يحمل حقيبة الأقلام على الكتفِ ، قاطعاً المسافات إلي السطور الغارقة بالصمتِ، بلا قصيدةٍ، بلا شعرٍ، ولا هوية،بين الازقة و الغربةِ ، يجلس لفترات طويلة.، يتجاوز ذعره وضعفه المثقل بالهمومِ.، يستر الجراح العارية ،و يُسدل ستار الشوق المهترئ، بوخز الحنينِ الساكن في أزقة الاندثار،ويبادر بالتحية و السلام،
يسكنُ بين تجاعيد الأحرف، و هذا الخيال ؛الممتد داخله ، الذي يتلصص على ملامحه ؛ يسافرَ عبثاً في الفراغِ ، يحاصر الذاكرةَ المسلوبة ، كأرض جرداء من الفكر ، فوق سطور مجهولٌة ، وتحت غموض أحرف تَدَلَّتْ من لغة مقهورة ، لتروي ظمئه برشفة أثناء ساعات الهروب من الشلال الهادر من عينيِه ،\" يتساقط ماء العرق، يحاولُ الاستكانة تحت ظلال قفزت من بين سراديب الغربة ،لكتلة عظام منسية تعشش بأعماقه الخيبات المتلاحقة ،تحت قطرات الحزن في أرخبيل الاوهام ،و أسماء لفصول متناقضة، تبعثره في زاوية مظلمة،وجسد مرتجف يترنح من خوف مهيب علي كومة من ركام,تمددت على دروب تهالكت من بقايا شوق مشلول ، يمضي مخلخلً من الأحلام التي تلاشت أو تكاد سابحة في مساحات جارحة من الأسى لتزحف الأيام علي قمم الأشواكِ، يراود أطيافاً ، تتسلل مرتعشة مترنحة،تقتحمه دون إذن، صارت الارض تعزف ترانيم ألم، ليهرول كل مساء بوجع يحتضن همسات أصواتهم البعيدة، ينشد سلاما مستحيلا،من صور الماضي الذي يتهاوى أمامه،عند الحد الفاصل بين صوت سوط رحيلِهم ، وركل أقدامهم بقسوة ، ينتفض واقفا، متحديا زيف مشاعرهم و روح الصخب السائد فيه عندما تحوم أطيافهم ؛ وعناد السطورالجامح ،يتسلل إلى حفرة يعانق دهشته علي ضفافٍ فقد فيها المقدرة على المحاورة، بلهجة حزينة ممزوجة بقليل من الرجاء،\" لتدور رحي الغروب تطحنه، وتجوب الأماني البائسة في استكانة طولا وعرضا ،و رياحُ هوجاء، بتخاريف الاحتضار ، تبعثر كل خُطاه، يرتجي كف السراب، داخل سراديبالنفس الذائبة ، فيخرج عن ذاته، يُعلن عن صرخة مكبوتة ، . تتجسّد في كلمة يشوبها ترهّل، تكتّم نزيف القلم على أرصفة الورق ليتسكعُ تحت غصن زابل وغطاء من خيوط العمر المتسرب من ثقوب الزمن ، يحس بأنفاس الليل،،بوخز الصمت ،والسكون يشهق و ينفضُ ما علق به من غبار الذي شوه الوقت ، يتحسس المكان يجرُ أذيال الإنكسار ، ، يشعرُ بقشعريرة الفقدْ والإحتياجْ يتلمس خيالات لإنسان هارب من قدره الداخلي ، يتلفت يمنه ويساره، ويغرس سكاكينَ الحزنِ في صدرِه، وتفاصيلَ يُريدُ دفنها تحتَ باطن الأرضْ على وريقات مشحونة بالبؤس، لن تكترث لصراخاته، يوماً أو توسلاته واستجدائه ، وحين تنامُ أحزانه وتوصد أبوابها، يَمتطيْ صهوة البوحْ فَيسطر حكايةًمغمض العينين بتفاصيل الشجن، ويسدِل سَتائِر الصَمتِ ، ليتَحررْ منْ كلِ شيءْ و يعتنق الحرف الذي مازال لم ينضب بعد.\"