صفحة الكاتب : حسين محمد الفيحان

رسالةٌ الى السيد السيستاني ..
حسين محمد الفيحان
أعلم انك الرجل الذي وجد في زمان يحتاج اليه ، و اعلم انك نهرُ الماء الذي اُسكب على بركان النار المشتعلة فاخمدها بصمته و صبره و حكمته و طول اناته ، و أعلم أيضا انك زعيمٌ  لطائفة عريضة في العراق و لو أردت غير الخير لهذا البلد لأمرت أبناء طائفتك الذين يُقَتلونَ يوميا و ترتكب بحقهم أبشع صور المجازر و الموت أن يثوروا على الجميع انتقاما لدمائهم المباحة و المباعة بابخس الأثمان  !! .
لكنك وقفت على مسافة واحدة من الجميع لتقول لمن جاءك في زمن (مثلثِ الموت ) يستأذنك الجهاد على مناطق المحمودية و اللطيفية و اليوسفية التي احتلها تنظيم القاعدة آنذاك و قطع عندها الطريق إلى بغداد عن المحافظات  الوسطى و الجنوبية وذبح من و قع بيده من أبناء تلك المحافظات في جرائم ومجازر وحشية ..
لتقول لهم : ان اهل تلك المناطق هم اخوتنا بل أنفسنا و أي جهاد سيشعل حربا طائفية لن تحمد عقباها وهذا ما يريده الارهاب نفسهُ ..
حقا كان المخطط الخارجي ينتظر حينها كلمة الجهاد أن تقولها بلسانك لينتهي كل شيء لديه  , فتشتعل الحرب بين الطائفتين .
 فكانت التفجيرات بحق المراقد المقدسة و الذبح و المجازر تزداد يوما بعد آخر على الأبرياء و البسطاء و الجياع و الفقراء ، وانت تدعو إلى الصبر و تفويت الفرصة على العدو . حتى عجزوا عن تحقيق مآربهم بحلمك .
 فلجأوا و من خلال سياسة هوجاء, رعناء و سياسيون فاسدون تلطخت أيديهم بدماء العراقيين و سرقة المال العام إلى احتلال مدن الموصل و صلاح الدين و الانبار و أجزاء من ديالى في مخططٍ يهدف للوصل الى بغداد واسقاطها و السيطرة على البلاد برمتها ,  مُستبعدين أن تأمر شعبك بالجهاد ضد تلك التنظيمات الارهابية (داعش) , حتى جاءت حكمتك هذه المرة بفتوى (الجهاد الكفائي) لتقلب المعادلة على الارض بعد ان كانوا قاب قوسين او أدنى من العاصمة بغداد .
ايها المرجع الديني ..
  بعد اثني عشر عاماً من فساد أغلب الاحزاب السياسية المتصدية و رجالاتها وعدم أكتراثها لامور البلاد و قضايا العباد , فـ عطلوا الزراعة و أوقفوا الصناعة و أشعلوا الحرب بطائفيتهم المقيتة و نهبوا الثروات و تقاسموها بل و هربوها الى الخارج , واستولوا على مباني وعقارات الدولة وكأنها ملكٌ أو أرث لهم ,  ولم يلتزموا بحرفٍ من توصياتكم لهم طوال السنوات الماضية , رغم ادعائهم زيفاً انهم ابناء المرجعية الدينية , فوصل الحال لما هو عليه اليوم من خرابٍ و دمارٍ حقيقي (حربٌ مشتعلة و ازمةٌ اقتصادية خانقة ) , فجاء استيائكم و تذمركم منهم بعدم استقبالهم و ايقاف الخطبة السياسية الاسبوعية في صلاة الجمعة التي كانت توجه اليهم لتصحيح مسارهم ونهجهم  .
ايها المرجع الأعلى ..
بعد مواقفكم الوطنية الابوية المشرفة التي عرفها العراقيون لازال الشارع  المتظاهر و المنتفض في كل جمعة في ساحات التحرير بـ بغداد و المحافظات ينتظر و يترقب حكمتكم و موقفكم  مع هؤلاء السُراق للمال العام و الفاسدون الذين عاثوا في الارض دماراً , فلا يمكن للحال ان يستمر على ما هو عليه و البلاد تنحدر صوب الهاوية والشعب ساخطٌ وغاضب على الحكومة واحزابها  وقد نفد صبرهُ  و اصبحت الاوضاع ... لاتطاق , لاتطاق , لا تطاق , لا ينفعها رئيس الوزراء الحالي و لا حكومة تنكوقراط جديدة تُفَصِلُها الاحزاب مرة أخرى على مقاساتها و حصصها .
 فالجميعُ يعلمُ و يستشعر أن هناك أمراً ستحدثونهُ ليزلل الارض تحت اقدام المفسدين و السراق .. فالشعب ينتظر ذلك الامر الذي يدعم ثورتهِ الشعبية الاصلاحية الشاملة ..  

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسين محمد الفيحان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/02/22



كتابة تعليق لموضوع : رسالةٌ الى السيد السيستاني ..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net