هل ماتت زينب مسمومة ، اجابة على سؤال ؟
إيزابيل بنيامين ماما اشوري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
إيزابيل بنيامين ماما اشوري

فقط جواب باختصار نعم قتلت مسمومة.
إذا عرفنا أن امضى اسلحة الامويين هو السم الذي قتلوا به مالك الأشتر وسعد بن أبي وقاص ، والحسن بن علي وغيرهم فهل يسكت يزيد الذي ورث حقد أبيه وهو يرى صوت زينب بدأ يؤجج نارا لا يخمد أوّارها. (1) هذا إذا اخذنا بنظر الاعتبار ان قصر الطاغية يزيد كان يعج بالاطباء اليهود وهم خبراء صناعة السموم وكانت اولى مختبراتهم لصناعة السموم هي (الاصلال) ذات السم القاتل كما ورد في التوراة.
كانت القديسة زينب وسيلة إعلامية خطيرة لكونها باعتراف يزيد سجّاعة مثل ابيها القديس علي بن ابي طالب عليه المراضي حيث احرجته في الشام وفي داخل قصره من خلال خطبها الرنانة التي سرت في وجدان الناس سريان النار في الهشيم ، ولذلك لابد من اسكاتها وهذا ما فعله يزيد بعد أن صبحت في متناول يده .
احد اهم اسباب نفي القديسة زينب إلى الشام هي من اجل تصفيتها واسكات صوتها حيث تم الضغط على زوجها من قبل والي يزيد في المدينة عمر بن سعيد لكي يقدم بها الى الشام ، وذلك أن الامويين يخشون جدا من انتفاضة عارمة بدأت بشائرها في الكوفة على يد التوابين وتململ ابن الزبير في مكة واخيه مصعب في البصرة . فكانت القديسة زينب لسان حال الثورة التي بدأت تعصف بالكيان الاموي.
فكانت عملية السم خير حاسم لاسكات هذا الصوت الثائر، وقد ذكر بعض المؤرخين رواية تدل على ذلك حيث تقول : (عن مُصعَب بن عبد الله قال : كانت زينب بنت علي ـ وهي بالمدينة ـ تُؤلّبُ الناس على القيام بأخذ ثار الحسين. فلمّا قام عبد الله بن الزبير بمكّة ، وحَمَل الناس على الأخذ بثار الحسين ، وخلع يزيد ، بَلَغ ذلك أهل المدينة ، فخطبت فيهم زينب ، وصارت تؤلّبهم على القيام للأخذ بالثار ، فبَلَغَ ذلك عمرو بن سعيد ، فكتب إلى يزيد يُعلِمُه بالخبر. فكتب يزيد إليه : أن فَرّق بينها وبينهم . فأمر أن يُنادى عليها بالخروج من المدينة والإقامة حيث تشاء.
فقالت : قد علم الله ما صار إلينا ، قُتِل خَيرُنا ،، وحُمِلنا على الأقتاب ، فوا لله لا خرجنا وإن أُهريقَت دماؤنا .
فقالت لها زينب بنت عقيل : يا ابنة عمّاه ! قد صدقنا الله وعده وأورثنا الأرض نتبوّأُ منها حيث نشاء. فطيبي نفساً وقَرّي عيناً ، وسيجزي الله الظالمين. ؟! أرحلي إلى بلد آمِن).
فرحلت إلى الشام وذلك بسبب أن الكوفة لا تصلح بعد لسكناهم بعد غدرهم بأخيها ، وكربلاء كانت صحراء آنذاك لا تصلح للسكن ، فلم يكن لها إلا البصرة والشام فاختارت الشام قربا من بقية قبور اعزائها من بنات القديس الحسين، فكما هو معروف فإن في دمشق وحدها اضرحة اكثر من سبعين رأسا دفنوها في الشام وهي الرؤوس التي حملوها على الرماح إلى الشام.ويوجد أيضا في هذا المكان مقام لزين العابدين حيث صلى هناك بعد دفن الرؤوس فأحبت زينب ان تكون وسط هذا الركام من الرؤوس المقدسة التي دُفنت هناك، فكان لها ما أرادت وكان السم لها بالمرصاد.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat