صفحة الكاتب : ابو نور الحجازي

اصلاحات في زمن الكوليرا
ابو نور الحجازي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

خجولة جدا بدت اصلاحات رئيس الوزراء رغم التفويض العظيم الذي منح من قبل المرجعية الدينية ومن قبل الشعب والبرلمان جيث نجدها لم تلمس واقع المعانات التي يعيشه المواطن العراقي بشتى مجالات الحياة والتي استحكم شيطان الفساد على جميع مفاصلها وترك اثره البليغ على واقع حياتهم  فطفقوا يخصفون من اوراق الاصلاحات ما يسترهم في ما بقي عندهم من امل بالعيش الكريم , ورغم تمدد المطالب من قبل المتظاهرين كان اقل ما يطلبونه هو القضاء على الفساد في جميع مفاصل الحكومة الا ان الملاحظ  ان عجلة الاصلاحات لم تدم طويلا ولسان حال المتظاهرين يقول ((يا ابو زيد كنك ما غزيت)) .ولا يعلم السبب من تلكؤ الاصلاحات مع ان اهم ما اشارت اليه المرجعية في الاصلاح ان يضرب بيد من حديد! وفي المقابل نجد ان القوى السياسية مارست ضغوطها على العبادي في ورقات اصلاحاته التي وصفها البعض على انه زوبعة فنجان فبدت اول ولادتها اصلاحات ترقيعية لا ترقى لطموح من هتفت حناجرهم ضد الفساد والظلم , فأشارت الى تغيره ومحاسبته على ارتكابه المخالفات الدستورية . كما صرح بها البعض من قادة الكتل وبعض نواب البرلمان العراقي.
 فالنائب موفق الربيعي، عضو ائتلاف دولة القانون،صرح  ان "اصلاحات العبادي اعدت على عجل ويجب تقنينها وفق المقاسات الدستورية". وكذلك رئيس كتلة التغير الكردية صرح على ان   "العبادي يصرح ويكتب قرارات باسم الشعب وهو امر مخالف للدستور، الذي اعطى هذا الحق للبرلمان فقط".
وايضا ما صرح به  النائب عبد الكريم عبطان انه "لا يمكن ان نلغي الدستور او نتجاوز عليه بذريعة الاصلاحات لان البديل سيكون الفوضى"
فهل يخشى العبادي المخالفات الدستورية رغم التفويض الذي منحه الشعب له وتاييد المرجعية له وتخويلها بالضرب بيد من حديد لاصلاح الوضع ام انه يخشى ان تذهب القوى السياسية الى سحب الثقة وركنه مع اوراق اصلاحاته على رفوف أروقة البرلمان.
وهل سيستمر العبادي  على المضي بالاصلاحات  والتزامه بها  تعهده بتقديم المزيد من الاصلاحات حتى لو كلفه هذا الخيار حياته.
 لكن  لابد ان ينطرح السؤال متى يكون ذلك ؟والى متى نرى البرق ونسمع الرعد ولا يبلنا الغيث .
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ابو نور الحجازي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/09/22



كتابة تعليق لموضوع : اصلاحات في زمن الكوليرا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : ابو زهراء العبادي ، في 2015/09/23 .

