الشباب المهاجرون بين قصتي الكهف والنبي موسى /ع/
علاء الساعدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
علاء الساعدي

القران الكريم هو المعجزة الخالدة على مر الزمان وهو اشبه بلعين الصافية لمن اراد ان يرتوي شرابآ سلسبيلا لايضماء بعده ابدا اذ فيه بيان كل شيئ الى يوم القيامة لمايحويه من دروس وعبر وقصص لعصور سالفة حيث ذكرت هذه الدروس والقصص لاسباب عدة موجودة في كتب التفاسير لمن اراد الأطلاع عليها ولكن سنتناول احد هذه الاسباب وهي...اخذالعبرة ..اذ لكل قصة عدة جوانب يمكن الاستفادة منها فمنها جوانب اخلاقية وتربوية فمن ضمن هذه القصص قصة اصحاب الكهف هولاء الفتية المؤمنون الذين جعل الله سبحانه وتعالى سورة بأسمهم في القران الكريم وكلا منا يعلم بأحداث هذه القصة ولكن في هذه القصة عبرة ودرس لجميع الشباب وبلخصوص الشاب العراقي في وقتنا الراهن فقد اقبل عددا منهم الى السفر والهجرة من مدنهم الى دول الغرب ومن منا لايعلم بطبيعة وثقافة تلك البلدان التي تكاد لاتخلوا منطقة فيها من الفسق والملاهي وهذا مالم يعتد عليه العراقيون
اذا اصحاب الكهف هاجروا من مدنهم والشباب العراقي هاجروا ايضا ولكن هنالك فرق كبير بين الهجرتين اذ ان هؤلاء الفتية اصحاب الكهف هم شباب مؤمنون ليسوا انبياء حيث كانوا في مدن تعبد الاصنام فرفضوا تلك العبادة فقاموا بدعوة الناس الى عبادة الله تعالى ومواجهة الافكار المضللة الوثنية فعلمة الدولة بهم التي كان الحكم فيها بيد المشركين وكذلك لم يستجب لهم المجتمع الذي كانوا فيه قرروا المغادرة والهجرة من مدينتهم الى الجبل لكي يبتعدو عن مجتمعهم الضال ولكي لا ينالهم بطش السلطة الظالمة فلما رائ الله تعالى الثبات في نفوسهم وانهم ادوا ما عليهم نجاهم بقدرته ونصرهم اذ لم يستطع جيش يحوي المئات من الجنود بل ربما الالوف ان يقترب ولو خطوة واحدة منهم اما شبابنا الذين هاجروا من العراق فرغم ان السلطة معهم واعدادهم ربما تفوق اعداد العدو الا انهم لم يفعلوا شيئ ولم يقفوا ضد هذا الفكر العدواني الداعشي المظلل ولم يدافعوا عن ارضهم كلما فعلوه هو الهجرة من بلدهم المسلم الى بلدان تشتهر بلفساد بكافة انواعه وهذا عكس مافعلها فتية الكهف تمامآ ففي هذه الحالة ماذا تنتظرون من الله سبحانه وتعالى هل ينصركم كما نصر اصحاب الكهف ام انكم وضعتم انفسكم موضع الذلة والخسران وهل انتم على مستوى من القدرة العلمية والثقافية بحيث تمكنكم من عدم الانغماس بثقافات هذه الدول الغير اسلامية فلو جرفتكم ثقافتهم فبشروا بسخط من الله تعالى فعند ذلك تكونوا من النادمين. فلا تضنوا ان خروجكم من العراق وعبوركم البحر هو نهاية الشقاء فأمامكم الكثير فلو عدنا الى قصص القران الكريم لوجدنا عبرة اخرى وهي قصة النبي موسى فقد نجى الله تعالى بني اسرائيل من بطش فرعون فعبروا البحر بسلام. ولكن حينما اتى يوم امروا فيه بقتال اعداء الله تعالى قالوا للنبي موسى /عليه السلام/.(اذهب انت وربك فقاتلا انا ها هنا قاعدون) فعاقبهم الله سبحانه فتاهوا في الصحراء اربعين سنه الى ان نجاهم الله تعالى فيا ايها الشباب كل ماعليكم هو تحكيم عقولكم وعلمو ان ماتفرون منه فأنه ملاقيكم ولو كنتم في قصور مشيدة فهذا امرالله اذ لا خلاص منه فكونوا على قدر المسؤلية وكونو يدا واحدة ضد اعدائكم وليقاتل كلا منكم حسب موقعه عسكريا ثقافيا علميا وبذلك تنتصرون وتحفظوا دمائكم ودماء اهليكم .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat