صفحة الكاتب : انجي علي

تجاعيد\" السطور الغارقة\"
انجي علي
يحمل حقيبة الأقلام على الكتفِ ، قاطعاً المسافات إلي السطور الغارقة بالصمتِ، بلا قصيدةٍ، بلا شعرٍ، ولا هوية،بين الازقة و الغربةِ ، يجلس لفترات طويلة.، يتجاوز ذعره وضعفه المثقل بالهمومِ.، يستر الجراح العارية ،و يُسدل ستار الشوق المهترئ، بوخز الحنينِ الساكن في أزقة الاندثار،ويبادر بالتحية و السلام،
يسكنُ بين تجاعيد الأحرف، و هذا الخيال ؛الممتد داخله ، الذي يتلصص على ملامحه ؛ يسافرَ عبثاً في الفراغِ ، يحاصر الذاكرةَ المسلوبة ، كأرض جرداء من الفكر ، فوق سطور مجهولٌة ، وتحت غموض أحرف تَدَلَّتْ من لغة مقهورة ، لتروي ظمئه برشفة أثناء ساعات الهروب من الشلال الهادر من عينيِه ،\" يتساقط ماء العرق، يحاولُ الاستكانة تحت ظلال قفزت من بين سراديب الغربة ،لكتلة عظام منسية تعشش بأعماقه الخيبات المتلاحقة ،تحت قطرات الحزن في أرخبيل الاوهام ،و أسماء لفصول متناقضة، تبعثره في زاوية مظلمة،وجسد مرتجف يترنح من خوف مهيب علي كومة من ركام,تمددت على دروب تهالكت من بقايا شوق مشلول ، يمضي مخلخلً من الأحلام التي تلاشت أو تكاد سابحة في مساحات جارحة من الأسى لتزحف الأيام علي قمم الأشواكِ، يراود أطيافاً ، تتسلل مرتعشة مترنحة،تقتحمه دون إذن، صارت الارض تعزف ترانيم ألم، ليهرول كل مساء بوجع يحتضن همسات أصواتهم البعيدة، ينشد سلاما مستحيلا،من صور الماضي الذي يتهاوى أمامه،عند الحد الفاصل بين صوت سوط رحيلِهم ، وركل أقدامهم بقسوة ، ينتفض واقفا، متحديا زيف مشاعرهم و روح الصخب السائد فيه عندما تحوم أطيافهم ؛ وعناد السطورالجامح ،يتسلل إلى حفرة يعانق دهشته علي ضفافٍ فقد فيها المقدرة على المحاورة، بلهجة حزينة ممزوجة بقليل من الرجاء،\" لتدور رحي الغروب تطحنه، وتجوب الأماني البائسة في استكانة طولا وعرضا ،و رياحُ هوجاء، بتخاريف الاحتضار ، تبعثر كل خُطاه، يرتجي كف السراب، داخل سراديبالنفس الذائبة ، فيخرج عن ذاته، يُعلن عن صرخة مكبوتة ، . تتجسّد في كلمة يشوبها ترهّل، تكتّم نزيف القلم على أرصفة الورق ليتسكعُ تحت غصن زابل وغطاء من خيوط العمر المتسرب من ثقوب الزمن ، يحس بأنفاس الليل،،بوخز الصمت ،والسكون يشهق و ينفضُ ما علق به من غبار الذي شوه الوقت ، يتحسس المكان يجرُ أذيال الإنكسار ، ، يشعرُ بقشعريرة الفقدْ والإحتياجْ يتلمس خيالات لإنسان هارب من قدره الداخلي ، يتلفت يمنه ويساره، ويغرس سكاكينَ الحزنِ في صدرِه، وتفاصيلَ يُريدُ دفنها تحتَ باطن الأرضْ على وريقات مشحونة بالبؤس، لن تكترث لصراخاته، يوماً أو توسلاته واستجدائه ، وحين تنامُ أحزانه وتوصد أبوابها، يَمتطيْ صهوة البوحْ فَيسطر حكايةًمغمض العينين بتفاصيل الشجن، ويسدِل سَتائِر الصَمتِ ، ليتَحررْ منْ كلِ شيءْ و يعتنق الحرف الذي مازال لم ينضب بعد.\"

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


انجي علي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/05/18



كتابة تعليق لموضوع : تجاعيد\" السطور الغارقة\"
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net