صفحة الكاتب : كريم الانصاري

وجدتك يا علي
كريم الانصاري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

عشتك في يقظتي، بكامل وعيي وصحوتي، في ذروة عقلانيّتي وهدوتي منسلخاً من غنوصيّتي، متحرّراً من تخندقي واصطفافي وعصبيّتي، مسترخصاً أحاسيسي وعاطفتي، مستنفداً أدوات المنهج المعرفي والبحث العلمي.

بدءاً بالألف حتى الياء: فاحصاً، مستقرئاً، مقارناً، متمسّحاً، مبعثراً، حافراً، مراجعاً، قارئاً، مستنتجاً، غائراً في أعماق الزمن الغابر غور المحلّل المستنطق، مستشرفاً آتي الأيام استشراف العارف المتحقّق، مستوعباً آنات الحاضر استيعاب الخبير المدقّق.

حُكِمْتُ نهاية المطاف، حكمني لصالحك قاطع الدليل وساطع البرهان وباهر الحجّة، ناهيك عمّا للقرينة والشاهد والمؤيّد من تكثّر وحضور وعدّة، فهيمن على أفكاري وتبادر إلى خاطري نصّ المعرفة "يا علي لا يعرفك إلّا الله وأنا". واستيقنت أنّي مهما عرفتك فلم أعرفك إلّا كمعرفة النسبي إزاء المطلق، إذ هي حيال بحرك كالقطرة، كالحرف قبال قرآن ينطق.

حينها وجدتك أجمل ممّا في أحلامي وأوقع ممّا في أحاسيسي ومشاعري، وأثبت ممّا في رواشح أفكاري وقطوف أبحاثي، فيّاضاً فوق الأزمان، معطاءً أنّى رامك إنسان، غامراً فضاءاتنا حركةً لا تملّ، شاحذاً هممنا عزماً لا يكلّ، ناطقاً بلسان السماء نطقاً لا يخطأ ولا يزلّ.

فكيف لا تكون أنت يا علي معنى الفهم والاستيعاب والفعل والانعكاس بأدقّ العنوان، معنىً نصّبك به البارئ المنّان واختارك عدلاً للقرآن وإماما لكلّ الإنس والجان.

وكيف لا تكون أنت يا علي شاغل العقول وآسر القلوب، منغرساً في عمق الضمائر والأرواح، ضارباً فيهما ضرب الآخذ بهما إلى حيث مرابع الهدى ورياض الفلاح، كهفاً يلوذ بك مسكينٌ ويتيمٌ وأسير، مرفأً يرسو على ساحل إناستك وشاطئ جودك وبرّ كمالك طالبُ حقيقةٍ إليها يرنو ويسير، منقذَ مَهْويٍّ تشبّث بجناحك كي تحلّق به حيث الخلاص الأخير؟!

السلام عليك سيّدي ومولاي يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


كريم الانصاري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/10/01



كتابة تعليق لموضوع : وجدتك يا علي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net