لا أدري لماذا غيب ويغيب مبدعون يستحقون أن يكونوا في الصدارة ؟ فإلى متى نعتمد المصلحة في استراتيجية علاقتنا وإلى متى نعتز بالاسم اللامع الذي مظهره غير مخبره ؟ وإلى متى نتنكر للمبدع المنافس ونعمل على إلغائه ؟ اني ارى على الكاتب الصادق الحق هو الذي يثق بنفسه وينقل للأجيال القادمه من بعده و يعترف بالإبداع ولو كان ذلك على حساب إبداعه .. والكاتب الصادق الحق هو الذي يعادي تضخم الذات ويرفض الجلوس على الكرسي العاجي ولو للحظة واحدة .. والكاتب الصادق الحق هو الذي يلتصق بأفراد المجتمع ويمتدح من واقعه وبيئتة ... والكاتب الصادق الحق هو الذي يؤمن بالمحلية وأنها الطريق الناجح للعالمية .. وهنا بماذ اصف الفنان والمسرحي القدير عبد الرزاق عبد الكريم الخفاجي بايمانه وانتماءه وصدقه ونبل مساعيه الذي وثق تاريخ المسرح الكربلائي . في الجزء الاول من موسوعة المسرح العراقي الكربلائي وهو عباره عن نشاطات وفعاليات فرقة مسرح كربلاء الفنيه تظمن جميع اعمال الفرقه خلال الثلاثين سنه الماضيه مسلطا الضوء على الفنانين الكربلائيين الرواد بسرد توثيقي لاخبار المسرح واصفا الاحداث التي مر بها عبر الزمن المشار له ... وهنا اعود واتسائل من هو عبد الرزاق عبد الكريم ؟هل هو شلدون تشيني الذي ارخ المسرح ؟ أم هو جون رسل تيلرمؤلف الموسوعه المسرحيه ام هو العربي سعد أردش المخرج في المسرح المعاصر ام هو كمال الدين عيد الذي كتب عن المسرح الاوربي .. من هو عبد الرزاق عبد الكريم هل هو سامي عبد الحميد الكربلائي وابتكارات المسرحيين في القرن العشرين قد يكون ماري الياس في المعجم المسرحي كل هؤلاء جسد خطواتهم عبدالرزاق عبد الكريم في موسوعته عن المسرح الكربلائي الذي حفظ لنا حقائقه ومنجزاته عبر تاريخ المسرح .. وفي قناعتي الشخصيه اليوم أضيف اسمه مؤرخا مسرحيا كبيرا بجانب هؤلاء بعد ان قرأة هذا المؤلف باستعارته من احد الاصدقاء وابداع عبد الرزاق عبد الكريم ليس له وحده انه للاجيال وللتاريخ ولكل الناس لذا علي قول حقيقه لا بد منها ان التاريخ المسرحي حين يكتبه مبدع باحث في الشأن المسرحي له نكهه خاصه وتميز فكري خاص وهذا هو انطباعي الشخصي كاستنتاج لقرائتي لهذا المنجز التاريخي لتاريخ المسرح الكربلائي .. نعم انه عبد الرزاق عبد الكريم الباحث في شأن المسرح العراقي في كربلاء .. فاتخذ الفنان الموسوعي عبد الر زاق عبد الكريم في سرده للاحداث وفق البحوث الوصفية وركز على النمو وتطورالمسرح الكربلائي وذهب بدراسته المتنوعه التي لا تقف عند البحثُ الوصفي كوصف أو كتشخيصِ وصفي بتقرير..وتسمى هذه النوع من البحوث بالبحوث الوصفية المعيارية أو التقويمية واستخدم جمع المعلومات كأساليب ووسائل متعددة مثل الملاحظة ..والمقابلة وفق التطور في المنهج الوصفي والكمي وعدد النشاطات ..