صفحة الكاتب : ناصر الشجيري

العراق والملحمة الكبرى
ناصر الشجيري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
هي ليست ملحمة او معركة كالمعارك التقليدية التي تستخدم فيها البنادق والدبابات والطائرات العراق بحاجة الى ملحمة فكرية تنويرية كبرى سلاحها الاقلام ذخيرتها  الفكر السليم نحتاج الى حملة توعية شاملة تنبذ التطرف والارهاب والطائفية والمغالاة وهذا يقع على عاتق منظمات المجتمع المدني والمثقفين البعيدين عن السياسة والاحزاب فالعراق يمر بمرحلة خطيرة ولاشك ان كل ماجرى على العراق سببه انعدام الثقافة والوعي لدى الشعب وهذا نتاج سنوات الحرب والفقر والعوز والحرمان فعندما نعود الى حقبة السبعينيات من القرن الماضي ونطلع على الارشيف العراقي نجد ان المجتمع العراقي كان نموذجاً يحتذى به وفي مقدمة الدول العربية والجارة في الثقافة والتفكير كان الشباب العراقي طموحاً ذو افكاراً مختلفه لديه الاتكيت الخاص به حتى في الملبس وفي طريقة التفكير والتعبير عن الرأي ذالك الجيل الذي ترك لنا ارثاً ادبياً وفنياً خالداً لا يمكن ان يمحى ، ومع دخول العراق بحرب طويلة دامت لثمان سنوات مع ايران وبعدها غزو الكويت وفرض حصار دام ثلاثة عشر سنة اظطر الكثير من اطفال وشباب العراق الى ترك الدراسة والبحث عن لقمة العيش مع هجرة كبيرة للمثقفين واصحاب الكفاءات لكن رغم كل هذا بقي المجتمع العراقي متماسكاً محافظاً على ثقافته رغم قساوة الظروف ولكن الظربة القاضية كانت بعد الاحتلال الامريكي ومع دخول الاحزاب الطائفية التي قادت البلاد حيث انتشر الفساد والسرقة ولعبت هذه الاحزاب على الاوتار الطائفية وانجرت فئة كبيرة من المجتمع العراقي للاسف خلف هذه الاحزاب ،  ومع الاستهداف الكبير للمثقفين والكفاءات شهد العراق هجرة غير مسبوقه لهم ولم يبقى امام الشباب العراقي الا الانتماء الى الاحزاب الطائفية الفاسدة او المكوث معدماً في البيت  ومنهم مع الاسف من انجرف ودخل في مستنقع الارهاب لعدم توفر فرص عمل توفر العيش الكريم للأسف لم يستطع المجتمع العراقي مدة ثلاثة عشر سنة من تغيير وطرد الفاسدين الذين دمروا البلاد وانهكوا العباد ، والتطور الكبير في وسائل التواصل الاجتماعي كان له الاثر السلبي حيث انتشرت المواقع التي تحرض على الطائفية والعنف وصار الشباب العراقيين يتبادلون الشتائم والمسبات من اجل دول او اشخاص وتناسوا انهم ينتمون الى العراق مهد الحضاره فالعراق من علم الناس القراءة والكتابة اصبح في مقدمة الدول من حيث ارتفاع نسب الامية في المجتمع والجامعات العراقية خرجت من التصنيف الدولي لافتقاره الى ابسط معايير الجودة العلمية دعاة الدين صاروا يدعون الى طوائف ومذاهب معينة ويطعنون بأخرى وتناسوا الدعوة الى الله من يدخل السياسة صار همه الوحيد كيف يجني المال وصارت السياسة تجارة يدخلها العراقي من اجل تحقيق المكاسب المادية والامتيازات الشباب العراقي يقدسون اشخاصاً ومذاهب واحزاب ولا احد يقدس العراق يستميتون بالدفاع عن دول جارة ولا احد يستميت بالدفاع عن العراق الندوات الثقافية والمنتديات جلها يقام برعاية احزاب سياسية فاسدة زادت الطين بله وفاقمت المشكلات لذالك على التيار المدني الواعي ان يأخذه دوره بتوعية الشباب وتصحيح الافكار علينا ان نتعلم حب الوطن والمواطنة ، علينا ان نعي ان الدين لله هو من يحاسب العبد لانحن والنصيحة تكون بالحكمة والموعضة الحسنة لا بالشتم والانتقاص  والا فلا يمكن الخلاص من هذه المرحلة المظلمة والخروج منها الا بنهضه فكرية عمادها الشباب .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ناصر الشجيري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/03/01



كتابة تعليق لموضوع : العراق والملحمة الكبرى
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net