صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

التجاور الذئبوي!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

إذا كان جارك ذئبا , فعليك أن تكون ذئبا ذؤوبا لكي تعيش بسلام , فالذئاب تهاب الذئاب , وإن تقاتلت فأنها تتحسب كثيرا ولا تستطيع أن تأكل بعضها.

 

أما عندما يكون جارك ذئبا , وتكون خروفا أو حملا وديعا , فماذا تتوقع وتترتجي؟!!

أ ليس مصير الخروف الإفتراس؟!

فالذئاب تحب أكل الخرفان , وتجدها من أسهل الصيد وذات لحم لذيذ.

 

وبعض المجتمعات تحوّلت إلى خرفان , وجارها يزداد تذؤوبا وتأسّدا , وتتوقع منه المحبة والمودة والسلام!!

فأية حماقة هذه  , وأية سفاهة وبُقل؟!!

 

وكم تناقلت الأجيال القول التالي:

"إذا لم تكن ذئبا ذؤوبا بالت عليك الثعالب"!!

فكيف إذا كنت خروفا مثاغيا راتعا تابعا , قابعا في حضائر هذا وذاك من المُسَخّرين لتحضير الخرفان للجزر والإفتراس؟!!

 

إنّ اللوم لا يقع على الذئاب , لأن لديها مخالب وأنياب وتجوع فتبحث عن الطعام , وحتى إذا شبعت ورأت فريسة , فأنها تقتلها وتحفظها لتكون جاهزة عندما تجوع.

 

لكن اللوم كل اللوم يقع على المجتمعات التي خلعت أنيابها وقلّمت مخالبها , وإرتضت ن تكون في حضائر الخرفان , والذئاب تحاوطها وتحاصرها , وتمنعها من رفع رؤوسها , وإنما عليها أن تبقى راتعة في هوانها , وتأكل من فضلات ما يُلقى إليها من الطعام.

 

فكيف تتحول المجتمعات إلى خراف وتستلطف صولات الذئاب , وتأنس بتبعيتها لها , وهي تعرف أن مصيرها سيكون بين أنيابها؟!!

 

إنه لغز سلوكي محيّر , لا يمكن تفسيره إلا عندما تتحول الأديان والعقائد إلى تجارة بضاعتها البشر المغلوب على أمره.

 

فكل ذئب قد وضع على رأسه تاجا وأطلق ما يميزه , ويمنحه هيأة الوحش الكاسر الذي لا يتعب من الإفتراس.

 

فهل ستستفيق الخرفان وتتعلم سلوك الذئاب , لكي تخشاها الذئاب المتكالبة المتأهبة لمزيد من الإفتراس؟!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/04/14



كتابة تعليق لموضوع : التجاور الذئبوي!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net