والمبدع عبد الرزاق الخفاجي مارس العمل الفني المسرحي منذ منتصف الستينات مع مجموعة من الفنانين وهو واحد من مؤسسي نقابة الفنانين الكربلائيين ومن المساهمين في تأسيس فرقة مسرح كربلاء الفنيه ورئيسها حاليا وهو اول من بادر في تأسيس فرقة كربلاء للتمثيل التابعة للمؤسسة العامة للسينما والمسرح .. علما ان الموسوعة في جزئها الاول هذا الذي بين يدي تتضمن حركة المسرح العراقي في كربلاء .. وتناولت عروض فرقة مسرح كربلاء الفني للتمثيل والثقافة الجماهيرية ودورها ودورالنشاط المدرسي في مديرية تربية كربلاء المقدسه وكذالك دور نقابة فنانين كربلاء وأشار في موسوعته عن المسرح العمالي وعروضه والحركه الفنيه النسويه ودور الفنانات ودورالمؤلفين والمخرجين ورواد المسرح الكربلائي والعوائل الكربلائيه الفنية .ومنهم المرحوم نعمه ابو سبع المخرج البارع الذي له حصة الاسد في اخراج الاعمال المسرحيه واول من مخرج في مسرح الدمى كما هو في مسرحية سبع السبمبع . ووجدت في هذا الجزء من المشوقات في أسلوب السرد البحثي نفسه , وهذا الاسلوب له مسوغاته الواضحة التي تنطلق من خبرة ثقافية الى جانب الخبرة الفنية , وهذه الخبره المتراكمة عند الباحث تفاعلت بصدق السرد وانتمائه الى التاريخ لتنتج لنا سيرة مسرحية جديدة توثق للمسرح وللإنسان العراقي والكربلائي وجدولة التاريخ المسرحي لنا بقراءة جديدة فاحصة متأنية منتقية تسدد كراتها الى الهدف مباشرة , ومن هنا جاء هذا الكتاب ليكون مرجع للمتخصصين وللقراء جميعهم بمختلف اهتماماتهم الثقافية لامتلاكه عدد من عناصر الجذب مما اضاف جمالية شكلية أخرى تتناسبت تماما مع جماليات المضمون بشكل لا اختلاف عليه .. وفي هذا الكتاب كانت قد وردت في بعض الاسماء اللامعه في المسرح العراقي والكربلائي التي قادت المؤلف الى التوقف عندها ونظرته التحليلية لها , الا ان ما ينبغي الإشارة إليه حقا هو ان هذا الكتاب وقف عند عدد كبير من الأعلام الفنيه واعمالهم .. وهذه تعد ميزة أخرى نضيفها الى ما اشرنا من مميزات هذا الكتاب الجدير بالقراءة فعلا عن المسرح الكربلائي وتحدث الباحث في هذا الجزئ عن اهم فعايات فرقة مسرح كربلاء الفنيه من خلال سرده عن الفرقه و الاعمال المسرحيه الهادفه والجاده التي قدمتها وفنانيها ومعاناتها منذ الخمسينات من القرن الماضي .. ومن اهم المسرحيات التي قدمتها الفرقه ( صوت الحر الرياحي ) وهي من اول مسرحيات المسرح الحديث التي تقدمها فرقة مسرح كربلاء الفنيه في العراق مخرجها علي الانصاري ومؤلفها الشاعر رضا الخفاجي والتي عرضت سنة 1998 م حيث سبق للفرقه ان قدمت مسرحيات العنكبوت التي قدمة عام 1970 م ومن ثم مسرحية الدمى (سبع السبمبع ) وسبقتها مسرحية ليالي الحصاد .. فعلا كما يقول الباحث يريد ان يؤسس لمدرسه للمسرح الحسيني .. ونحن نقول فعلا ان موسوعته هي بدايه لتاسيس مدرسه حسينيه للمسرح الكربلائي .. ان هذه الموسوعه تعتبر مصدراً هاماً للباحثين في المسرح الذي تفتقر له المكتبه الفنيه وتاريخ المسرح العراقي وكلنا اليوم في انتظار الجزئ الثاني للموسوعه كان الله في عون هذا الباحث المبدع التي يفتخر به جميع فنانين ومثقفي كربلاء ....
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat