صفحة الكاتب : ياس خضير العلي

الصحافة غلبتها الفضائيات التلفزيونية والأنترنيت !
ياس خضير العلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
فقدت الصحافة العراقية المطبوعة تأثيرها في الجمهور لان حجم الأقبال أصبح شبه معدوم وكما يكون الجمهور تكون صحافته والسبب ان الصلة الرابطة بينهما انقطعت بسبب الغزو التلفزيوني الفضائي وتخصص الصحافة وتبعيتها لجهات سياسية واعتمدت على شبكة الانترنيت كمصدر للخبر الجاهز وكانت الصحافة السلطة الرابعة تسمى لكنها لو ملكت التأثير على الرأي العام للجمهور وقادته لأصبحت السلطة الأولى ولكن طغيان التلفزيونات الفضائية وشبكة
الانترنيت من مواقع التواصل الاجتماعي التي منحت الحرية للجمهور بان يعبر عن رأيه
ويصل صوته الى كل العالم بشكل مباشر صورة وصوت ,تواصل مباشر, والصحافة أنقادت الى
من يمولها والى صاحب الامتياز الجهة السياسية التي تتبع لها وبهذا انحطت الصحافة
من مرتبة قيادة الجمهور والرأي العام الى مرتبة الانقياد الى المالك للمؤسسة
الصحفية وهذا يعني فقدان المهنية والمصداقية وممارسة دور دعائي .
 
ألا أنها لا تخلو من
توجهات نشر الثقافة والأدب والعلم والسياسة ونشر المقالات لكننا نعرف ان اللوم على
الحكومة التي لم تيسر للصحفيين قول ما يريدون وتحد من نشاطهم لأننا لا نمتلك شبكات
لجمع الخبر ميدانيا معزز بالصورة وحتى التعامل مع وكالات الأنباء الدولية أصبح من
الماضي لأنه يحتاج الى تمويل مالي لذا أصبح التطفل على شبكات الانترنيت مصدر للخبر
الجاهز دون التحقق من صحته وبلك تأثرت مصداقية الصحافة العراقية لفقدان رأس المال
الكبير لأدارة هذه الصحف وأصبحت تعتمد التمويل المالي من الأعلانات التي توفرها
الجهة السياسية التابعة لها وأهملت رضا الجمهور وحاجته الى الرسالة الثقافية والأخبارية
بما فيها من حقائق وتوجيهات صحيحة وأصبحت محتكرة للممولين الذين يتقاسمون أعلانات
الحكومة والشركات التجارية الكبرى التابعة لهم لذلك المساعدة الكبرى التي على
الحكومة والبرلمان تأديتها للصحافة بان تتركها وشأنها لان سيطرتها أفسدت الصحافة
من خلال انجذاب العاملين فيها بعطايا مالية وامتيازات خاصة أكثر من ما يتقاضونه من
عملهم الصحفي وأصبحت حتى تأتي من جهات خارجية , ونادى الكثيرون بما سمية قانون
حماية الصحفيين الذي لا مبرر له ألا أذا كان نضام داخلي لنقابة الصحفيين والمفروض
القانون العام للدولة الذي يسري على كل فرد بالمجتمع فيما يختص بالسب أو الشتم أو
التشهير أو القتل أو الأعمال الأخرى ما يسري على الجميع يسري علة الصحافة أن
اقترفت الذنوب التي يعاقب عليها القانون وانطبق عليها مواده وتحاكم او يحاكم العدالة
الصحفيين  المقترفين لهذه الذنوب ولا حاجة
لقوانين خاصة بالصحافة غير القوانين العامة التي تحكم المجتمع والأفراد كافة أما
حرية النشر في الصحافة فهي مرتبطة بالحكومة كلما كانت قوية ولها شعبيتها فسحت
المجال للنشر وكلما تزعزعت أركانها لجأت الى التضييق على الصحافة , لأنه الرقابة
في أوقات الخطر وأوقات الحرب و الطوارىء تبادر الصحافة من باب المنافسة الصحفية
الى السبق الصحفي لزملائهم بنشر أخبار يبدو لهم عن حسن نية أن لا خطر في نشرها,
بينما ترى الحكومة الخطر كل الخطر في هذا النشر ويمكن التغلب على هذا بان تكون
الرقابة حكومية مشتركة مع العاملين بالصحافة ونقابتها ويكون هناك  اتفاق بين العاملين بالصحافة والحكومة أثناء الأزمات
بالامتناع عن نشر الأخبار أو التعرض لبعض المواضيع ألا بعد التأكد من مصدر الخبر
وصحته وتوثيقه وهي مسؤولية في هذه المواقف على المحررون كبيرة لان واجبها أن ترفع
الجمهور الى مستواها الذي تمزج فيه بين الحرية المسؤولة وواجبها كأداة تهذيب
وتثقيف وتوجيه صالح للجمهور وتزويده بالأخبار وتحليلها وكسب  ثقته لتحقق الاستمرار بالانتشار وكسب الرأي
العام لتأسس للصحافة خطتها أستراتيجية طويلة الآمد لأننا لا زلنا نعاني من عدم
وجود وكالة أنباء منتشرة تستطيع تزويدنا بالأخبار والتفاصيل من موقع الحدث ومصادر
الخبر الأكاديمية المعروفة ومنها الحكومة من مؤسسات الجيش والشرطة والأطفاء والصحة
بمستشفياتها وأقسام الطوارىء ألخ .
 
