صفحة الكاتب : عباس الكتبي

اضمنوا لي تغيير العبادي اضمن لكم الاصلاحات!
عباس الكتبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ما هو معروف في العلوم السياسية، وعند المعنيين في الشأن السياسي، وإدارة الدولة، ان مفهوم التكنوقراط قائم على ثنائية متلازمة، كتلازم الحرارة للنار، وهذه الثنائية هي:"الاستقلالية، والتخصص".

ان دعوة رئيس الحكومة"العبادي"، الى تغيير وزاري على اساس التكنوقراط هو يرأسه، دعوة غير صحيحة وغير موفقة، فالعبادي ليس مستقلاً ولا متخصصاً في إدارة الحكومة، وهذا ابسط ما يحتج به عليه من قبل الأطراف السياسية الأخرى؛ فطلب العبادي فريق وزاري تكنوقراطي برئاسته، هو التفاف على مفهوم التكنوقراط، وتفريغه من محتواه الحقيقي.

لذا حاول بعض من المحسوبين على حزب الدعوة، بما فيهم حيدر العبادي، ان يضعوا على هذا المفهوم مكياج، ليبدو بصورة جميلة يقبلها الجمهور، فقالوا بالتكنوقراط السياسي، يعني نفس المحاصصة الحزبية والسياسة، لكن تخصصية، وبالنتيجة تحصيل حاصل لحكومة المحاصصة.

دعوة العبادي الى تغيير  وزاري شامل؛ فيها مبالغة من التشكيك والطعن بكافة الوزرء، والحكم على الصالح والطالح على حد سواء، وهذه مغالطة كبيرة جداً، كما ان فيها القاء بالفشل على الشركاء الآخرين، وعصمة رئيس الوزراء وحده! في الحقيقة اني ارى هذه الدعوة، هي استهداف سياسي من حزب الدعوة للمكونات البقية، أكثر مما هي دعوة للاصلاحات، كذلك هي اشغال للرأي العام بقضية، عن القضية الحقيقية التي طالبت بها المرجعية والمتظاهرين في ضرب الفاسدين، في الحكومة السابقة.

لو كانت الكتل السياسية المشاركة في الحكومة بوزرائها، عندها نظام شهري معلن على فضائياتها في محاسبة وزيرها، ماذا قدم؟ ماذا انجز؟ حتى يطّلع الناس عليه، فأن أساء الوزير تعاقبه كتلته وتقيله، وأن احسن تثيبه وتظهر انجازاته للناس، لو فعلت الكتل هكذا لفوتوا الفرصة على العبادي، ووقع في حرج شديد نتيجة الضغط عليه في مطالبته بضرب الفاسدين، لان الحزب الحاكم يجيد فن المراوغة والمغالطة في العمل السياسي.

بعد عام 2003، كلنا يعلم ان ادارة الحكم في العراق، بني على التوافقات والمحاصصات السياسية، وفق الأستحقاق الانتخابي، وهذه المعادلة من الصعب تغييرها، في ظل عراق متعدد الطوائف والقوميات والاحزاب، وحتى لو أتت حكومة تكنوقراط، فهي لا تخرج عن هذه المعادلة الديمغرافية، حيث كلّ يجر النار الى قرصه!

إذاً ما هو الحل في العراق؟ نحن رأينا الدعوات السابقة الى حكومة التوافق، والوحدة الوطنية، والشراكة الوطنية، لكن جميعها فشلت، فهل ستنجح حكومة التكنوقراط؟

الجواب يكمن في حلّين لا ثالث لهما:

الاول- حكومة تكنوقراط وفق مفهومها الصحيح تشمل الحكومة الحالية بدون استثناء.

الثاني- حكومة أغلبية سياسية، تقوم بتغيير رئاسة الوزراء، واخراحها من الحزب الحاكم، فيكفي 12عاماً من الحكم لهذا الحزب، ولم يقنع الناس بإدارته للدولة، فماذا يريد بعد؟! ما لم تتغيير رئاسة الوزراء بأحد هذين الحلّين فلا اصلاحات ترتجى أبدا.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس الكتبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/03/23



كتابة تعليق لموضوع : اضمنوا لي تغيير العبادي اضمن لكم الاصلاحات!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net