لعراق التعايش السلمي و الاندماج الانساني.
حين جفف نظام المقبور صدام الاهوار
لم تبكي عليها باكية و لم تحتج اليونسكو ولم ترسل لجانها لتقييم الضرر و الحد منه و الضغط باتجاه منع العبث بها
لان الاهوار ليست ضمن قائمة التراث العالمي.
بمجرد بحث بسيط في الانترنت
ستكتشف ان العراق وهو اس التراث العالمي و اساسه لم يُدرج منه اي موقع في زمن صدام سوى (مملكة الحضر عربايا) و ذلك بسبب الاهتمامات القومية العروبية المفرطة لذلك النظام على حساب الانتماء الوطني لان الحضر تعتبر اول مملكة عربية.
و حتى بعد سقوط حكم صدام
فلم يدرج من المواقع العراقية الى اللائحة العالمية سوى ثلاث مواقع للمملكة الاشورية و العباسية و التي تتمركز في محافظة صلاح الدين (الملوية سامراء، قلعة اشور) و (قلعة اربيل) في اربيل.
وذلك يشير الى اهتمام الحكومات المحلية في تلك المناطق ( حكومة اقليم كردستان و الحكومة المحلية التكريتية) بمدنهم و اقاليمهم و اهمال حكومات الوسط و الجنوب لمدنهم التي منها تتشكل جذور التاريخ و الغنى الثقافي و الانساني.
و كل ذلك بالتاكيد له ابعاد طائفية.
فلا يهم الادارة العراقية ان تُدرج مدن مثل بابل و ( نيبور) نفر و ايسن و اوروك و اهوار سومر و كربلاء و النجف و الكوفة و الكوت و الكاظمية و القشلة و سوق المتنبي و (مشية طويريج العالمية) و (قرية البو ناهض الصديقة للبيئة) و اكبر مقابر العالم في وادي السلام و غير ذلك.
كل ذلك لا يهم مادامت المواقع ذوات الطابع العروبي و المواقع و الواقعة تحت السلطة الكردية قد اُدرِجت لكي يرضى شركاء الوطن.
اعلامنا الفاشل و وزارات الثقافة المتعاقبة و هيئات الاثار و السياحة و القائمين على المراكز التراثية و الدينية لم يقوموا بواجبهم في نشر الوعي الجماهيري الثقافي الذي من شأنه المساهمة في الحفاظ على تلك المواقع و الاهتمام بالتصويت لضمها الى قائمة التراث العالمي.
ان انضمام تلك المواقع و التجمعات الانسانية الى التراث العالمي يساعد في حمايتها من اي حكومة مهملة او متقصدة الاهمال في المستقبل
و لو قُدر لكل تلك المواقع و غيرها ان تُدرج لاكتسح العراق تلك اللائحة العالمية فلا روما ولا فرنسا ولا حتى الصين يمكنهم ان ينافسوه
و لساهم ذلك بشكل كبير في زيادة واردات السياحة و لتنافست الشركات المستثمرة على تطوير البنى التحتية لتلك المواقع و التجمعات الثقافية،
تخيل ان دويلة قطر لها موقع مُدرج على اللائحة و البحرين كذلك و الامارات و للسعودية اربع مواقع و ليس للوسط و الجنوب العراقي اي موقع!
كل هذا الاهمال له بُعدٌ طائفي
فالنهتم نحن ، و ليكن اهتمامنا انسانيا و وطنيا
ولنبدا اليوم بالاهوار و غدا مواقع اخرى
زهير مهدي |