صفحة الكاتب : احمد مكاسير

الفرصة الشيعية الضائعة؛ تجربة حزب الدعوة في الحُكم الفساد الإداري وعودة العشيرة..!
احمد مكاسير

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كل ما عانيناه، ما نُعانيه وسُنعانيه..، كُل ذلك وأكثر وأكثر، أتذكر جيداً الحرب العراقية الإيرانية، في ذروة الصِراع في قمة الحاجة، طردَ صدام حسين كبار العُلماء، لاحقهم في كلِ شارع، قَتلهم شردهم مع عوائلهم، في الوقت ذاته تستقطب ايران علماءها، ترعاهم تحولهم مِن الشخصنة إلى مصنع متنقل..
الآن إين العِراق؟! كيف أصبحت إيران؟!
التوظيف الصحيح يحتاج عقل صحيح، كِلاهما كانا في حربٍ شعواء، قربّ صدام أسرته الماجنة، فيما قرّبَ النظام الإيراني من يستحق، وهذه هي النهايات الواقعية لتلك القرارات، ايران بلد يتحول إلى قوة كبرى، بينما يعيش العِراق واقعاً مزرياً.
بدأت ملامح العراق الجديد تتضح؛ بعد ألإستفتاء على الدستور عام ٢٠٠٥، وهنا كانت ولادة متعسرة لنظام ديمقراطي جديد، خصوصاً بوجود حزب الدعوة في الحُكم، ففي هذا الوقت بالذات، يُكتب المستقبل المرتبط بالتأريخ، ومعَ أن تأريخ حكام العراق أسود حالك، إلا أن الشعب وأنا واحدٌ منهم، أستبشرنا خيراً بأخوتنا في حزب الدعوة.
كانَ الفرح يغمرنا، ذاك الشاب الذي ضرب تمثال صدام (بنعال)، أفرح قلوب الملايين، الأسنان تقفز من سجن الشفاه المصابة بالشيخوخة، أسنان كردية وعربية سنية وشيعية، كلها تقفز ضاحكة، لكنها تكسرت بأول ضربة، ونفسه ذاك الشاب الذي ضرب  تمثال صدام مرة، أتوقع إنه ضرب نفسه مئات المرات، عندما سقط عليه تمثال العراق الجديد!
بعدَ ثلاثة عشر سنة؛ نسبة الأنجاز صِفر، ليس بمقياسهم هم، بل بمقياس المليارات الضائعة، وهنا سنوضح بعض الكوارث التي مرت:
١: أضاعة فرصة بناء حقيقي لمؤسسات الدولة، مقابل تنامي واضح للمحاصصة والفئوية، ما صورت العراق كعكة كبيرة، ينهشها اهل الصفقات المشبوهة.
٢: الأنتقائية في تطبيق الدستور، وتعطيل حسم القوانين الأهم كالنفط والغاز والمحكمة الإتحادية، مقابل المطالبة بتمرير قوانين تضر بالصالح العام، كقانون الدفع بالآجل (البنى التحتية)، ما انشئ فراغاً دستورياً، تسبب بأحتقان سياسي مزمن.
٣: وفق خطط ممنهجة، تم إبعاد الكفاءات العلمية عن مركز القرار، وسط أنتشار عجيب لأقرباء الحاكم، بدءاً من مكتب رئيس الوزراء والوزارات، وصولاً للبرلمان العراقي، الذي فقد سلطته الرقابية.
٤: تسييس القضاء؛ وزج العناصر الفاسدة فيه، الأمر الذي أدى إلى أنتشار الفساد والرشوة، وأنحلال الصبغة القانونية للدولة، وتاخير حسم القضايا المتعلقة بالأرهاب، وسط مزايدات وتدخلات انتخابية وسياسية.
٥: الترهل الوظيفي الواضح في أروقة الدولة؛ في غياب القطاع الخاص وفرص الأستثمار، في بلدٍ يُعاني من تزايد البطالة، مع توفر ثلثي مساحة العراق الصالحة للأستثمار.
٦: مُحاربة الناجح وإسناد الفاشل، وتشويه صورة النزيه معَ تبرئة السارق، الفرقُ شاسع بينَ حادثة مصرف الزوية التي لفقتها السُلطة ضد عادل عبد المهدي؛ رجل الدولة الأول في العراق، وبين تهريب عبدالفلاح السوداني وطارق الهاشمي وغيرهم.
٧: إسناد مناصب مهمة لرفقاء الدرب، بعيداً عن دراسة مديات نجاحهم، فما مدينة النخيل التي بناها خلف عبد الصمد، إلا واحدة من مليون مدينة فاشلة بنوها الدعوة.
٨: أنتشار ظاهرة البذخ الحكومي؛ بعيداً عن واقعية المطلوب، فالايفادات كانت حصة "سواق" الوزير، والضيافة أقتصرت على "مطعم صمد"، وبينهما يجري موكبٌ جرار من السيارات المصفحة، التي تحميهم من غضب الشعب!
٩: كل "مقاولة" تُباع عشر مرات، حتى تصل إلى "حلاق" ينوي بناء مدرسة نموذجية، في الوقت نفسه تغزو "زها حديد" العالم، تبني المراكز وتحصد جوائز.
واقعٌ مأيوسٌ منه.. إلا بتدخل الرحمة الآلهية، مات حسين كامل "نسيب صدام"، ليأتي ابو رحاب "نسيب المالكي"، وبين هذا وذاك، تنخر العشيرة أسس البلد، ويأكل الفساد مؤسساته..
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد مكاسير
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/01/20



كتابة تعليق لموضوع : الفرصة الشيعية الضائعة؛ تجربة حزب الدعوة في الحُكم الفساد الإداري وعودة العشيرة..!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net