صفحة الكاتب : جمال كامل

الى کبیر الوهابية .. لطالما غلب الطبع التطبع
جمال كامل

بذل آل سعود وآل الشيخ احفاد محمد بن عبدالوهاب ، جهودا مضنية وينفقون اموالا طائلة على الاعلام ، ويشترون الذمم ، كله من اجل تحسين صورتهم والظهور بمظهر باقي خلق الله ، قوم يحبون السلام ويدعون الى الوئام ، الا ان تصريحا ، كما كان بسيطا ، يترشح عنهم في اي قضية كانت ، يُذهب بكل تلك الجهود ادراج الرياح ، وتظهر حقيقتهم كما هي عارية ، امام الناس ، قوم تنخرهم البداوة والضغينة والاحقاد والثأر.

لا نظلم آل سعود ولا آل الشيخ ، اذا قلنا : عندما يتناهى الى اسماع اي انسان كان في العالم عبارات “التكفير” و “الذبح” و “تقطيع الاوصال ” و “السبي” و”القسوة” و”التطرف” و”العنف” و”القاعدة” و “داعش” و “بوكو حرام” و “طالبان” و”التخلف” و “الرجعية” و”السطحية” و”معاداة الحضارة والعلم والتقدم” و “احتقار المرأة” و.. ، الا ويقفز الى ذهنه وبشكل غير ارادي “آل سعود” و”الوهابية” ، لانهما اصبحا من مرادفات هذه العبارات ، بل هذه العبارات من صناعتهما.

اعدام عالم دين بارز بقامة اية الله الشيخ العلامة نمر باقر النمر ، لمجرد انه طالب معاملة اتباع اهل البيت (ع) والشعب في جزيرة العرب معاملة انسانية ، والحكم بالاعدام على شاعر، مثل الشاعر الفلسطيني اشرف فياض بسبب قصيدة قالها ، ومن ثم تبين ان سبب الاعدام هي لجملة قالها بحق الشرطة الدينية السعودية ، والحكم بالسجن والجلد الف جلدة ضد مدون ، مثل المدون رائف بدوي لتغريدة قالها ، ومئات بل الالاف مثل هذه الحالات لاتجدها في اي مكان في العالم الا في السعودية، التي تحمل في هذا الزمن العربي النكد راية الدفاع عن حقوق الانسان والديمقراطية في سوريا والعراق.

السعودية والوهابية ، اللتان اصبحتا اليوم هدفا لحلفاء الامس ، مثل امريكا والغرب ، بعد ان اتضح للعالم اجمع ان كل الخيوط التي تجمعها الاجهزة الاستخباراتية العالمية عن المجموعات التكفيرية ،تنتهي كلها في السعودية ، اما من ناحية الفكر الوهابي واما من ناحية التمويل المالي والتسليحي السعودي ، وهذه الحقيقة تحاول السعودية التغطية عليها من خلال اخطبوطها الاعلامي ، وانفاقها المليارات لشراء حتى بعض الحكومات في العالم لاسيما في افريقيا ، الا انه ونظرا لديدن الوهابية التكفيرية وعدم قدرتها على تحمل الاخر ، وطبيعة آل السعود القبلية ، الذين يتعاملون مع الاخرين انطلاقا من الغرائز وليس العقل ، كثيرا ما يغلب طبعهم تطبعهم ، فيظهرون على حقيقتهم امام ابسط امتحان.

كلنا شاهد كبير الوهابية مفتي السعودية الشيخ عبدالعزيز ال الشيخ وهو يترأس مؤتمرات اسلامية استضافتها السعودية ، محورها محاربة التطرف والعنف والتكفير ، ولكن الرجل يكشر عن انباب وهابية اذا ما تحدث عن الاخر مهما كان هذا الاخر ، اسلاميا سنيا او اسلاميا شيعيا او من اتباع اي دين اخر ، لمجرد انتقاد بسيط يوجهه هذا الاخر لال سعود ، الذين ترى فيهم الوهابية ولاة الامر وانصاف اله ، منزهون عن الاخطاء ، ولا يحق للرعية ، مهما ظلموا واستبدوا ان يوجهوا لهم النقد ، فهذا النقد بنظر الوهابية كفر وقائله كافر ودمه مباح.

ومن اجل ان نبين مدى الظلم الواقع على شعب جزيرة العرب ، بسبب مشايخ الوهابية الذين يبررون كل فظاعات ال سعود بحق هذا الشعب ، سنسير الى حدث فتوى صادرة من كبير الوهابية المدعو عبدالعزيز ال الشيخ ، وهي فتوى قتل أمين عام مجلس تشخيص مصلحة النظام في الجمهورية الاسلامية الايرانية والقائد السابق لحرس الثورة الاسلامية اللواء محسن رضائي، لانه انتقد السعودية ، لارتكابها جريمة اعدام العلامة نمر باقر النمر ، حيث قال آل الشيخ في مقابلة مع قناة “الإخبارية” السعودية، إن الجنرال محسن رضائي وغيره من الذين يهددون “خادم الحرمين”، يستحق الموت ودمه مباح.

رغم ان الفتوى سخيفة اسخف من صاحبها ، واثارت الضحك والسخرية في ايران ، الا انها تكشف كما قلنا عن حجم الظلم الواقع على ابناء جزيرة العرب من جراء فتاوى وعاظ السلاطين هؤلاء ، كذلك تكشف ان امثال ال الشيخ يكذبون عندما يقولون انهم يعارضون “داعش” و القاعدة ويكفرونهم ، فليس هناك اي اختلاف في الفكر والعقيدة والممارسة والاهداف بين امثال ال الشيخ و “الدواعش” ، واذا ما وجد هناك فرق ما فهو يتلخص في ان مشايخ الوهابية هم “دواعش” منضبطة ،بينما باقي “الدواعش” في سوريا والعراق وغيرهما ، يخرجون في بعض الاحيان عن السيطرة ويرتكبون بعض الاخطاء ضد “الوطن الام” السعودية.

ما يترشح عن مشايخ الوهابية ، كما هو حال عبدالعزيز ال الشيخ وفتواه بقتل اللواء رضائي ، هو في الحقيقة مشيئة الهية ، الهدف منها فضح الوهابية ، واظهارهم على حقيقتهم ” دواعش ” ليس الا ، لكي لا ينخدع المسلمون اكثر من هذا بالوهابية بسبب اموال ال سعود ، لذلك نراهم يفضحون انفسهم بانفسهم ،كلما قالوا قولا او اتخذوا موقفا ، فهم بهذا القول او ذلك الموقف ، يكشفون عن طبيعتهم الحقيقة ، والتي تغلب تطبعهم دائما.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جمال كامل
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/01/18



كتابة تعليق لموضوع : الى کبیر الوهابية .. لطالما غلب الطبع التطبع
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net