السباب والشتائم .. عندما تنحدر الثقافة!!!
كرار حسن
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كرار حسن

لم تعد حالة السباب والشتائم والكلام البذيء ظاهرة عابرة في مجتمعنا العراقي حتى نقول عنها ظاهرة وتنجلي ولا داعي لايلائها كثيرا من الاهتمام ! ولو ان حتى الظواهر الاجتماعية جديرة بالاهتمام والدراسة في المجتمعات المتحضرة التي تحترم الفضيلة وتنشدها وتستنكر الرذيلة وتنبذها.
فكيف لو انها انتشرت واصبحت ثقافة اجتماعية عامة ومستشرية! بل كيف بها لو اضحت لغة \"النخب\" و \" المثقفين\" بل وحتى بعض \"رجال الدين\"!! .
نحن مجتمع \"مسلم\" وكثير منا يدعي التديّن والالتزام بتعاليم الاسلام واحكامه وهي تعاليم واحكام واضحة وضوح الشمس تنهى عن ذلك جهارا نهارا وكما تقول الزهراء (ع) \"صراخا وتلاوة والحانا\" فيقول تعالى ( ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون) ويقول الرسول الاعظم (ص) (انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق) ويقول ايضا(سباب المسلم فسوق وقتاله كفر) ويقول امير المؤمنين (ع) في القصة المعروفة مع بعض انصاره عندما سمعهم يشتمون اعدائهم في جيش معاوية!! (كرهت لكم ان تكونوا لعانين شتامين ، تشتمون وتتبرؤون ، ولكن لو وصفتم مساوئ اعمالهم ... الخ الحديث) حسب فهمي القاصر فان تلك النصوص الشريفة تنطلق في نهيها ايانا من منطلقين اثنين ..
اولهما: منطلق قيمي اخلاقي ينبع من صميم رسالة الاسلام الحنيف التي تتناقض تماما ولغة السب والشتيمة ، والفحشاء والمنكر ، وثانيهما : انها ليست لغة ذات نفع يرتجى او مكسب يبتغى للعقيدة الاسلامية او في احقاق حق او ادحاض باطل بل على عكس ذلك فهي تجعل المقابل المدعوا يتمادى في غيه ويبتعد اكثر عن ما تدعوه اليه وذلك مخالف لقوله تعالى (وادعوا الى سبيل ربك بالحكمة والموعضة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن) فضلا عن انه مخالف لمنطق العقل السليم ويعطي دلالة واضحة لا تقبل الشك بان صاحبه ليس بذي حجة ثابتة قوية مما يجعله يستنجد بهذه الاساليب البذيئة والرديئة للدفاع عن نفسه او عن ما يؤمن به ويتبناه.
لم يقتصر الامر على الشتائم في ما بين الاشخاص انفسهم بل تعدى ليشمل قذف الاعراض واتهامها بالفحشاء والمنكر !! ثم التعرض للذات المقدسة !!! نستجير بالله ونعوذ به.
ينتشر ذلك في كثير من الاماكن العامة واكثر منها في العالم الافتراضي ومواقع التواصل الاجتماعي ولا يكاد يخلو موقعا واحدا ولا موضوعا واحدا من ذلك النوع من التعليقات (الشتائم ...) اما اذا كان الموضوع المطروح سياسيا او دينيا فعندها حدث ولا حرج.
فهل نحن مجتمعا مسلما او متحضرا حقا؟
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat