في عصرنا الحالي ، يتم التعبير عن رفض الجرائم والظلم بطرقِ شتى ، فقد يتم اصدار بيانات استنكار وباشد العبارات ، أو يتم اقتراح قوانين لفرض عقوبات صارمة متناسبة مع بشاعة الجريمة ، ويتم التأكيد بصورة مكثفة على احياء ذكرى الجريمة واقامة المحافل ورفع الشعارات واللافتات والصور والنصب الرمزية ، ويتم حشد تجمعات لاستذكار الجريمة ورفضها والتاسيس لقلعها واجتثاثها وتخليص الانسانية من خطرها ، فتقوم الولايات المتحدة الامريكية باحياء ذكرى الحادي عشر من سبتمبر والتاكيد على ذلك ، وتسن فرنسا قوانينا صارمة لتجريم كل من يذكر المحرقة او يروج لها ، او ينفي وقوعها ، وتقوم الامم المتحدة وهيئات حقوق الانسان برفع توصيات لاجراءات صارمة للحد من خطورة الجريمة ويتناسب ذلك طرديا مع بشاعة الجريمة ، كل هذه الاجراءات واكثر هي للحد من انتشار هذه الجرائم البشعة واقتلاعها من اصولها ، فقد وصل الامر الى الدول الغربية الى اسقاط جنسية من التحق بالتنظيم الارهابي "داعش" .
ولا يخفى على العالم بأسرة ما حصل بالحسين عليه السلام واصحابه ونساءه واطفاله ، فقد حوصر خير من كان في الارض واصلحهم ن وابن بنت خاتم الانبياء ، وابن وصيه امير المؤمنين ، وابن سيدة نساء العالمين ،
(ولا يخفى ان الاستنكار والادانة والاجراءات الصارمة تكون بشدة اكبر لو كانت الضحية شخصية مهمة ، كرئيس دولة عظمى او رمز ديني او شعبي) ،
حوصر سيد الشهداء ومن معه ومنع عنهم الماء والطعام ، وقتلو وقطعت رؤوسهم واحرقت خيمهم ، بل انهم قتلو طفلا رضيعا بين يدي والده ، وكل ذلك بسبب أن سيد الشهداء رفض ان يبايع يزيد عليه لعائن الله ، رفض سيد الشهداء ان يقبل بتسلط يزيد الفاسق الفاجر شارب الخمور ، رفض ان يرضى بان يكون يزيد (خليفة الله ورسوله في الارض) رفض ان يكون يزيد بموقع يتسلط على شريعة سيد المرسلين ويفعل بها ما يفعل ويغير ما يغير ويكمل مسيرة ابائه من الطلقاء والمشركين ،
الحسين مصداق حقيقي للانسان الحر الذي لا يخضع الا لمن خلقه ، وما يفلعه انصار الحسين اليوم ما هو الا استمرار لهذا الرفض الحسيني للظلم والطغيان ، وهو احياء لذكرى هذه المصيبة العظيمة ، التي لا تقاس بها اي مصيبة في تاريخ البشرية ، فالمقتول هو اشرف اهل ذلك الزمان ، من اشرف بيت ومن اشرف نسب ومن اطهر بقعة في الارض ، وسبط سيد الانبياء والمرسلين فضلا عن كونه سيد المخلوقات واشرفها ، والطريقة والهيئة التي حوصر بها وكيفية قتله وقطع راسه ، قطعا ابشع الجرائم في تاريخ البشر ، وانما يقوم انصار الحسين بهذه الشعائر لاحياء ذكر هذه الفاجعة وانتصارا للحق ، وخذلانا وهزيمة للباطل وانهم اذ يقومون بهذا الفعل ، فانهم يجتثون اي اثر من اثار الفكر المجرم الذي قام بالجريمة ، ويستأصلون جذور هذا النهج الوحشي ،
وكما يدين العالم المتقدم المجرمين ويستنكر ( باشد العبارات ) كما تعبر الامم المتحدة ، يقوم انصار الحسين بادانة الظالمين ومنفذي الجريمة ولعنهم ، وقد اخذو هذه الثقافة من القران الكريم ،
فهم يقولون : (اللهم العن ابا سفيان ومعاوية ويزيد ابن معاوية )
(والعن عبيد الله ابن زياد وابن مرجانه وعمر ابن سعد وشمرا وال ابي سفيان وال زياد وال مروان الى يوم القيامة )
..الى يوم القيامة ، اللهم انزل عليهم لعنتك وعذابك الى يوم القيامة ، وخلص البشرية من شرهم ومن جرائمهم .
هذا ما يحمله احباب الحسين ،وشيعة اهل البيت ، وهذا ما يصرون على اعلانه ورفعه شعارا لهم ، انهم يعلنون نصرهم وتاييدهم وتضامنهم(بعبارات اهل هذا الزمان ) مع سيد الشهداء عليه السلام ، ويعلنون رفضهم واستنكارهم وادانتهم وحربهم للظالمين ونهجهم ، ويعبرون عن ذلك بلعن هؤلاء المجرمين ويسعون لاستئصالهم ، وهم صادقون في ذلك ، فمنهم خرج الملايين بعد فتوى المرجعية بالجهاد الكفائي ليدافعوا عن وطنهم وارضهم ومقدساتهم ، وليدافعو عن الحضارة الانسانية ، وهاهم اليوم يعبرون عن كل ذلك بطرق حضارية وسلمية ، يعبرون عن حزنهم على سيد الشهداء ونصرتهم له ، ويعلون معاداتهم لاعداء الحسين (وداعش اليوم نسخة حقيقية عن جيش بني امية الذي حارب الحسين ) ، كما ويعلنون لمولاهم وامامهم وقائدهم والاخذ بثار الحسين عليه السلام ، الامام المهدي المنتظر عجل الله فرجه وظهوره ، يعلنون بيعتهم ونصرتهم له واستعدادهم للائتمار بامره والمقاتلة تحت لوائه ، واذا كانت هذه الحشود الحسينية المليونية ترعب اهل الباطل ، فليكن ذلك ، ولينتظروا من انصار الحسين ما يخافون وما لا يتصورون ، وبطولاتهم في بيجي تشهد ، وما مصيرهم الا كمصير الملعون يزيد ، وصدق السياب حين خاطب يزيد قائلا :
قم وانظر اسمك وهو يغدو لعنةً
وانظر لمجدك وهو محظ هباءِ
اللهم اشهد اننا نشهد بان الحسين الشهيد قتل مظلوما انتصارا لدين جده سيد المرسلين ، واشهد اننا سلم لمن سالم ال محمد وحرب لمن حاربهم
اللهم العن اول ظالم ظلم حق محمدٍ وال محمد واخر تابع له على ذلك ، اللهم العن العصابة التي جاهدت الحسين وشايعت وبايعت وتابعت على قتله ، اللهم العنهم جميعا .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat