حين يتحدث (الوسخ) عن النظافة!!
فالح حسون الدراجي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
فالح حسون الدراجي

ظافر العاني فرحٌ وسعيد لأن معركة تحرير الرمادي لم يشارك فيها الحشد الشعبي. حتى أنه وصفها بالمعركة (النظيفة)، والخالية من التعقيد الطائفي!!
وبطبيعة الحال فإن ظافر العاني ما كان يستحق الرد مني، أو من غيري من العراقيين على ما نطق به من كفر، لو كان كلامه يمثل رأيه الشخصي فقط، أو أن الرجل -مع إني أشك برجولته -ينطق بهواه ومزاجه الشخصي فحسب إنما كلنا يعرف، أن كلامه هذا يمثل رأياً واتجاهاً يشاركه فيه تيار واسع من السياسيين المحسوبين على طائفة معينة، بدليل أن كتلة اتحاد القوى الوطنية العراقية، التي ينتمي لها النائب ظافر العاني، سارعت في الحال الى إصدار بيان شديد اللهجة انتقدت فيه (الحملة الشعواء) التي يتعرض لها هذا النائب! ناهيك عن ردود الأفعال الحادة التي صدرت عن شخصيات سياسية ودينية، وإعلامية، عراقية وخليجية وعربية، إذ عدَّت هذه الشخصيات بيان منظمة بدر، أو تصريحات بعض قادة الحشد الشعبي في وسائل الإعلام العراقية، أو ما علقت، وتحدثت به جماهير الحشد الواسعة عبر مواقع النت، ووسائل التواصل الاجتماعي، عدَّتها (حملة طائفية صفوية محمومة)، يراد بها خنق الديمقراطية الفتية، وإسكات الأصوات الوطنية الحرة، الشريفة، والشجاعة!!
سأتجاوز هذه النغمة الطائفية المقيتة، أي نغمة الصفوية الرافضية المكررة. كما سأتجاوز (ديمقراطية) ظافر العاني العرجاء، التي يجوز له أن يشطب فيها على نهر من دماء أبناء الحشد الشعبي، التي طهرت، وحررت بيجي، وتكريت، وجرف الصخر، وعشرات المدن العراقية، وأعادت اليها أبناءها المهجرين، والهاربين خوفاً من قسوة داعش. فيشتم بلغة مبتذلة هذه الدماء النقية الزكية، التي تساوي كل قطرة منها رأس ظافر العاني، وكل أشباهه النجسين. بينما لا يجوز لغيره أن ينتقده على توصيفه للحشد بما لا يليق به، وأن صدر نقد ما حول هذا التوصيف الطائفي الكريه، فإن البيانات المنددة جاهزة للرد والمعزوفات النشاز حاضرة للعزف، بحيث يقف سياسيو داعش - وهم المختلفون على كل شيء - وقفة رجل واحد ضد (الحملة الشعواء)، التي يتعرض لها النائب (الديمقراطي) ظافر العاني.. فأي ديمقراطية هذه؟! وسأتجاوز أيضاً التوقيت القصدي الحرج جداً الذي أطلق فيه هذا التصريح، وأتوقف عند (نظافة معركة تحرير الرمادي دون مشاركة الحشد الشعبي)!! وأسأل هنا ظافر العاني -باعتباره متأكداً من (نظافة المعركة)، إن كان يعلم بأن أكثر من ثمانين بالمئة من أبناء القوات المسلحة العراقية - بكل اسمائها- من الذين حرروا الرمادي في هذه المعركة (النظيفة) هم أشقاء، وأبناء، وأبناء عم، وأبناء خال، وأبناء عشيرة واحدة، أو أبناء دم، وعرق نقي واحد لرجال الحشد الشعبي.. يعني بالفصيح الشعبي: كلهم من أبناء الشيعة !!
فكيف تكون هنا نظيفة، وهناك (وسخة) -حشا قدر ومقام الحشد الشعبي- ؟! ها (دكتور) ظافر.. هسه شراح تگول.. بعدها المعركة نظيفة، لو راح تبدل رأيك لمن عرفت أن الصفويين حرروها .. أعتقد هذا خوش بوري مو ؟!
قد ينبري هنا أحد الأخوة الكرام، ويقول لي: إن هناك الكثير من أبناء الرمادي النجباء قد انتقدوا تصريح العاني الكريه هذا..!!
وأنا أقول له: نعم سيدي، هناك الكثير من أبناء الرمادي، وغير الرمادي الشرفاء، الذين قاتلوا كتفاً الى كتف مع أبطال الحشد الشعبي، ومع قواتنا المسلحة، سواء في الفلوجة وبيجي وجرف الصخر وحديثة، أم في مدينة الرمادي ذاتها. وما قولي بأن رأي ظافر العاني يمثل تياراً سياسياً ودينياً واجتماعياً واسعاً، إلاَّ تأكيد على ما قلت، وأقول، فأنا لم أقل أن رأي العاني يمثل كل رأي أبناء الطائفة المحترمة، إنما يمثل بعضها.. أو أسوئها حتماً !!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat