الاعلام في مواجهة الارهاب (2-3)
عبد الزهره الطالقاني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تناولنا في العمود السابق مقررات جامعة الدول العربية ممثلة بمجلس وزراء الاعلام العرب حول اختيار يوم 21 نسيان ليكون يوما للاعلام العربي وان يتخلل الاحتفال بهذا اليوم مجموعة برامج وفعاليات .. فعلى الصعيد المحلي دأب قسم الاعلام والاتصال الحكومي في الامانة العامة لمجلس الوزراء والجهات الساندة واللجنة التحضيرية التي شكلت لهذا الغرض على حرق المراحل والعمل اليومي من اجل الاعداد الجيد لاحتفالية هذا اليوم.
فقد شكلت الامانة العامة لمجلس الوزراء لجنة تحضيرية ضمت ممثلين لعدد من الوزارات والجهات غير المرتبطة بوزارة واعلن عن الاحتفالية وموعدها والمسابقة في وقت مبكر مع اقامة مجموعة ورش عمل واجتماعات وتخصيص جائزة سنوية وتكريم شهداء الصحافة العراقية والجرحى من المراسلين الحربيين وشخصيات اعلامية مرموقة ومتميزة .. اضافة الى تكريم مدراء الاعلام في المؤسسات الحكومية واقامة مجموعة من الفعاليات الفنية: منها معرض للصور الفوتوغرافية وعرض افلام وثائقية تسلط الضوء على الاعلام الحربي وجرائم داعش واقامة معرض للصحافة العراقية وفعاليات فنية اخرى تقدمها الفرقة السمفونية العراقية والفرقة العراقية للتراث الشعبي.. ليس هذا وحسب بل تم التوجيه بتنظيم فعاليات فرعية في المحافظات العراقية بالتزامن مع الفعالية المركزية التي قرر لها ان تكون في مجمع ساحة الاحتفالات بكرخ بغداد وفي مسرح المنصور والمنشآت الملحقة به.
وشكلت في حينها لجنة فرز لاستلام الاعمال المشاركة في المسابقة والتي اشرنا اليها في المقال السابق ، وهي في مجالات الاعلام الاستقصائي والعمود الصحفي والصورة الفتوغرافية ، واختيار الاعمال التي تنطبق عليها الشروط التي تبنتها اللجنة العليا للتنافس وفقاً للمعايير التي وضعتها جامعة الدول العربية وشكلت ايضا لجنة للتحكيم تضم في عضويتها اساتذة من كليتي الاعلام في جامعتي بغداد والمستنصرية حيث تقوم هذه اللجنة باختيار النصوص والمشاركات الافضل والاعلان عنها في يوم الاحتفال .
الى هنا والامور تبدو طبيعية جداً فالاهتمام بيوم الاعلام العربي لم يكن من الجامعة العربية فحسب ، بل امتد الاهتمام ايضا الى عواصم البلدان العربية ومنها بغداد .. وما هذه الاستعدادت الا مؤشر مهم على ان القائمين على الاحتفالية حريصون على اظهارها بالمظهر اللائق .
ان ظاهرة الاحتفال بيوم الاعلام العربي لها مجموعة دلالات ومؤشرات لعل اهمها ، ان الاعلام لم يعد قطاعاً ثانوياً .. بل هو اساسي وله امتدادات وتأثيرات في مختلف القطاعات الاخرى السياسية منها والامنية والاقتصادية والاجتماعية .. بل لا يكاد قطاع من القطاعات يستغني عن الاعلام وآلته وفنونه المختلفة..
ان التطور التكنولوجي الهائل في قطاع الاتصالات والاستخدامات المتعددة للمبتكرات واجهزة الاتصالات الحديثة الممثلة باجهزة الاتصال الذكية والبرامجيات وشبكة الانترنت والاجهزة الوسيطة اضافة الى تقنيات اخرى تتمثل في برامج الاتصال السريع المعزز بالصوت والصورة جعل هذا القطاع متفوقاً على القطاعات الاخرى . كما ان انتشار مواقع التواصل الاجتماعي قَرَبَ المسافات وفتح ابواب الحريات واسعة امام انتقال المعلومة وانتشارها .. فما عاد لاية جهة رقابية السلطة على تحديد نشر معلومة او حجبها .. وهذا ما عزز سلطة الاعلام واستقلاليته ، هذه السلطة التي سميت دائما بالسلطة الرابعة بعد السلطات الثلاث ، وهي التشريعية والتنفيذية والقضائية .. اصبحت مكملة لتلك السلطات ومن العبث الحديث عن الديمقراطية دون توفير اجواء وبيئة صحية للاعلام.
ان اهتمام العراقيين بالاحتفال بيوم الاعلام العربي يأتي من بابين مهمين الاول ان الاعلام اسهم وما زال يسهم بفعالية مشهودة في التغييرات والاصلاحات ومكافحة الفساد ومعالجة الاخطاء وتوجيه النقد لنقص الخدمات ورصد الظواهر السلبية وسوء الاداء في بعض المؤسسات الرسمية .. والباب الثاني ان دورة العام الماضي وهي الدورة السادسة والاربعين لاجتماعات مجلس وزراء الاعلام العرب قد اختارت شعاراً مهما وهو (الاعلام في مواجهة الارهاب ) وهو ما يصب في صلب القضية العراقية حيث عانى العراق طويلا من ظاهرة الارهاب وما زال يعاني وما زالت بعض مدنه تحت سيطرة العناصر الارهابية من تنظيم داعش .. وحتى يحين تحرير جميع المدن العراقية .. فان الاعلاميين العراقيين متمسكون بشعار "الاعلام في مواجهة الارهاب"... (يتبع)
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
عبد الزهره الطالقاني

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat