الإمام الحسين عليه السلام عظيم الشأن رفيع المنزلة ثالثاً: بعض أسرار الشعائر الحسينية!
عباس الكتبي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عن الإمام الرضا عليه السلام، قال:( إن المحرم شهر كان أهل الجاهلية يحرمون فيه القتال، فاستحلت فيه دماؤنا وهتكت فيه حرمتنا وسبي فيه ذرارينا ونساؤنا… ثم قال كان أبي إذا دخل شهر محرم لا يرى ضاحكاً، وكانت الكآبة تغلب عليه حتى يمضي منه عشرة أيام، فأذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه…).[امالي الصدوق،البحار]
ورد في كتاب( اسرار الشهادة) للشيخ الفاضل الدربندي، رواية عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام، قال:(إن البكاء والجزع مكروه للعبد في كل ما جزع، ما خلا البكاء والجزع على الحسين بن علي عليه السلام، فأنه فيه مأجور)، وفي حديث آخر عنه عليه السلام، قال:( كل الجزع والبكاء مكروه ما خلا الجزع والبكاء لقتل الحسين عليه السلام).
الجزع لغة وعرفاً، ضد الصّبر، وافتى الفقهاء بكراهة الجزع على الميت، وهو شق الثياب، وخمش وضرب الوجوه، وغير ذلك، لكن الإمام يستثنى من ذلك كما هو واضح من الروايات، فالامام الحسين عليه السلام، اختص بأمور عن باقي الأئمة عليهم السلام، كجواز البكاء عليه في الصلاة، والاكل من تربته للشفاء، في حين ان البكاء مبطل للصلاة، والتراب يحرم أكله.
في كل عام من أيام عاشوراء، يكثر اللغط والخلط، بين اتباع أهل البيت عليهم السلام، حول قضية التطبير، التي يذكيها أعداء الإمام الحسين في صفوف أتباعه، يريدون بذلك الفتنة، وإثارة النزاع والصراع والفرقة، والاختلاف بين الشيعة، في حين انها مسألة خلافية بين الفقهاء، شأنها شأن بقية المسائل الخلافية، وكل أنسان يرجع الى مقلده في المسألة، وليست هي من أمهات المسائل العقدية، التي تدور مدار الكفر والايمان، أو أكون، أو لا أكون، فينبغي للأنسان المؤمن أن يتحلى بالوعي والثقافة الفقهية، ويحذر من أعداءه ماذا يريدون ويتربصون به.
في كل سنة، تقام مهرجانات في دول العالم، لم نسمع من هذه الأفواه التي تصرخ، أو الأقلام التي تكتب، ضد التطبير، أي صوت أو كلمة تنتقد هذه المهرجانات، من هذه المهرجانات:
مهرجان مصارعة الثيران في أسبانيا، والذي يموت فيه عدد من الناس، ومهرجان الالوان في الهند، يرمي المتسابقون بعضهم بعض، بأكياس من الالوان، مع العلم بان هذه الالوان سامة، وقد تصيب بالعمى، وفي تايلاند يقام أحد طقوس مهرجان المشي على الجمر.
في دول أمريكا اللاتينية، يقام مهرجان الفأر الميت، من أجل تخليد، ذكرى القديس نولكاسون، لأنه حاول وسعى في ايامه من القرن الثالث عشر، لتحرير العبيد، في قرية لارا الأسبانية، يقومون بعمل تمثال لسمكة ساردين ويحرقونها، والبعض يرتدي الزي الأسود حزناً على السمكة، وغيرها من المهرجانات السخيفة، كمهرجان( العراة)، والتراشق بالطماطة، والرومانسية، ويوم الجعة.
خلاصة القول: ان هناك فئة من الناس توجد في العالم، يعظّمون ويقدسون، إمام لهم أسمه الحسين بن علي عليه السلام، يظهرون الجزع والحزن عليه، عشرة أيام في السنة، لأنهم يعتقدون، انه أعطاهم الكرامة والحرية، وضحى من أجلهم بدمه، وعياله، وأهل بيته، وأصحابه، ولولاه لكانوا عبيد للحكام الظلمة، فيقومون بمهرجان الدم السنوي، تخليداً لذكراه، شأنهم شأن المهرجانات السنوية التي تقام في العالم.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
عباس الكتبي

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat