المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.سارتْ بيْ مخيلتيَ الى احدى القرى وقد سحرني ذلك المنظر الجميل هناك فالمياه نقية والهواء أجمل وبينما كنت منشغلاً بذلكَ الجمال وقعَ بصري على صريفة بُنيت من القصب والآهات وقد كانَ يخرج من فُتحاتها صوتٌ جميلْ شدني وبقوة فتسابقت قدماي الى هناك وقد وقعتُ في اللا شعور وانا أسيرُ الى هناك الى تلك الصريفة وكانت لها مساحة أكبر من ما شغلتهُ فعلى الرغم من صِغر حجمها فكانت كبيرةً بالعطاء والكرم وبدأت ارى داخلها وكأنه أعماق لا متناهية وكانت معطرة بعطر عجيب كأنه القرنفل لكنه كانَ فواحاً لا أعلم مصدره وبينما كنت أتامل في جمالها رأيت امرأة وقد كانت موشحة بالسواد وكأنه منتصف الليل أو أشد ضلمةً وقد اِعتمرت على رأسها خمار مزخرف ولُفت عليه عصابة مزينة بمشبك مرصع بحجر الفيروز لكني رأيت أنَ هية من زين الحجر وكانت هناك نقطتا وشم على اسفل الوجه (دگات)وقد سيطرت علي بتلك الهيبة وكانت تدور رحتها بيد فقدت الرقة لكهنا مُلأت بالحنان والعطف وكانت تصدر صوتاً ملأ زوايا الصريفة أقسم أنهُ كان أجمل من أي اله اخرى للموسيقى كانت هادئة جداً ياله من منظر قد اقشعر له بدني وكانت تعد طحين وبعض الطعام لكنه أكثر من حاجتها وقد علقت "خاف يجينيه خطار" يالها من كريمة تعد الطعام لضيف مجهول قد لايأتي ودنوت منها قليلاً وشعرت بالأمان وكان بجنبها ابريق للشاي وقد احرقته نار الموقد فطلبت ان تنشدني شيئاً من ذاكرتها التي كادت ان تخلو من الافراح لكن العجب ان وجها متبسم بوجه القادم لها وقد حطمت قيد قاعدة "الجود بالموجود" وقد جادت بضحكة قد سلبها منها الزمن واجبرها على فراق البياض منذ أن كَبُرت على قماطها الى ليلة زفافها وبعدها عادت الى ذلك اللون فهي سيدة ويجب ان ترتدي من الالوان سيدها فانشدت لمن رحل مابين حرب أيران والخليج و٢٠٠٣ وكلهم تربوا تحت رأفة تلك اليد اذاً هم من ذوي المروءة واستحقوا من قالت وقد قالت متسائلة "صدگ راعي المروة حمل وشال" لكن هذا لم يسد رمقي وقد جئتها متعطشاً لابداعها اللامتناهي الممزوج بالام وقد قالت وهية تنعى احدى رفيقات الأسى "ونينة تسوين الونه" كما قالت وهيه تطلب من احدى رفيقات الالم ان تكف عن البكاء "دخلينة نتسامر لاتونين"والونين يعني البكاء والنحيب وكانت الاسئلة تتسابق من فتحة فمي الى اُذن تلكَ السيدة وقد فاز بذلك سؤالي عن سبب سوادها فقالت منه وهوه القليل لاعزاء والكثير لماجرى في عاشوراء فكل ما نملك منها ولها ومن معلمتي زينب "ع" فطلبت منها ما تحفظ فروت لي موقفاً قد اعتصر قلبي له وقد بينت لي لسان حال السيد زينب"ع" عندما ترائى لها جسد كافلها وقالت "موش اله النومه گعدولي ابوفاضل" ولم اكتفِ بذلك واذا بها توقد شمعة وقد نعت القاسم "ع"
وقالت (زفيتلك بت عمك حلت شعرهه يمك اوه يقاسم يبني) وجاء هذا تسجيداً للسان حال السيدة رمله "ع" حين شهادة ولدها "ع" وطلبت اكثر فاستذكرت أيام الاربعين والسبي فخاطبت عقيلة العرب زينب"ع" (الليلة بيا بلد تمشين يالجدج حكم بيهه)
وجن الليل وبدأت الشمس تغيب فقالت
بلهجة جميلة "السوالف ماتگضي خل اصبلك عِشة) فقلت ومن انتي فقالت (عراقية).
الموضوع السابققناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat
.jpg)
