صفحة الكاتب : عبدالله الجيزاني

المندس والمندس فيه وما بينهما
عبدالله الجيزاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الذهاب إلى التبرير مهما كان، هو عجز وفشل لأي متصدي، كون المتصدي يفترض أن يمتلك قدرات تفوق المتصدى له، وإلا اتخذ التصدي نهج آخر، للمتابع أن يطلق عليه أي عنوان، لا ضير أن يسميه انتهازي، أو مدعي أو متستر.

بعد عام 2003، شاع مصطلح المندس، كتسمية لأي شخص منتمي لحزب أو لتيار، يقوم بعمل منافي للشعار المرفوع من هذا الإطار، الغريب أن الحالة تتكرر مرات ومرات والمبرر واحد.

 أحزاب تاريخيه ثبت فشلها وفسادها، عاد بعض أعضائها من يعملون بعيدا عن الأضواء، يتغنون بتاريخ تلك الأحزاب، والتبرؤ من كل العناصر التي مثلتها وتمثلها اليوم في السلطة، في مفارقة غريبة، كون تلك الأحزاب بكل ملاكاتها الحالية أو التي رحلت إلى بارئها بين شهيد أو متوفي حتف انفه، كانت في المعارضة، ولا يظهر منها إلا الشعارات، ولم يجرب من رحل في سلطة كي يمجد، ليعد الحاضر انحراف! 

 هذه الادعاءات إساءة بلباس الدفاع، وإلا لو كان من رحل كما يوصف، فاضل ونزيه وقادر، لتمكن من كشف من اندس في صفوفه من فساد وفاشلين، عندما كان معارض.

 الحال ينطبق على اطر تشكلت بعد عام 2003، سياسية أو عسكرية، حيث تعلق كل أخطائها وفسادها، بل حتى جرائمها على المندسين، أذن من لا يتمكن من حماية بيته من الاختراق، كيف يمكن أن يدير دوله كما يطمح!

كيف يمكن أن يحمل مشروع ويحافظ عليه خارج أو داخل السلطة!

  ثورة الإصلاح؛ كما يسميها قادتها والقائمين عليها، رغم كل العورات فيها من مخالفتها للقوانين والأعراف الدستورية، التي يفترض أن تحكم بلد ديمقراطي، يسمح للمواطن بالتعبير عن رأيه بالتظاهر والاعتصام.

 هذه الثورة السلمية تمارس دون موافقات أصولية حسب القانون! 

عندما يمارس الثوار العبث بالممتلكات العامة يوصف هؤلاء بالمندسين! عندما تردعهم القوات الأمنية يعدهم القادة"ضحايا للإصلاح"!

 أذن من لم يتمكن من ضبط أدواته التي يستخدمها في الإصلاح، كيف يمكنه أن يصلح؟ بل يقود ثورة للإصلاح؟ 

أسلوب الاستغفال قد يمر على عامة الناس مرة أو اثنين، لكن لا يمكن أن يستمر للنهاية، ومصطلح "المندسين" بدا يفتضح ويعلن عن نفسه، كون المنطق والعقل يقول " الوسائل من جنس الغايات"، متى ما كانت الوسائل صحيحة توافق القوانين كانت الغايات صحيحة. 

 على المصلحين أولا؛ أن يحصلوا على إجازة للتظاهر، من الجهات المعنية، ليتحملوا مسؤولية ممارسات أدواتهم التي يستخدموها بكل شجاعة، هذا يحتاج منهم تنظيف صفوفهم، وأن لايعودوا لمصطلح " المندسين". 

الحال ينطبق على الأحزاب والكيانات السياسية بمختلف توجهاتها، عليها أن تعلن بكل شجاعة؛ أنها ارتكبت أخطاء أوصلت البلد إلى ما هو عليه ألان، وتبدأ كما وجهت المرجعية بحملة لتنظيف صفوفها، وتبتعد عن التبرير، ولو باعتزال العملية السياسية لدورة أو أكثر، وتبتعد عن التبرير، كي تحمل مؤهلات التصدي، التي تقتل بالتبرير، سوى ذلك يعني اجترار الفشل وتكراره...


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبدالله الجيزاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/06/15



كتابة تعليق لموضوع : المندس والمندس فيه وما بينهما
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net