صفحة الكاتب : هايل المذابي

كيف نُسخر التكنولوجيا في خدمة العلوم والفنون!
هايل المذابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كانت العرب في الجاهلية ترى في الشعر إلهً للثقافة وكان نبوغ شاعر في القبيلة يساوي مجداً لها لايضاهيه مجد وقد قال أحدهم في معلقة عمرو بن كلثوم" ألهت بني تغلبٍ عن كل مكرمةٍ.. قصيدةٌ قالها عمرو بن كلثومِ" وبعد ذلك جاء عصر الإسلام فقال عمر بن الخطاب " كان الشعر علم قومٍ لم يكن لهم علمٌ غيره" ورغم هذا ظل نموذج المعلقات الجاهلية هو النموذج الأعظم لعصورٍ كثيرة بعد مجيء الإسلام فعندما سئل العتاهية عن سبب خروجه عن العروض قال " سبقت العروض" تأكيداً على الإنتماء للنموذج القديم للشعر وهنا كانت مهمة النقاد التي أصبحت تصحيح هذه النظرة فيقول الجاحظ أهم النقاد في عصره " ما على الناس من شيءٍ أضرّ من قولهم ما ترك الأول للآخر شيئا" وأعاد إنتاج هذه الفكرة أبو عثمان المازني بقوله " لا ينفع المتقدم تقدمه إذا قصّر و لا يضرّ المتأخر تأخره إذا أجاد" ليأتي الشاعر أبو العلاء المعري ويقول تعبيراً عن كل ذلك " و إنّي و إن كنت الأخير زمانه .. لآتٍ بما لم تستطعه الأوائلُ".
وكان هذا التعبير صريحاً في لفظه على لسان هؤلاء و أكثر منهم ليأتي تعبيراً فعلياً إستفاد من هذه المقولات والرؤى النقدية على يد أبو تمام وأبو نواس من قبله والبحتري وغيرهم. لكن حالهم في عصرهم كان حال كل محدث وجديد في أي عصر فالتقليديون يعتبرون الضلال فردي والصواب جماعي في كل زمن وفي كل المجالات..
الشيء الوحيد الذي لايجده كل جديد ومحدث في عصره هو الرعاية والاهتمام والانتصار له وهكذا كان الحال عبر التاريخ وهذا شيء قاتل بالطبع لكل صاحب علم أو فن فيموت دائماً مقهوراً وربما منبوذاً أيضاً وفي عصرنا وبرؤية نقدية توجب على كل مجدد وصاحب فن إستغلال هذه الطفرة العظيمة للتكنولوجيا ليتجاوز تلك المشكلة التي عانى منها الكثير عبر التاريخ من المجددين في العلوم والمعارف والفنون وبدلاً من نظرة قاصرة تتمركز حول الذات ومايحيط بها من تهميش الإنفتاح على العالم كله والترويج عبر وسائل التكنولوجيا لما يملكه الفنان وصاحب المعرفة من رؤية جديدة ستضاف حتماً إلى الرصيد التراكمي للمعرفة والفنون البشرية بإختلاف أن صاحب ذلك سيلمس أثر ما يملكه في حياته ولايموت بقهره.. 
الرؤية هذه ليست بجديدة على الغرب لكن استيعابها لدى العرب لايزال مستعصياً ربما لإنهم لايؤمنون بقدرات بعضهم بل ويعادون بعضهم إلى حد يصبح فيه التشبث بالحياة وماتحتاجه من مأكل ومشرب هو الهم الوحيد الذي يشغلهم. فينسى علمه وفنه دائماً وأحياناً إلى الأبد.
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هايل المذابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/02/25



كتابة تعليق لموضوع : كيف نُسخر التكنولوجيا في خدمة العلوم والفنون!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net