وكالة رويتر للانباء
نموذج عالمي للعمل الصحفي الأهلي الغير مرتبط بحكومات , رويتر هو رجل ولد في اسرة
يهودية في مدينة كاسل الالمانية عام 1816 م ثم اعتنق الديانة المسيحية وعمل في نشر
الكتب ثم هاجرة الى باريس وعملة هو وزوجته في مكتب متخصص بنشر الأخبار يملكه (
هافاس ) ولم يلبث رويتر وان أسس مكتب صغير متخصص بنشر الأخبار , اشتهر رويتر بنزاهته
كان اهتمامه بالبداية بنشر أخبار البورصة والاقتصاد وكانت البورصة في مدينة بروكسل
ومكتب رويتر في مدينة آكن وبين المدينتين مسافة يقطعها القطار في تسع ساعات فيحمل
وكلائه في بروكسل أخر أنباء السوق مكتوب على ورقة رقيقة في كيس حريري تثبت تحت
جناح الحمام الزاجل , فيوزعها رويتر على المشتركين من التجار , كان يقفل الباب على
عملائه عند تسليمهم الأنباء ليحافظ على سرية الأخبار ورفع ثمنها , وتقدم العلم عام
1851م فاستخدم التلغراف , واستقر رويتر وأهله 
في لندن, فوجد الصحافة التي تغلبت على حكومتها , فاثبت جدارته واعترفت به
الصحف فصارت تدفع له كل صحيفة لندنية اشتراك صحفي لتحصل منه على الأخبار , وعمت
سمعته بالعالم فمنحته المانيا لقب بارون ومنحته الملكة فكتورية امتيازات النبلاء
المقيمين في لندن وأصبحت وكالة رويتر وكالة أشبه بالهيئة العامة (خرجت من سيطرة
العائلة ) , عام 1941 م اتفقت رويتر ووكالة الصحافة المتحدة الأمريكية ( اسوشياتد
بريس ) اتفقوا على نشر الأنباء في العالم الحر ,احترام العالم لنه يجمع الأخبار
الصحيحة لا أن يختلقها وكان  يبعث مراسلين
الى كل العالم بما فيها جبهات الحروب وكانت الحكومة تمحه فرصت نشر الأخبار بحرية
وأصبحت تنافس وكالات الأنباء العالمية وتميزت بنزاهتها واستقلالها وخلوها من التحيز
فأصبحت مصدر للأخبار للعالم كان  لعلاقاتها
الدولية وبذلك لم تحرم  العالم من معرفة
الحقيقة لكل الأرض .
 
نحن لا نلوم الصحافة
العراقية بالاعتماد على شبكة الانترنيت كمصدر للخبر لأننا لا نملك وكالات أنباء
تمتلك مواصفات هذا النموذج من الوكالات الدولية ومن يمنح امتياز أصدار جريدة أو
صحيفة في العراق نقابة الصحفيين فقد منح الأشخاص في العراق حق أصدار جريدة مطبوعة
كتب عليها انها يومية بل انها تصدر بالاسبوع مرة متضمنة بداخلها صفحات أعلانية
تنشر للحكومة ومؤسساتها وأعلانات الأفراد التي يوجب الأعلان عنها في ثلاثة صحف
عراقي وهذا تشريع قديم منذ عشرينات القرن الماضي عندما كان لدينا جريدة واحدة
رسمية هي الوقائع الراقية لتوثيق تاريخ العراق وكحق للمواطن للأطلاع على سير وعمل
الحكومة العراقية وقرارات القضاء والمحاكم العراقية لغرض تقديم طلب النقض او
الاعتراض خلال المدة القانونية , لكننا نجد مثل هذه الصحيفة أو الجريدة بالأسبوع
مرة تصدر وتطبع بعدد ألف نسخة فقط وهي الحد الأدنى المفروض لكل جريدة ان تطبع به
وهذا العدد عندما نقسمه الى ثلاث  نسخ لكل
معلن فيها فلى يتبقى من الآلف نسخة ولا نسخة لتوزيعها على الجمهور او المكتبات ,
لأنها أساسا لا تمتلك مشتركين وتجد العاملين فيها صاحب الامتياز وعائلته كمحرر
ومنضد او اخراج صحفي أو أدارة او قسم مالي وتجدهم يتخذون نصف شقة في بناية كمكتب
وأكيد هذه الشقة ملك لصاحب الامتياز. 
 
الصحفي العراقي 
 
ياس خضير العلي
 
مركزياس العلي
للآعلام _صحافة المستقل
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ياس خضير العلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/07/08



كتابة تعليق لموضوع : الصحافة غلبتها الفضائيات التلفزيونية والأنترنيت !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net