صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

البقاء للأفسد
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يحتج المعترضون على التظاهرات التي يقوم بها مواطنون عراقيون مطالبين بإصلاحات جوهرية في بنية الدولة ومواجهة الفساد المستشري في العراق بأن الحل قد يقود الى الفوضى، وبزعمهم فإن الإنقلاب العسكري سيكون حلا قاتلا لأنه من الصعب السيطرة على الفصائل المسلحة الشيعية خاصة التي شكلت الحشد الشعبي وصارت قوة هائلة وإمتزجت بمؤسسات الدولة وهي مدربة بشكل غير تقليدي بعد سنوات من المواجهة مع الأمريكيين، ثم المواجهة مع القاعدة التي نشطت في المناطق السنية، ثم مع داعش التنظيم الأكثر شراسة الذي إستولى على بعض المدن وهدد بغداد ماإستدعى تشكيل المزيد من الألوية العسكرية بفتوى دينية من أعلى مرجعية في البلاد، وهي تضاف الى قوى عسكرية ناشطة منذ العام 2003 وحتى اليوم، وبعضها تأسس لاحقا وحقق حضورا عسكريا فاعلا ومؤثرا، ولم يعد ممكنا فرض إرادة المؤسسة الرسمية عليها مالم يتم دمجها لاحقا كفصيل عسكري نظامي ضمن القوات المسلحة العراقية في وزارتي الدفاع والداخلية.

 

الدخول الى الخضراء بطريقة جمعية وتغيير المعادلة السياسية بدون برنامج سياسي واضح أمر لن يكون ذات جدوى حقيقية لتغيير الواقع المتردي، أو الإستعانة بقوة خارجية، أو أن تتشكل قوة عسكرية من القوى والأحزاب السياسية الحالية المتهمة بالفساد، فليس من حزب سياسي كبير، أو قوة نفذة مالم تكن شكلت فصيلا قتاليا، وعلى الأقل منذ دخول داعش الى الموصل والأنبار، وتهديده لعديد المناطق في البلاد، ولهذا يفضل البعض إبقاء الأمور على حالها وعدم قلبها والضغط على القوى الفاعلة في الساحة السياسية لتغير من نهجها وتحاول إتخاذ جملة تدابير تقترب من هموم الناس ومعاناتهم، وتقود الى شكل من أشكال الحل للمشاكل الإقتصادية والسياسية والأمنية.

لايمكن الرضا بمثل هذه الرؤية بالنسبة للطرف الآخر الذي يعتقد أنها محاولة للإلتفاف على المطالب الشعبية، وبين الفريقين يبدو طرف ثالث يحاول إحداث مقاربة بين مايريده المتظاهرون، وبين مايدعو إليه رافضو الإحتجاجات أو المعترضين على نهج الإصلاح الحالي، وتتمثل هذه المقاربة بتحقيق الحكومة والكتل السياسية القدر الممكن من الإنجازات، وإصلاح البنية التحتية، ومحاولة إقناع الشارع بأن القوى السياسية فاعلة في التغيير والإصلاح، وإنها لاتمارس الخداع مع الناس.

المهمة صعبة في بلد مرهق ولايمتلك الكثير من أسباب النجاح في مواجهة التحديات. وقد يكون البقاء للأفسد.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/06/15



كتابة تعليق لموضوع : البقاء للأفسد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net