ٱلأستاذ ٱبو ٱنور الحجازي
السلام عليكم .
لاشك ٱن مهمة السيد العبادي مع ٱلأصلاحات مهمه عسيرة وتحتاج الى وقت طويل .وصبر ..والسيد العبادي يعرف ٱكثر منا وهو المطلع على خفايا ٱلأمور على تعقيدات المشهد العراقي .ووعورة سلوك طريق ٱلأصلاح مع وجود هذا الكم الهائل من الفساد ٱلأداري الذي وفرت له ظروف البلد بيئة مناسبة ؟
التفويض الشعبي .للسيد العبادي ليس كافي وٱي خطوة غير محسوبة النتائج تتم تحت ضغط الشارع .ربما تؤدي الى ٱلحاق ضرر كبير بالعراق فالمتظررون من ٱلأصلاح لن يسكتوا وهم مسنودون من قوى نافذة عالميا وٱقليميا .ولن يرضوا بضرب مصالحهم ،.
ففتح جبهة صراع مع الفساد مع وجود حرب مع الارهاب داخلية تشتت قوى الدولة وهذا مايسعى اليه البعض لأٱغراق السلطة في بحر من المشاكل الخطيرة .وعود الدول لازال ٱخضر ومؤوسساتها مخترقة نوع ما .والسياسين المحيطون بالعبادي بنوا لهم ٱمبراطوريات مالية ونفوذ في المجتمع وفي المؤوسسات الحكومية .ومهمة هدم تلك ٱلأمبراطوريات بمعول الشعب .ربما يحتاج الى ٱنقلاب عسكري يقوده السيد العبادي مع ثلة من الضباط وقوات مناصرة يلغي فيه القوانين ويحل مجلس النواب .ويعلن الاحكام العرفية ويضع تحت الاقامة الجبرية كل مسؤولي الكتل وٱعضاء البرلمان ؟كسيناريوا .
وهنا سيصتدم السيد العبادي بالاذرع العسكرية لكل الاحزاب وتقوم بثورة مضادة وٱعمال عسكرية وتنشر الفوضى .والتي ستكون فرصة للارهاب والمتربصين بالعراق السوء لأٱستغلال الفرصة ..وسندخل في دوامة عنف ستحرق اليابس والاخضر .
ٱن خطوات السيد العبادي وفي ضوء ظروف البلد الحساسة كافة .لأبٱس بها لحد ٱلأن .والرجل يبذل جهود جبارة لتحقيق مايمكن تحقيقه من ٱلأصلاحات .وقوله بٱنه لن يتراجع عن ذلك حتى لو كلفه حياته .دليل قاطع على جديته وٱصراره على ٱلآصلاح .
وعلينا الصبر والمؤازرة وٱنتظار النتائج ..ومراعات المصلحة العليا للبلد ..فالفساد ٱفة عالمية لايخلوا بلد منها ..وٱن كان العراق يحتل المرتبة الاولى عالميا .فهذا ٱيضا مرجعه الى ثقافة المجتمع التي وفرت بيئة مناسبة لهذه الافة للانتشار بهذه السرعة وعدم التصدي لها ٱجتماعيا ودينيا بصورة قوية ومحاسبة المفسدين وسراق المال العام وكل الظواهر السلبية التي ظهرت على سطح المجتمع هي من نتاج عمل الناس وسكوتهم عنها بل وقبولهم لها .. التصدي للفساد ليس مهمة السلطة وحدها ..بل هو مسؤولية المجتمع كافة في منع منابع الفساد من الظهور .،حتى يتفاقم ٱمرها ويصبح القضاء عليها ٱمر صعب .،
قال الله تعالى في كتابه الكريم ..بسم الله الرحمن الرحيم .ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ٱيدي الناس .ٱشارة واضحة الى ٱن الفساد هو من صنع يد الناس ...فطيلة ٱكثر من ٱثنا عشر عام من التغيير والشعب لم ينتبه الى فساد الطبقة السياسية ويطالح بالاصلاح قبل ٱستفحال الامر ..في لبنان مشكلة النفايات ٱججت الشارع .في العراق مشكلة الكهرباء فتحت الطريق للاصلاحات وسبب في تقليص الترهل الحكومي ..والمناصب الغير مجدية نفعا والتي تم إستحداثها ٱرضاء لهذا وذاك من المولعين بالمناصب والذين لايقدرون خدمة الشعب ٱلأمن تلك المناصب . .والفساد قطعا لم يٱتي من فراغ .ولم يبلغ هذه الدرجة .لولا المحاصصة الطائفية التي وزعت مؤوسسات الدولة كغنائم بين الاحزاب لتحل السرقة والفساد والمحسوبية في تلك الدوائر محل العمل وتقديم الخدمات للمواطنين ..فشاع مفهوم تلك الثقافة بين الناس وٱصبح الحصول على المال عن طريق الالتواء والغش تجارة رائجة بين الناس ،.
فٱصبحت جذور الفساد ضاربه في عمق المجتمع تنخر بنائه من الاساس دون ٱن يشعر .ٱو يبالي بذلك الوحش المخيف الذي نمى وترعرع في بيئه صالحه .وفرت له .الشخصيات والاحزاب العراقية المعارضة لنظام صدام ٱستلمت العملية السياسية من الامريكان باعت نضالها وتٱريخها كله .لتسقط في فخ ما وفرت لها من مزايا الحكم في العراق من سلطة وثروة فتحت شهيتها وغرقت في نعيم الثروة .وسبحت في بحر نفط العراق غير مبالية بالاخطار المحدقة ؟




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net