صفحة الكاتب : مديحة الربيعي

وصمة عار ..في تاريخ التعليم العالي!
مديحة الربيعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 من البديهي أن تخلو خزانة الدولة من السيولة, في ظل رواتب المسؤولين الخيالية ووجبات الضيافة, في أروقة القصور والمكاتب الفخمة, ناهيك عن وجبات الساسة أنفسهم سواء كانوا وزراء أو نواب, فحسب الأرقام المعلنة عن وجبات مجلس النواب تتجاوز كلفة غداء المجلس, 2مليون ونصف لليوم الواحد, وبهذا تصل كلفة غداء النواب 75 مليون لمدة شهر واحد! هل عرفتم أين تذهب أموال الدولة المفلسة؟
هذا غيض من فيض, أما ما يحصل خلف الكواليس, فالأيام وحدها كفيلة بأن تظهره للعلن.
سياسة أدارة الأزمات تلك, دفعت الساسة الى أتباع اساليب مختلفة, لإذلال المواطن بدعوى التقشف, الذي لم يسمعوا عنه في أروقة قصورهم, ولم يصل الى ضيافة مكاتبهم, ولم يؤثر على ماركات سياراتهم, وسيارات أبنائهم, لكنه وصل الى عظم المواطن الفقير, وبدأ ينخر جسده, وما يحصل في التعليم العالي, نموذج لما يدور في أروقة الوزارات والمؤسسات المتقشفة.
الأجر اليومي نظام مستحدث في الحكومة العراقية, بعد أن اصبح التعيين حكراً على جمهور النواب, فكل نائب بعد أن يحصل على مقعد برلماني, يحمل ملفات التعيين ويتجه لوزير من كتلته, وعده بتعيين من منحهم الأصوات ليصبحوا نوابا أو وزراء وهكذا تتم الصفقات, فيبقى نظام الأجر اليومي للفقير, ومن لم يوفق في الألتحاق بركب النائب أو الوزير.
وصلت أزمة الاجر اليومي الى أروقة التعليم العالي, وحط رحالها عند أبواب الاساتذة, فحملة الشهادات من الماجستير والدكتوراه يعملون كأجراء! لكن بلا أجر وفق نظام يسمى (محاضرين).
المشكلة في النظام الآنف الذكر, أن الاستاذ يجب أن يعمل لمدة 4 أو 5 سنوات, دون أجر يذكر, حتى يناله العطف الأبوي ويحصل على درجة وظيفية!
  خلال تلك السنوات يتجرد الأستاذ من كل معاني الكرامة, فعليه أن يعمل في أكثر من مجال, لينال رضا رئيس القسم, أو ينال رضا رئاسة الجامعة, فهو يجب أن يقدم فروض الطاعة والولاء لكل من هب ودب, والمفترض به أن يتقن أكثر من مهنة فيعمل سكرتير, نجار, كهربائي, عامل نظافة, بالإضافة الى كونه محاضر, والا فأنه مهدد بالطرد من قبل القسم الذي يؤدي فيه أكثر من دور, دون أجر يذكر.
هكذا وصل الحال بأساتذة الجامعات, ممن لا يمتلكون ( واسطة), وهكذا تعامل بعض الجامعات من يقع تحت سطوتها, بينما من تربطه صلة بوزير أو نائب سيصل الى ما يصبوا اليه دون عناء يذكر, كيف تنجح دولة تعامل كفاءاتها بتلك الطريقة؟ وكيف يحترم الطالب أستاذه؟ وهو يعمل سكرتير وكهربائي, لينال رضا رئيس قسم أو رئيس جامعة؟ و ما الذي سيكتبه التاريخ عن القائمين على التعليم العالي؟ الذين أرتضوا لأنفسهم أن يوصموا بوصمة عار, وهم يهينون عقول أبناء شعبهم, ويمتهنون كرامتهم؟
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مديحة الربيعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/12/18



كتابة تعليق لموضوع : وصمة عار ..في تاريخ التعليم العالي!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net