صفحة الكاتب : وسام الجابري

مدرسة الامام محسن الحكيم
وسام الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

حقيقة لا يمكن لمن يرغب بكتابة التاريخ العراقي للقرن الماضي، أن يتغافل عن ذكر تيار السيد محسن الحكيم بكل ما عمله، وبكل ما خلفه من تراث نعيش حاضره ونستذوق ماضيه، ويحق للباحثين أن ينعتون هذا التيار بالمدرسة.

وليس من الإنصاف أن يمر التاريخ دون أن يسطر سجلاته ما خطتهُ هذه المدرسة, بلحاظ أن منهجا جديدا سلكه أتباعها، وصار سكة طريق جديدة تضاف الى المنهج الإسلامي.
رائد هذا التجديد وهذه الحداثة التي شهدها المجتمع الإسلامي كان السيد محسن الحكيم، وكان مرجعا عاما للشيعة لفترة طويلة, إمتدت لعشرات السنين, ثم ما لبثت أن بدأت هذه المدرسة بإعداد جيل قيادي، تكفل بالعمل على المنهج الذي صار مناراً للحداثويين.
يقول العلامة الشيخ باقر شريف القرشي : تبنت الشيعة منذ فجر تأريخها جميع المناهج السياسية العادلة، التي رفع شعارها الإسلام، ونادت بحقوق الإنسان، وبجميع قضاياه المصيرية، ولعل السيد محسن الحكيم كان من الأوائل، الذين رفعوا شعار الإنسانية، فكان منهجه يعتمد على قول الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب " الناس صنفان: أخ لك في الدين ونظير لك في الخلق" ، فكان الإنفتاح حاضراً في هذه المدرسة مع مراعاة الحدود الشرعية والالتزام بضوابطها، فلذا إتخذ تيار الحكيم منهجاً ينادي بحقوق الانسان ويحكم بالعدل، وهي بطبيعة الحال من ثمرات الدين الإسلامي ولم تبتعد عنه كثيراً.
بعض مما نهجه تيار السيد الامام محسن الحكيم، هو الإلتزام بالثوابت الدينية على أُصولها، بمعية الإنفتاح على الآخر، وشرط هذه أن لا يتعارض مع تلك، وهو جاء منطلقاً من قول الإمام أمير المؤمنين أيضاً " لكل قادم كرامة " وكرامة الإنسان تدعو هذه المدرسة أن لا تفرط بحقوقهِ، وأنْ تدعو لسبيل صالح وهو الدين الإسلامي، وأمّا الإلتزام بالثوابت والضوابط الشرعية، فهو دليل ملموس على إمتداد هذه المدرسة المرجعي، فهي بهذا العمل لا تفارق كونها تنهج طريق أهل البيت، وعترة الرسول عليهم أفضل صلاة وأتم تسليم، بل هي ناطقاً غير مسمى بأسم المرجعية الدينية.
منهج مدرسة الإمام السيد محسن الحكيم، له ثلاث مرتكزات: الإعتدال والجهاد والفقاهة، لذا يوصف من يتبع هذه المدرسة، وهي نموذج إسلامي مستحدث، بالعالم المجاهد الفقيه.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


وسام الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/11/10



كتابة تعليق لموضوع : مدرسة الامام محسن الحكيم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net